ثالث أيام اشتباكات السودان: معارك شرسة بمحيط القيادة العامة للجيش

17 ابريل 2023
تصاعد الدخان فوق المباني المجاورة لمطار الخرطوم (فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل، اليوم الاثنين، لليوم الثالث على التوالي المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتدور أشرس المعارك داخل وفي محيط القيادة العامة للجيش السوداني وشارع "عبيد ختم" شرق الخرطوم، وسمع سكان الأحياء المجاورة أصوات انفجارات مدوية بينما يواصل سلاح الطيران استهداف قوات الدعم السريع التي ترد بإطلاق صواريخ مضادة للطيران لتأمين تقدمها نحو قيادة الجيش.

ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو لما قيل إنه سيطرة تامة على مطار مروي الدولي، شمال السودان، وتدمير كل الطائرات الموجودة فيه.

كما نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو آخر لما قالت إنه اقتحام لمنزل قائد الجيش، الجنرال عبد الفتاح البرهان، داخل القيادة العامة للجيش السوداني، ويُظهر المقطع دخول أفراد من الدعم السريع وهم يجوبون أحد المقرات ويشيرون لسيارات قالوا إنها للبرهان.

لكن الفريق فتح الرحمن محي الدين، القائد الأسبق لسلاح البحرية السوداني، نفى لـ"العربي الجديد" ما تزعمه قوات الدعم السريع من تقدم وعدّه جزءا من الحرب النفسية حسب معلوماته، وأشار إلى أن الجيش السوداني سيبدأ بعد قليل عملية تمشيط واسعة على الأرض بعدما حقق النصر، مبيناً أن عملية التمشيط الواسعة الغرض منها القضاء على الدعم السريع بشكل كامل أو استسلامها، لأنها ظلت في اليومين الماضيين تهرب من أرض المعركة وتتجمع مرة أخرى ثم تعود إليها.

ويشهد عدد من أحياء الخرطوم، لا سيما القريبة من المعارك، ندرة في مياه الشرب بعد انقطاع الإمداد المائي ويضطر السكان للخروج تحت وابل الرصاص للبحث عن المياه، كما تتفاقم الأوضاع في مشافي ولاية الخرطوم التي أصدرت نداءات متفرقة.

الجيش: اشتباكات محدودة حول محيط القيادة   

وحول الأنباء عن سقوط قيادة الجيش في يد الدعم السريع أصدر الجيش بياناً من مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، قال فيه إن "بعض الأبواق الإعلامية للمليشيا المتمردة تبث الكثير من الأكاذيب لتضليل الرأي العام"، مشيراً إلى أن الموقف العملياتي حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم.

وأكد البيان أن القوات المسلحة تسيطر تماماً على جميع مقراتها ولا صحة لما يتم تداوله بشأن استيلاء قوات الدعم على القيادة أو بيت الضيافة، مقر إقامة البرهان، أو القصر الجمهوري، وأشار إلى أن القوات الجوية وجهت ضربات ضد عدد من الأهداف، وستتم مواصلة ذلك حتى "تصفية آخر جيب للمليشيا المتمردة بالعاصمة التي بدأت تقوم بممارسة أعمال سلب ونهب متفرقة فيها تحت التهديد لممتلكات المواطنين العزّل".

الخارجية السودانية تحمّل قوات الدعم مسؤولية اندلاع المعارك   

وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، الإثنين، بياناً حول المعارك التي يشهدها السودان، مرجعة السبب في اندلاعها إلى "تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في عدد من المواقع بالعاصمة وبعض المدن الأخرى إثر الهجوم الذي بدأته قوات الدعم السريع"، وقالت الخارجية أنه "نتيجة لتمرد قيادة الدعم السريع فقد أصدر السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة قراراً بحل الدعم السريع وإعلانه قوة متمردة على الدولة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس".

وأضاف البيان أن قوات الجيش تمكنت من "إلحاق الهزيمة بالمتمردين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، الأمر الذي اضطر أعداداً كبيرة منهم للاستسلام أو الهروب من ساحة المعركة إلى الولايات المجاورة لولاية الخرطوم".
وحمّلت الخارجية السودانية قوات الدعم السريع مسؤولية فشل دمجها بالجيش، حيث إن "كافة الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة قد فشلت لتعنت أولئك القادة في قبول هذا الأمر".
وأكد البيان حماية "جميع مقار ومنسوبي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم" من قبل الجهات المختصة، وأعربت الوزارة عن "تقديرها لجهود الدول العربية والأفريقية والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد"، مؤكدة أن ما يجري "هو شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة في ما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية".

من جهتها، اعتبرت "اللجنة التمهيدية لنقــابة أطباء السودان" في بيان، الإثنين، أن قصف المؤسسات الصحية يُعتبر "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني والمواثيق التي تنص على حماية المؤسسات الصحية وتحييدها".

وعدّد البيان المستشفيات التي تعرضت للقصف بالمدافع والأسلحة النارية، جرّاء الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مما ألحق بها أضراراً بالغة كمستشفى الشعب التعليمي ومستشفى ابن سينا التخصصي ومستشفى بشاير، وأكدت اللجنة أن القصف تسبب بخروج مستشفيات الشعب التعليمي والخرطوم التعليمي عن الخدمة تماماً.

كما حذرت اللجنة من أن المستشفى الدولي بمدينة بحري يعاني من انقطاع الكهرباء، مع قرب نفاد وقود مولدات الكهرباء، مما يعرض حياة المرضى بالعناية المكثفة والعمليات الجراحية للموت. وطالبت المجتمع الدولي بإلزام طرفي النزاع بعدم المساس بالمرافق الصحية وفتح ممرات آمنة والسماح بمرور سيارات الإسعاف.

المساهمون