تونس: منع عائلة البحيري من زيارته وتعزيزات أمنية غير مسبوقة بالمستشفى

15 فبراير 2022
البحيري محتجز في مستشفى الحبيب بوقطفة (ناصر تاليل/ الأناضول)
+ الخط -

أكد العميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني، رئيس هيئة الدفاع عن نائب رئيس حركة "النهضة" في تونس، نور الدين البحيري، المضرب عن الطعام منذ 46 يوماً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، منع عائلة البحيري من زيارته اليوم الثلاثاء، وسط تعزيزات أمنية غير مسبوقة بمحيط مستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت، شمال تونس.

وقال الكيلاني أنه طُلب من زوجة البحيري ركن سيارتها بعيدا على غير العادة، والبقاء خارج المستشفى، دون توضيح أي معلومات عن سبب التعزيزات الأمنية.

وأعلنت هيئة الدّفاع عن نور الدين البحيري، اليوم الثلاثاء في بيان، أنّ عائلة البحيري فوجئت عند وصولها اليوم إلى مستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت لزيارته بوجود أعداد هائلة من أعوان الأمن الذين حاصروا المستشفى.

وعبّرت هيئة الدّفاع عن خشيتها على حياة البحيري بعد الحادثة الخطيرة التي جدّت مساء أمس، حيث قام عدد من الأعوان باقتحام غرفة إقامته بقسم الإنعاش إبّان زيارة زوجته إليه.

وحملت هيئة الدّفاع وزير الدّاخليّة شخصيّاً المسؤوليّة الكاملة عن حياة البحيري جراء استمرار احتجازه.

ورجحت بعض المصادر في بنزرت، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إمكانية إخراج البحيري من مستشفى الحبيب بوقطفة، ونقله إلى مكان آخر لم يتضح بعد، خاصة في ظل التكتم الشديد حول الموضوع، وبحسب ذات المصادر، فإنه جرى التوقيع على مغادرة البحيري المستشفى في وقت سابق دون تحديد إلى أين سينقل، وهو ما أجّل خروجه سابقاً.

 

وكانت المحامية سعيدة العكرمي، زوجة البحيري، قد ذكرت أن هيئة الدفاع "ستتوجه صباح اليوم الثلاثاء بتنبيه إلى وزارة الصحة بسبب التقصير والاحتجاز وتعريض حياة زوجها للخطر"، مشيرة إلى تدهور حالته الصحية.

حياة البحيري في خطر بعد 46 يوماً من الإضراب

وقالت العكرمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنها "زارت مساء أمس الإثنين زوجها"، مبينة أنه "لم يعد قادراً على النهوض والسير".

وأوضحت أن "البحيري يتلقّى فقط الماء، لأن جسمه لم يعد قادراً على قبول أي إبر، ولون يديه أصبح أزرق وتغطيهما الضمادات"، مشيرة إلى أن "الأطباء لم يتمكنوا من وضع إبر المحلول في ساقه خشية حصول تعفن بسبب السكري".

وأكدت المحامية العكرمي أن "البحيري في العناية المركزة ووضعه الصحي تدهور كثيراً، لأنه لم يعد يحصل على المحلول الحيوي الذي كان يعدل نسبياً السكري". 

وعن وضعه الصحي، قالت أيضاً إن "ضغط الدم قد ينخفض وكذلك السكري"، مشيرة إلى أن "الأطباء بدوا عاجزين عن فعل شيء".

وتابعت "على الرغم من إبلاغ وزارة الصحة بتعكر وضعه الصحي، يبدو أن هناك إصراراً على احتجازه بالمستشفى".

وأوضحت أن "وزير الصحة علي المرابط رفض مقابلتها عند توجهها أمس إلى وزارة الصحة، وهو ما اضطرها إلى توجيه تنبيه له بواسطة عدل تنفيذ"، محمّلة إياه مسؤولية "أي مكروه قد يصيب زوجها".

وقالت أيضاً إن "مستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت، حيث يحتجز زوجها، مدجج بعناصر الأمن"، مشيرة إلى "البحيري غضب جداً من اقتحام عناصر أمنية للغرفة عندما كانت تعتني به".

وأعلنت هيئة الدّفاع عن وزير العدل الأسبق، ونائب رئيس حركة "النهضة"، نور الدين البحيري، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية منذ 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021، في بيان، أمس الإثنين، أنّ عائلته وجّهت تنبيهاً بعدل تنفيذ إلى وزير الصّحّة تحمّله بموجبه المسؤوليّة الشّخصيّة عن أيّ مكروه يطاوله باعتباره لم يعد خاضعاً للمتابعة الطّبّية منذ يومين إثر إعلامه بأنّه قد أصبح متعذّراً مواصلة إمداده بالسّوائل الطّبّيّة بسبب حالة جسده إثر 46 يوماً من الإضراب عن الطّعام.

واعتبرت هيئة الدّفاع أنّ مستشفى الحبيب بوقطفة أصبح "مركز احتجاز غير قانونيّ" وفق نص البلاغ.

وطالبت هيئة الدفاع عن البحيري جميع المسؤولين عن هذا الاحتجاز التّعسّفيّ بإنهائه فوراً لإخلاء مسؤوليّتهم الجزائيّة والأخلاقيّة.