عقد البرلمان التركي، اليوم الأربعاء، جلسة مغلقة قدم خلالها وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو إحاطة حول التطورات المحيطة بالحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ أسبوع والموقف التركي من تلك الحرب.
وتحاول تركيا الظهور بموقف المحايد في الحرب الروسية الأوكرانية لتمتعها بعلاقات جيدة مع البلدين، رغم تصويتها في الأمم المتحدة لصالح إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وإعلانها تفعيل اتفاقية مونترو الموقعة في العام 1936 ومنع عبور السفن الحربية من المضائق، رغم أن القرار لن يمنع سفن روسيا من العبور بسبب بنود الاتفاقية.
وبحسب وسائل إعلام تركية ومنها قناة "A" خبر المقربة من الحكومة، فإن جلسة اليوم في البرلمان عقدت مغلقة وأن المداولات التي جرت خلالها بها ستعد أسرار دولة، ولن يسمح للنواب بالإدلاء بأي تصريح بعد انتهاء الجلسة.
وتضمنت أجندة الاجتماع الموقف التركي من الحرب والتواصل مع الدول المعنية ودورها، وتطبيقها للمعاهدات الدولية، فضلاً عن جهود إجلاء المواطنين الأتراك من أوكرانيا حيث يقيم بها عشرات الآلاف من المواطنين جرى إجلاء الآلاف منهم.
وتولى جلال أدان نائب رئيس البرلمان إدارة الجلسة، وأفاد بأن الحكومة التي يشكلها حزب العدالة والتنمية لديها مطالب تم إلقاؤها على الهيئة العامة للبرلمان وهي تقديم الإحاطة والسماح للنواب بالمداخلة.
وقالت قناة إن تي في الخاصة، أن الاجتماع استغرق ساعتين ونصف قدم خلالها جاووش أوغلو إحاطته، وأجاب على الأسئلة والاستفسارات التي وصلته من قبل أحزاب المعارضة وبقية نواب البرلمان.
ومنح لأعضاء الحزب الحاكم مدة 20 دقيقة للكلام، و10 دقائق لنواب الأحزاب التي لديها كتلة برلمانية وهي: حزب الشعب الجمهوري، والحزب الجيد، وحزب الحركة القومية، وحزب الشعوب الديمقراطي، فيما خصصت 5 دقائق للنواب المستقلين.
وقدم حزب العدالة والتنمية مقترحاً تم قبوله في الجلسة من أجل السرية وأن تكون جلسة مغلقة، ليتم إخراج كل من يتواجد في البرلمان والانتقال للجلسة المغلقة، وتم إخراج الصحافيين من الأماكن المخصصة لهم، كما تم إغلاق مكاتب الصحافيين وإخراجهم من المكان المحيط بقاعة البرلمان الرئيسية.
وبحسب الإعلام التركي فإن جميع المضابط التي سيتم كتابتها من قبل محلفين خلال الجلسة والكلمات ستعتبر وثائق دولة سرية، وستوضع الضبوط في مصنفات وظروف سرية ويتم ختمها وتشميعها بالشمع الأحمر ووضعها في الأرشيف، وستبقى سرية لمدة 10 سنوات ولن يكشف عنها إلا بموافقة البرلمان أيضاً بعد مرور هذه السنوات.
كما تم الاعتماد خلال الجلسة على عدد من الموظفين الصم والبكم لمساعدة نواب البرلمان خلال مداولات الجلسة، وذلك لضمان سرية المعلومات المقدمة وعدم تسريبها.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، قراراً "يدين العدوان الروسي على أوكرانيا ويطالب روسيا بالانسحاب الفوري والكامل من الأراضي الأوكرانية"، بدعم 141 دولة ومعارضة 5 دول وامتناع 35 دولة عن التصويت.
وأطلقت روسيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وترتبط تركيا بعلاقات استراتيجية مع أوكرانيا وخاصة في مجال التعاون الدفاعي، حيث اشترت كييف من أنقرة طائرات مسيرة استهدفت عددا كبيرا من آليات الجيش الروسي في الحرب الأخيرة.
كما أعلنت أوكرانيا في وقت سابق من اليوم، حصولها على المزيد من المسيرات من تركيا، في ظل احتفاء كبير بدور تلك المسيرات وانتشار مشاهد لاستهدافها القوات الروسية.
وأمس الثلاثاء، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، روسيا وأوكرانيا لإعلان وقف إطلاق نار في أقرب وقت وتقديم مساهمة للسلام العالمي، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الكوسوفية فيوزا عثماني بالعاصمة أنقرة، قائلاً "ينبغي لجميع الأطراف الفاعلة في منطقتنا وخارجها منح الأولوية للسلام والاستقرار الإقليميين".