الاحتلال يعجز عن إرسال دبابات إلى الضفة طلبتها قواته العام الماضي

10 يناير 2025
آليات عسكرية للاحتلال في مخيم الأمعري برام الله، 25 ديسمبر 2024 (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي من نقص في الدبابات لدعم القوات في شمال الضفة الغربية بسبب انشغاله في لبنان وغزة، مما يثير تساؤلات حول ضرورة العمل بعدوانية أكبر في الضفة.
- هناك انقسام في الآراء بين ضباط الجيش حول كيفية التعامل مع الوضع في الضفة، حيث يرى البعض ضرورة العمل العدواني، بينما يفضل آخرون السماح للسلطة الفلسطينية بمواصلة حملتها ضد المقاومة.
- يراقب الجيش الحدود مع الأردن بسبب تدفق الأسلحة، ويطالب الشاباك بعمليات حاسمة في الضفة لتغيير الواقع والقضاء على الكتائب المسلحة.

برر مسؤولون طلبهم بأن الفلسطينيين لديهم أسلحة "تكسر التوازن"

عملية الفندق أعادت إمكانية عمل الاحتلال بـ"عدوانية أكبر" في الضفة

يتعزز تصور إسرائيلي بأنّ الحدود مع الأردن "مخترقة بالكامل"

كشفت وسائل إعلام عبرية عن عدم تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من تلبية طلبات، تكررت عدة مرات خلال العام الماضي، من مسؤولين عسكريين في لواء مناشيه بإدخال دبابات لدعم القوات في شمال الضفة الغربية المحتلة، بسبب العدوان على لبنان وحرب الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة وما احتاجه ذلك من موراد. وبرر مسؤولو اللواء طلباتهم بزيادة عدد المدرعات بأن المقاومين الفلسطينيين لديهم أسلحة "تكسر التوازن" مثل قذائف "آر بي جي".

وقالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الجمعة، إن جيش الاحتلال يعتقد أن الدبابات يمكن أن تضاعف قوته وذلك "ليس فقط بسبب قوة النيران، ولكن أيضاً بسبب الأهمية العلنية لمثل هذه الخطوة"، ومع ذلك، تقول الصحيفة إن القوات أثبتت أنه "يمكنها العمل حتى بدون المدرعات الثقيلة"، وأضافت أن العملية التي أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين بين قرية الفندق ومستوطنة كيدوميم، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعادت طرح سؤال حول ما إذا كان على قوات الاحتلال العمل بـ"عدوانية أكبر" في الضفة.   
 
ويعتقد ضباط كبار في جيش الاحتلال أن "الوقت حان لإنهاء الاحتواء النسبي في المنطقة"، وأنه "يجب العمل بشكل أكثر عدوانية بكثير مما كان عليه حتى الآن، حتى لو أدى ذلك إلى وقف محاولات السلطة الفلسطينية بسط سيطرتها في جنين". بالمقابل، يعتقد آخرون أنه يجب السماح للسلطة الفلسطينية باستكمال حملتها المسلحة ضد المقاومة "لأنها تحقق بعض الإنجازات"، وفق المفهوم الإسرائيلي الذي يقصد أنها "إنجازات" تخدم الاحتلال.

وكثّف لواء مناشيه عملياته في الضفة المحتلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لاستنزاف المقاومين وتجريدهم من أسلحتهم. ونفذ في عام 2024 ما لا يقل عن 45 عملية لوائية، وفق المعطيات التي نشرتها الصحيفة، ومنذ بداية الحرب قتلت قوات الاحتلال 380 فلسطينياً في شمال الضفة. وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتبر أن العمليات العسكرية المستمرة في مخيمات الضفة الغربية، مثل مخيمي طولكرم ونور شمس، تشكّل معضلة كبيرة له.

"محور فيلادلفي الأردني"

من جهة أخرى، يراقب جيش الاحتلال الحدود مع الأردن، حيث يتعزز تصور إسرائيلي بأنها مخترقة بالكامل وأن العديد من الأسلحة تشق طريقها من الأردن عبر طمون وطوباس، ومن هناك إلى مخيمات اللاجئين في الضفة. وذكرت الصحيفة العبرية أنه على الرغم من ضبط مئات الأسلحة في شمال الضفة وحدها في العام الأخير، إلا أن البعض يصف ذلك بأنه محاولة "لتفريغ البحر بملعقة"، في إشارة إلى أن الحدود الشرقية، التي يصفها البعض بأنها "محور فيلادلفي للضفة الغربية"، باتت مخترقة.

من جهتها، أفادت القناة 12 العبرية، أمس الخميس، بأن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار دعا خلال جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، عُقدت بعد العملية قرب مستوطنة كيدوميم، إلى القيام بعمليات حاسمة في الضفة. وقال بار: "الانخفاض الكبير في حجم العمليات (أي ضد الاحتلال) في الضفة الغربية مضلل ولا يعكس حجم الإرهاب على الأرض. نحن نلاحظ اتجاهاً ثابتاً لتطوير الأدوات منذ عملية حارس الأسوار، من خلال الانتقال من الزجاجات الحارقة إلى إطلاق النار، ومن إطلاق النار إلى عمليات بالعبوات الناسفة". وأضاف بار: "يجب على إسرائيل أن تتعلم من السابع من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى 2023)، وعدم السماح بتعاظم الجهات الإرهابية (على حد تعبيره في إشارة للمقاومة الفلسطينية)، ولذلك يجب الإقدام على خطوة واسعة، تغيّر الواقع، وتقضي على ظاهرة الكتائب في الضفة الغربية وتؤدي إلى انهيارها، وتتيح لنا حرية العمل".

المساهمون