أعرب وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، عن استغراب بلاده تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، التي تحدث فيها عن "تصدير الإرهاب إلى بلاده (ليبيا) انطلاقاً من تونس"، معلناً "استغراب تونس هذه الاتهامات ورفضها لها".
وجاء ذلك خلال لقاء جمع الجرندي، أمس الاثنين، بنظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، على هامش أشغال الاجتماع الوزاري التشاوري لدول الجوار الليبي الذي تحتضنه الجزائر يومي 30 و31 أغسطس/ آب الجاري.
وشدد الوزير التونسي على أن "أمن واستقرار ليبيا من أمن واستقرار تونس"، مضيفاً: "بلادنا مستهدفة بدورها بالإرهاب، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال قاعدة لتصديره أو مصدر لتسلل الجماعات الإرهابية إلى ليبيا".
وأشار الوزير إلى أنّ "هذه التصريحات مجانبة للحقيقة، ولا سيما في هذا الوقت بالذات الذي تعمل فيه بلادنا جاهدة للإسهام الناجع في استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا وفي دول المنطقة، وهي كذلك الصوت المدافع عن ليبيا في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة في مجلس الأمن".
وكان الدبيبة قد قال في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي مساء الجمعة الماضي، إنّ الإرهاب قادم إلى ليبيا من الخارج، وإنّ الشعب الليبي شعب حر ولا يقبل اتّهامه بالإرهاب.
وبيّن الدبيبة أنه أرسل وفداً إلى تونس لتوضيح الموقف الليبي، والحكومة ساعية لبناء علاقات طيبة مع دول الجوار.
وبحسب بيان للخارجية التونسية، فقد أعربت المنقوش في مستهل اللقاء عن شكرها وتقديرها لتونس، لما تبذله من جهود للمساعدة في تنفيذ خريطة الطريق وإسهامها الفاعل في إنجاح المسار السياسي لحل الأزمة الليبية.
وأشاد الجرندي بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارة الوزيرة الليبية والوفد الوزاري المرافق لها لتونس يوم 26 أغسطس/ آب الجاري، مستعرضاً أهمّ أوجه التعاون الثنائي بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويره وتعزيزه.
وذكّر الوزير التونسي نظيرته الليبية بموقف بلاده الثابت لدعم جميع الجهود الرامية إلى استكمال العملية السياسية وفق خريطة الطريق التي اعتمدها ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد في تونس ومواصلة تونس مساندة الأشقاء الليبيين في مختلف المحافل والاجتماعات الإقليمية والدولية.