اتهم جنرال إسرائيلي سابق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بـ"تهديد الأمن القومي" من خلال انتقاداته العلنية لموقف إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من الملف النووي الإيراني.
وقال الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس جلعاد، إن العلاقة مع الولايات المتحدة تعد "من مكونات الأمن القومي" لإسرائيل، مشيرا إلى أن قدرة تل أبيب على تحقيق أهدافها الإستراتيجية يتوقف على المساعدة التي تقدمها لها واشنطن.
وفي مقابلة أجرتها معه صباح اليوم إذاعة " 103 آف أم"، حذر جلعاد من أن الانتقادات التي يوجهها نتنياهو إلى سياسات بادين إزاء إيران تضر بمصالح تل أبيب، محذرا من أن دولة الاحتلال ليس لديها خيار آخر سوى التعاون مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "ليس بوسعي فهمه (نتنياهو)، أعتقد أنه يقدم على أفعال خطيرة جدا... لست قلقا من قدرات الجيش الإسرائيلي فهي قدرات تثير الانطباع... لكني قلق من عملية صنع القرار، هناك أمور خطيرة تحدث، أنا أعتقد أن الإيرانيين تقدموا نحو نقطة سيكون بوسعهم عندها إنتاج السلاح النووي في وقت قصير في حال قرروا ذلك".
ولفت إلى أن العمليات التي تنفذها إسرائيل أسهمت في توفير بيئة "سمحت لإيران بالتقدم نحو إنتاج سلاح نووي، وهذا فشل كبير، وسيؤثر بشكل خطر على الواقع الإسرائيلي".
وحسب جلعاد فإن السياسة التي تبناها الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، إزاء الملف النووي الإيراني أثبتت جدواها أكثر بكثير من تلك التي تبناها خلفه دونالد ترامب، والتي حظيت بدعم نتنياهو.
وأوضح الجنرال الإسرائيلي أن الاتفاق الذي وقعته القوى العظمى مع إيران في 2015، والذي لعب أوباما دورا حاسما في التوصل إليه قاد إلى تجميد البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن مواد الأرشيف النووي الإيراني الذي جلبه "الموساد" في يناير/ كانون الثاني 2018 دلت على ذلك بشكل واضح.
وأبرز جلعاد في المقابل أن سياسات ترامب المتشددة ضد إيران قادت إلى نتائج عكسية، حيث إنها سمحت لطهران بإحراز تقدم كبير في برنامجها النووي.
وعلى الرغم من عمليات إسرائيل "الناجحة" إلا أن إيران، كما يرى جلعاد، تواصل التقدم نحو تحقيق أهدافها الإستراتيجية، سيما مشروع الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية.