قال المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي، اليوم الجمعة، إن القطب القضائي لمكافحة الإرهاب تعهّد بفتح تحقيق في هجوم مدينة نيس الفرنسية، وفق قانون مكافحة الإرهاب المصادق عليه في 2015.
وأكد الدالي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن القانون التونسي يفرض التعهّد الوجوبي بأي جريمة إرهابية يقوم بها مواطن تونسي أو يشتبه في المشاركة فيها، مؤكداً أن السلطات الفرنسية لم تقدّم بعد طلبا للتعاون القضائي مع تونس.
وأفاد، في سياق متصل، بأن القضاء التونسي تعهّد بالتحقيق في تدوينة نشرها شخص ادعى انتمائه إلى "تنظيم المهدي" في الجنوب التونسي، الذي نفذ عملية نيس الإرهابية.
والمتهم تمكن من العبور إلى إيطاليا خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ومنها إلى فرنسا، وتقول المصادر الفرنسية إن السلطات تمكنت، اليوم الجمعة، من القبض على شخص كان على اتصال بالمتهم.
ونقلت إذاعة موزاييك أن عائلة مرتكب عملية نيس الإرهابية تحت وقع الصدمة، بعد علمها بأنّ ابنها هو المتهم بارتكاب العمليةن وبدت غير مستوعبة إلى الآن أن يكون هو الفاعل، وشدد أفراد من عائلة المتهم على أنّه لا سوابق عدلية له.
و إبراهيم العويساوي، المتهم بتنفيذ الجريمة الإرهابية، هو الابن التاسع لعائلة تتكوّن من 10 أبناء (7 إناث و3 ذكور)، أصيلة سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان، وتحوّلت منذ عام 2000 للعيش في معتمدية طينة من ولاية صفاقس. ويعمل والده حارسا بشركة، أمّا الأم فهي ربة بيت.
وانقطع المتهم عن الدراسة بعد بلوغه السنة التاسعة من التعليم الأساسي، ليشتغل لفترة في ورشة لإصلاح السيارات، ثمّ عمل بمعصرة زيتون قبل أن يفتح قبل حوالي سنتين محلاً صغيرا لبيع البنزين.
وفي أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، اجتاز إبراهيم العويساوي الحدود البحرية باتجاه جزيرة لامبادوزا الإيطالية في عملية هجرة غير نظامية، من دون علم عائلته التي علمت بوجوده على الأراضي الإيطالية بعد ذلك في اتّصال هاتفي مع أحد أشقائه، وفق ما أكّدته العائلة لموزاييك.
ولاحقا، تمكّن العويساوي من العبور إلى جنوب فرنسا، وتحديداً نيس التي وصل إليها يوم الأربعاء الماضي، وفق إفادة والده وأمه وشقيقه.
وبحسب ما رواه شقيقه، فإنّ المتهم اتصل بالعائلة في الثامنة ليلاً في ذلك اليوم، وأخبرهم بأنّه سيسعى إلى تدبر أمره للعمل والبحث عن مكان يأويه، وكان ذلك آخر اتصال له بالعائلة قبل أن يقدم على تنفيذ العملية الإرهابية.
وأدانت تونس بشدة اعتداء نيس، معربة عن تضامنها مع الحكومة والشعب الفرنسي، كما تقدمت بأصدق عبارات التعازي والمواساة لأسر الضحايا.