جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مدينة البعث في القنيطرة السورية

السويداء

ضياء الصحناوي

المثنّى - القسم الثقافي
ضياء الصحناوي
مراسل "العربي الجديد" في دمشق.
23 ديسمبر 2024
التوغل الإسرائيلي يقلق أهالي القنيطرة ودرعا السوريتين
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة البعث بالقنيطرة، حيث أزالت الحواجز ونفذت عمليات تفتيش بحثاً عن أسلحة وعناصر حزب الله، واستولت على مبنى المحافظة.
- أمهلت القوات الإسرائيلية الأهالي لتسليم أسلحتهم تحت تهديد الاقتحام، وعقدت اجتماعاً مع وجهاء المدينة، زاعمة وجود خلية إرهابية، مما زاد من قلق السكان.
- في ريف درعا الغربي، بدأت موجة نزوح فردية وسط مخاوف من تحركات إسرائيلية جديدة، مع عدم ثقة السكان في التعهدات الإسرائيلية ومطالبتهم بتطمينات من دمشق.

توغلت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، في مدينة البعث، مركز محافظة القنيطرة، جنوب سورية، وفي الأطراف الغربية لبلدة الرفيد، بدوريات معززة بآليات مصفحة وجنود. وبحسب مصادر "العربي الجديد" في القنيطرة، أزال الجيش الإسرائيلي الحواجز الترابية التي كانت قوات النظام السابق قد رفعتها في مدينة البعث، ونظم دوريات اقتحام ومداهمة لبعض البيوت بزعم تفتيشها بحثاً عن أسلحة وعبوات ناسفة وعناصر تابعين لحزب الله اللبناني.

كما أشارت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر أسمائها، إلى أن جيش الاحتلال استولى على مبنى المحافظة وثبت بداخله نقطة عسكرية ونشر جنوداً على سطح المبنى، وسط تحليق للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء القنيطرة وريف درعا الغربي. واعتبرت المصادر أن ذلك يأتي "في سياق تصعيد خطير"، نافية مزاعم الاحتلال بأن توغلها يأتي في إطار تأمين حدود كيانه، مشيرة إلى أن "الأمور باتت أكثر وضوحاً بأن هنالك نيات للتوسع الإسرائيلي على حساب المنطقة العازلة".

وفي السياق، قال الناشط سعيد المحمد، من أبناء المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي أمهلت، مساء أمس، أهالي مدينة البعث ساعتين لتسليم ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر تحت طائلة اقتحام المدينة في حال لم يمتثلوا للأمر، ممهدة لاقتحام المدينة من خلال إزالة السواتر الترابية، لتقوم صباح اليوم بالبدء بعمليات الاقتحام والتفتيش عن الأسلحة في منازل المدينة. وأضاف: "لقد تكشفت نيّات الإسرائيليين، وبدت أكثر وضوحاً، ولكن السؤال أين الحكومة الجديدة والدول العربية والإقليمية والأمم المتحدة مما يجري؟ .. السكان حرموا من ممارسة أبسط حقوقهم، من استكمال أعمالهم ومن الوصول إلى أراضيهم في قرى الريف". وأعرب الناشط عن قلقه والأهالي من تطور الوضع وتفاقمه أكثر، خاصة مع بدء ممارسة الانتهاكات من قبل القوات الإسرائيلية تجاه من يرفض الامتثال لأوامرهم.

وأشار المحمد إلى أن قوات الاحتلال كانت قد عقدت اجتماعاً، يوم أمس الأحد، مع وجهاء وأهالي من مدينة البعث، زعمت خلاله أن لديها معلومات عن وجود "خلية إرهابية" مكونة من سبعة عناصر يرتبطون بحزب الله اللبناني، مطالبة بالإبلاغ عن مكان وجودهم أو تسليمهم، وأن وجودهم يشكل خطراً على أهالي المدينة ودولة الاحتلال معاً. وبررت أن ذلك هو السبب المباشر لاقتحام المدينة والتمركز فيها، الأمر الذي نفاه الأهالي، مؤكدين أن جميع عناصر الحزب والمرتبطين به غادروا إلى لبنان قبل أشهر، والقلائل الذين تبقوا غادروا مع سقوط النظام.

وعن التواصل مع إدارة العمليات العسكرية للوقوف على التطورات في المنطقة، يقول الناشط إنه جرت اتصالات معهم من قبل وجهاء المنطقة، ليعدوهم بأن يرسلوا عناصر لغاية حفظ أمن المنطقة وسكانها، لكن إلى هذه اللحظات لم يصل أي منهم.

وفي ريف درعا الغربي الجنوبي المحاذي لمحافظة القنيطرة، أشارت مصادر "العربي الجديد" إلى أن موجة نزوح بدأت فردية من المنطقة باتجاه قرى ريف درعا ومدنها البعيدة عن القنيطرة والجولان، باتجاه بلدة المزيريب. ويقول عمرو المحاسنة، وهو من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن الوثوق بالتعهدات التي أطلقها الكيان للأهالي"، مؤكدا أن الوضع "غير مبشر بالخير، رغم عودة المزارعين لنشاطاتهم في منطقة الوادي، حيث ما زال السكان قلقين ومتوجسين من تحرك تعزيزات إسرائيلية جديدة للمنطقة".

ويتساءل المحاسنة: "لماذا حتى اللحظة لا توجد أي تطمينات للأهالي من قبل إدارة العمليات العسكرية في دمشق؟ الناس هنا شاركوا في معركة التحرير ضد النظام السابق. فليرسلوا عناصر على الأقل لمعرفة مصيرنا، والناس واقعون في حيرة بين بقائهم في أرضهم مع احتمال التصعيد الاسرائيلي، أو النزوح خوفاً من هذا الاحتمال".

وكانت دوريات إسرائيلية قد نفذت، خلال اليومين السابقين، عمليات اقتحام ومداهمات طاولت منازل ومزارع في مدينة البعث، وسط محافظة القنيطرة، وبلدات وقرى أخرى، وأسفرت عن اعتقال شخصين من المدينة بتهمة التخابر مع حزب الله. كما أقدمت على هدم ثلاثة منازل في بلدة الرفيد واقتلاع وقطع أشجار مثمرة أغلبها أشجار زيتون، وجرفت أراضي وثبتت حواجز على مفترقات الطرق الرئيسة فيها وفي بلدة الحميدية ومدينة البعث.

ذات صلة

الصورة
قد يستغرق كشف مصير المفقودين في سورية سنوات، 23 ديسمبر 2024 (كريس ماكغرات/ Getty)

مجتمع

تتداخل المعاناة الإنسانية مع الفراغ القانوني في قضية المفقودين في سورية، ما يجعلها تتطلب تضافر الجهود لتحقيق العدالة، وإقرار قوانين لكشف الحقائق.
الصورة

سياسة

لعب الأسد على جميع الحبال، إلى أن لفظه الحليف قبل العدوّ، وفرّ عاريًا في ليلة دمشقية باردة، وأخذ معه قاعدة النفوذ الإيراني المتقدّمة في بلادنا
الصورة
فرع فلسطين / سورية / ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

عند أبواب سجون الأسد ومقرّاته الأمنية، كانت الإنسانية تُذبح. لا شيء أو كلام يختصر المشهد. القمع والظلم يتكشفان بأبشع الصور من جدران الزنازين الواسعة والانفرادية
الصورة

منوعات

لم يكن لأحد في سورية أن يظن أنّ بإمكانه تحويل آل الأسد، والطبقة الحاكمة في البلاد، إلى أضحوكة يتناقلها الكبار والصغار. لكن هذا ما حدث يوم الثامن من ديسمبر