تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها بحق الفلسطينيين، إذ قامت في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، باقتحام المسجد الأقصى، وإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي باتجاه المعتكفين داخل المسجد ما أوقع مئات الإصابات في صفوفهم.
وأكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، مأمون العباسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن طواقم الهلال تعاملت مع 215 إصابة في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، بينها إصابات عادية وأخرى حرجة، وجرى نقلها إلى مستشفيي المقاصد والفرنساوي، مشيراً إلى أن الإصابات كانت نتيجة إطلاق قنابل الصوت أو بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، قبل أن يعلن الهلال الأحمر في وقت لاحق ارتفاع عدد الإصابات إلى 305.
وقال العباسي إن قوات الاحتلال ما زالت تواصل منع سيارات وطواقم الهلال من الوصول إلى الأقصى لنقل المصابين، وتصر على إبقاء الطواقم خارج باب الأسباط، لافتاً إلى أن من تم نقلهم إلى المستشفيات هم من وصلوا إلى خارج باب الأسباط.
وتابع العباسي: "هناك بعض الإصابات التي ما زالت داخل المسجد الأقصى لم يتم إخلاؤها حتى اللحظة، وهناك أعداد جرحى كبيرة، وعدم الوصول إلى الجرحى أمر خطير".
وفي ما يتعلق بالسيطرة على الوضع هناك، قال العباسي: "لدينا عدد كبير من الأطباء والمتطوعين وطواقم الهلال تعمل هناك، الوضع ممكن السيطرة عليه، ولكن يوجد نقص في الكوادر الطبية والطاقة الاستيعابية لمستشفيي المطلع والمقاصد".
بدوره، أشار وزير شؤون القدس فادي الهدمي، إلى "إلقاء قنابل الغاز والمسيلة للدموع في داخل المصلى القبلي المسقوف وعلى المصلين بمن فهم النساء وكبار السن والأطفال". وتابع الهدمي: "لقد استهدفت قوات الاحتلال المصلين المسالمين بشكل مباشر بالرصاص المعدني وقنابل الصوت والمسيلة للدموع في مشهد إجرامي".
ورفض الهدمي التفسيرات التي تبرر هذه الجريمة بالصراعات السياسية في إسرائيل، مشدداً على أن "الدم الفلسطيني ليس رخيصاً، ولا نقبل أن يكون دمنا ومقدساتنا وقوداً لصراع بين السيئ والأسوأ". وأضاف: "لقد أظهرت إسرائيل نفسها للعالم أجمع كدولة معادية لحرية الأديان، ولا تتردد في استخدام آلة بطشها ضد المصلين في مسجدهم".
وتظهر مشاهد حصل عليها "العربي الجديد"، قيام قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز بكثافة، باتجاه المصلين المعتكفين داخل المسجد، ما أدّى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، في وقت سُجّلت حالات اختناق وإصابات بالرصاص المطاطي في باحات المسجد.
وأقدمت قوات الاحتلال على اعتقال العديد من الفلسطينيين والتنكيل بهم، كما قامت بمحاصرة المعتكفين في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى المبارك، ومنعت الطواقم الطبية والسيارات التابعة لها من دخول المسجد.