نظّمت جبهة الخلاص الوطني في تونس، اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية في شارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة تونس، تضامناً مع ثورات الشعوب والربيع العربي، والشعب الفلسطيني، وذلك رغم التضييق الأمني.
وتحدثت جبهة الخلاص عن منع الأمن التونسي لها من وضع المعدات الصوتية المخصصة لوقفة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة، وأنه ورغم التضييقات أصر عدد من المحتجين على تنظيم وقفة رمزية.
وشهد شارع الحبيب بورقيبة تعزيزات أمنية غير مسبوقة، كما حصلت مناوشات بين الحاضرين وأفراد من أنصار الرئيس قيس سعيّد، الذين حاولوا التشويش على الوقفة.
وقالت الأمينة العامة لحزب "حراك تونس الإرادة"، لمياء الخميري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الأمن منعنا من وضع المعدات الصوتية في وقفة اليوم، رغم حصولنا على ترخيص". وأضافت أنهم فوجئوا بقرار المنع، مشيرة إلى أنه "حرصاً على عدم توتير الأجواء، فقد تمت الاستجابة لتعليمات القادة الأمنيين".
وأوضحت الخميري أن "القانون ينص فقط على إعلام السلطات، ولكن رجال الشرطة أصروا على الحصول على ترخيص انتهى العمل به بعد الثورة".
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن "هذه الوقفة تأتي تضامناً مع ثورات الشعوب والربيع العربي، وللتأكيد على أننا هنا، لا نزال موجودين، وعازمين على استكمال الثورة وتحقيق الحلم التونسي والعربي"، مؤكدة أنهم "يسعون لـ"تحقيق مطالبنا بالعيش الكريم واحترام القانون".
واعتبرت أن "رسائل 2011 تتكرر اليوم، وتتم استعادتها بسبب الردة التي حصلت في تونس"، مضيفة أن "وقفاتنا ستستمر".
بدوره، أكد رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، أن "هذه الوقفة تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وإحياء لثورات الربيع العربي"، وأشار إلى أنه "تم إلغاء الكلمات المقرر إلقاؤها بسبب التضييقات الأمنية".
وقال الشابي، في حديث لـ"العربي الجديد": "وضعونا أمام خيارين، إما رفع المعدات برضانا أو حجزها، وبعد التشاور قررنا إرجاء الوقفة".
وأردف رئيس جبهة الخلاص الوطني أن "هذه الوقفة الرمزية كانت بمبادرة من العديد من الشخصيات إحياءً للربيع العربي"، مذكراً بأن تونس كانت "شرارة الربيع العربي وحققت مكاسب هامة، ولكن تم الانقلاب على المسار". وبيّن أن "قوى الردة في تونس أو مصر تحاول الالتفاف على مكاسب الربيع العربي، ولكن المطالب مستمرة، ولن يتمكن أي شخص من إيقاف الحلم".
كما أشار إلى أن "هذه الوقفة للتنديد بالتطبيع الذي صرح الرئيس بأنه ضده، ولكن للأسف لا يوجد أي موقف عنه بعد تصرف رئيسة الحكومة نجلاء بودن مع رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مؤتمر مصر"، داعياً بودن إلى الاستقالة.
وسبق أن نظمت جبهة الخلاص الوطني العديد من الوقفات الاحتجاجية، والمسيرات المناهضة للرئيس قيس سعيّد.
في السياق، قال القيادي في حركة "النهضة"، رياض الشعيبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الوقفة رمزية ولم يكن مطلوبا منها التحشيد منذ البداية، وهي للتعبير عن التضامن مع الحملة العربية للربيع العربي، وهو ما يفسر الأعداد القليلة للمحتجين"، مضيفاً أنه "تم منعها بأساليب ملتوية، وهو ما حال دون إلقاء الكلمات".
وأضاف المتحدث أنهم سيتقدمون بطعون قانونية ضد هذا الإجراء، و"التحركات القادمة ستكون خير إجابة"، مشيراً إلى أن "مواصلة التحركات التي بدأت منذ سنة ونصف رفضاً لانقلاب قيس سعيّد في 25 يوليو/تموز العام الماضي".
منذ 25 يوليو/ تموز 2021، تعاني تونس أزمة سياسية حادة حين بدأ الرئيس قيس سعيّد فرض إجراءات استثنائية، منها إقالة الحكومة وتعيين أخرى، وحلّ مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء في 25 يوليو الماضي، وتبكير الانتخابات البرلمانية إلى 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.