- وزير الأمن الإسرائيلي يعتبر العملية ضرورية للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، بينما تحذر "أونروا" من معاناة المدنيين وترفض إخلاء المدينة.
- الردود الدولية والعربية متباينة حول العملية الإسرائيلية، مع ضغوط لوقف الحرب وتحذيرات من تداعيات غير متوقعة للاجتياح، في ظل وجود أكثر من مليون نازح في رفح.
جيش الاحتلال دعا السكان إلى الإخلاء الفوري نحو منطقة المواصي
هآرتس: أوامر الإخلاء تأتي تمهيداً لعملية برية في رفح
قيادي بحماس: نتنياهو يهدّد باجتياح رفح للضغط وعرقلة التوصل لاتفاق
يبدو أن اجتياح رفح بات وشيكاً، إذ بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، بإخلاء المدينة الواقعة في أقصى جنوبيّ قطاع غزة على الحدود مع مصر، بهدف توسيع الهجوم عليها. وأعلن جيش الاحتلال، في بيان له، "توسيع المنطقة الإنسانية في المواصي، والتي تشمل مستشفيات ميدانية، وخياماً، وكميات كبيرة من الأغذية، والمياه، والأدوية، وغيرها من الإمدادات"، لافتاً إلى أنه يسمح، بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، "بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع".
وتابع البيان أنه "بناءً على موافقة المستوى السياسي، يدعو الجيش الإسرائيلي السكان المدنيين القابعين تحت سيطرة حماس، إلى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى المنطقة الإنسانية الموسّعة. هذه العملية ستمضي قدماً بشكل تدريجي بناءً على تقييم الوضع المتواصل الذي سيجري طيلة الوقت". ودعا الجيش سكان غزة في الأحياء الشرقية لرفح للانتقال إلى المناطق الإنسانية الموسّعة، حيث يتم في هذا الإطار توزيع المناشير وإرسال الرسائل النصية القصيرة والمكالمات الهاتفية، فضلاً عن بث المعلومات عبر وسائل الإعلام العربية، مشيراً إلى أنه "سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب ومنها تفكيك حماس وإعادة جميع المختطفين".
إسرائيل ترى اجتياح رفح "ضرورياً"
إلى ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان اليوم الاثنين، إن التحرك العسكري الإسرائيلي في رفح ضروري، بسبب رفض حركة حماس مقترحات قدمها الوسطاء بشأن هدنة في غزة، تطلق بموجبها الحركة سراح بعض الرهائن. وجاء في البيان أن غالانت نقل تلك الرسالة في اتصال خلال الليل بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن. وقال شهود في المدينة لوكالة رويترز إن بعض العائلات بدأت تغادر مناطق شرقي رفح بعد أوامر جيش الاحتلال بالإخلاء.
وفي السياق، نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن أوامر الإخلاء تأتي تمهيداً لاجتياح رفح. وتلقّى السكان الذين يسكنون شرقي المدينة وقرب محور فيلادلفيا رسائل صوتية مسجّلة تطالبهم بالتوجه نحو حي المواصي أو إلى منطقة خانيونس. ويقدّر جيش الاحتلال وجود نحو 100 ألف فلسطيني في المناطق التي تلقّى سكانها رسائل الإخلاء. وأوضحت المصادر العسكرية أن الحديث يدور عن عملية محدودة وليس إخلاء رفح بأكملها.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال خلال إيجاز للصحافيين عبر الإنترنت، وفق "فرانس برس": "هذا الصباح... بدأنا عملية محدودة النطاق لإجلاء مدنيين بشكل مؤقت من الجزء الشرقي من رفح"، مضيفاً أن "هذه عملية محدودة النطاق".
بدوره، قال قيادي كبير في حركة حماس لـ"رويترز"، إن أمر الإخلاء الإسرائيلي من رفح "تطور خطير وستكون له تداعياته". وأضاف أن "الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية إلى جانب الاحتلال عن هذا الإرهاب".
"أونروا" ترفض إخلاء رفح
إلى ذلك، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في منشور عبر منصة إكس، من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيعني المزيد من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون العواقب مدمّرة لـ1.4 مليون شخص.
وأكدت المنظمة أنها لن تقوم بإخلاء رفح، وستحافظ على وجودها في المدينة لأطول فترة ممكنة، وستواصل تقديم المساعدات.
An Israeli offensive in #Rafah would mean more civilian suffering & deaths. The consequences would be devastating for 1.4 million people@UNRWA is not evacuating: the Agency will maintain a presence in Rafah as long as possible & will continue providing lifesaving aid to people pic.twitter.com/8anQ8Eq6Gv
— UNRWA (@UNRWA) May 6, 2024
وكان غالانت قد قال، أمس الأحد، إنه من المتوقع أن يبدأ التحرك في رفح قريباً. مع هذا، يبدو الآن أن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة تهدف في هذه المرحلة إلى الضغط على حركة حماس كجزء من مفاوضات الصفقة لإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين. في غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أن معبر كرم أبو سالم سيبقى مغلقاً اليوم أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين أمس وإصابة 12 آخرين، بقصف المنطقة من قبل كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، بقذائف هاون.
وأمس الأحد، قال مصدر قيادي في حماس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يهدّد باجتياح رفح "للضغط وعرقلة التوصل إلى اتفاق لحسابات شخصية"، مشدداً على أن اجتياح رفح "لن يكون نزهة، وسيدفع الاحتلال ثمناً غالياً لأي مغامرة قد يقدم عليها، وسيُمنى بالفشل".
ويتمسك نتنياهو بموقفه بعدم وقف الحرب إلا بعد اجتياح رفح، جنوبيّ قطاع غزة، في وقت إن هذه الخطوة تقابل برفض عربي ودولي نظراً لوجود أكثر من مليون نازح في المدينة بعدما أجبرهم الاحتلال على إخلاء مناطق شمال قطاع غزة باتجاه رفح.