جرحى خلال إشكالات واحتجاجات في لبنان ضد انتخاب سوريين للأسد ودعوات لرحيلهم

20 مايو 2021
سوريون يدلون بأصواتهم من لبنان (حسين بيضون)
+ الخط -

سجّل وقوع عدد من الجرحى في إشكالات عدّة، اليوم الخميس، في مناطق لبنانية بالتزامن مع بدء توافد سوريين إلى مقرّ سفارة  النظام السوري في اليرزة - بعبدا (شرقي بيروت) للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقرّرة اليوم للمقيمين في الخارج، وبعد أسبوع للداخل، وسط دعوات لترحيلهم إلى سورية.

وسقط عدد كبير من الجرحى في صفوف سوريين ولبنانيين شمالي بيروت خلال تظاهرة احتجاجية على اقتراع الناخبين للأسد تطورت إلى مواجهات مباشرة.
واعترض محتجون لبنانيون طريق الحافلات التي تضمّ سوريين يحملون صور رئيس النظام بشار الأسد، ولا سيما على أوتوستراد جونية (شمالي العاصمة)، وقاموا بتمزيق الأعلام والصور ورميها وتكسير السيارات التي ألصقت صور الأسد عليها، ما أدى إلى حصول تضارب وسقوط عدد من الجرحى تدخلت على إثره قوّة كبيرة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لفضّ الإشكال ومحاولة فتح الطريق، وخصوصاً بعد زحمة السير الكثيفة التي تسبب بها.

ويسود التوتر على أوتوستراد جونية ونقطة نهر الكلب بشكل خاص، حيث يرفض المحتجون الذين يحمل بعضهم العصي مغادرة المكان، ويصمّمون على منع مرور السوريين الموالين للنظام، ويعمدون إلى تكسير السيارات، حتى تفاقم الوضع وحصل احتكاك بين المتظاهرين والجيش اللبناني من جهة والمتظاهرين والمواطنين المعترضين على إقفال الطريق والعالقين منذ ساعات في سياراتهم.


واستقدم الجيش اللبناني والأمن الداخلي تعزيزات عسكرية وأمنية، ولا سيما مع ارتفاع أعداد المتظاهرين، بالتزامن مع توجه حافلات كثيرة للناخبين السوريين من الشمال إلى مقرّ السفارة السورية.

الصورة
انتخابات السوريين فب لبنان/سياسة/العربي الجديد

وأكد عددٌ من المتظاهرين في جونية أنهم من "حزب القوات اللبنانية" (يتزعمه سمير جعجع)، ولن يسمحوا لأي ناخب سوري يريد الاقتراع لنظام بشار الأسد بالمرور، واضعين مشهد حمل صور الأسد في إطار الحركة الاستفزازية، طالبين منهم العودة إلى سورية في حال أرادوا التصويت لنظام "مجرم" على حدّ قولهم.
في حين حرص قسم من المتظاهرين على التأكيد أنهم غير حزبيين، وتوافدوا بصفة شخصية لمنع وصول مواكب الناخبين السوريين الذين يحملون الأعلام السورية وصور رئيس النظام بشار الأسد، وكرروا مطالبتهم بـ"العودة إلى بلادهم في حال كانت آمنة ليحميهم رئيسهم".
ويأتي تحرّك مناصرين لـ"القوات" بعد بيان عالي النبرة صدر، أمس الأربعاء، من رئيسه سمير جعجع طالب فيه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بإعطاء التعليمات اللازمة لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية بالحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد اليوم، والطلب منهم مغادرة لبنان فوراً والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سورية، طالما أنهم سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطراً عليهم.


وبدأت حملة مكثفة من قبل مناصري "القوات" ونواب الحزب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بمغادرة كل السوريين الذين سيقترعون اليوم لنظام بشار الأسد، مستخدمين وسم "#عودوا_من_حيث_اتيتم"، الأمر الذي أشعل خلافاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي بين من يؤيدون هذا الطرح ويرفضونه.
من جهة ثانية، يستمرّ توافد الناخبين السوريين من مناطق عدّة جنوباً وبقاعاً إلى مقرّ السفارة السورية بأعدادٍ كبيرة جداً عبر حافلات ومواكب حملت الأعلام السورية وصور الأسد، واستقدمت أجهزة صوتية رفعت عبرها أناشيد تضامنية مع رئيس النظام، في وقتٍ تحدثت إفادات وتقارير حقوقية عن ضغوطات وتهديدات تعرّض لها السوريون للتصويت لصالح الأسد، وعملت مجموعات تواكب الانتخابات موالية للأسد على تنظيم هذه المواكب، وتأمين النقليات للسوريين للوصول إلى مقرّ السفارة وضمانهم الاقتراع للأسد.

الصورة
انتخابات السوريين فب لبنان/سياسة/العربي الجديد

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد، لـ"العربي الجديد"، إن المفوضية تلقت إفادات عن حوادث تنطوي على ضغوطٍ وتهديدات ومضايقات للاجئين السوريين في لبنان وربطاً بالانتخابات الرئاسية السورية، وقد تراوحت الحوادث المبلغ عنها بين مصادرة وثائق شخصية وتهديدات بإلحاق الأذى الجسدي.
وتنسق وزارتا الداخلية والدفاع في لبنان مع السفارة السورية في مواكبة العملية الانتخابية، وتسهيل وصول الناخبين وتنظيم السير على الطرق المؤدية إلى اليرزة، مع فرض إجراءات أمنية مشددة بالتزامن مع أنباء سرت قبيل الانتخابات واليوم بمسيرات وتظاهرات ستنظم، خصوصاً في الشمال، لمنع وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع، وفي الأشرفية في بيروت.

المساهمون