خرج التونسيون، اليوم الأحد، في تظاهرة ضد قرارات الرئيس قيس سعيّد رافعين شعارات مثل "لا خوف ولا رعب.. الشارع ملك الشعب"، " الشعب يريد ما لا تريد"، "فلسيقط الانقلاب"، فيما تقدموا نحو الحواجز الأمنية في شارع بورقيبة، أو ما يعرف بـ"شارع الثورة"، ليصطدموا برجال الأمن هناك.
واختارت الستينية سيدة بن علالة الجلوس فوق الحواجز الأمنية غير مبالية بدعوتها للتراجع، مؤكدة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الحرية أصبحت تسري في دمائنا، ولم يعد هناك أي مجال للتراجع إلى الوراء، وسنورثها لأحفادنا وأبنائنا"، مبينة أن الرئيس قيس سعيّد حاول تشتيت المسيرة وتقسيمها لكي لا تبدو ضخمة.
وأضافت المواطنة التونسية أنه "لا مجال للخوف، فقد ولى ذلك مع نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي"، مؤكدة أنها لا تخشى الأمنيين، "فهم أيضا أبناء تونس".
ويرى الطالب معز القبلاوي أن "حاجز الخوف كسر منذ سنوات، وأن التونسي سيواصل النضال والمشاركة في المسيرات ضد الانقلاب"، مؤكدًا "الاستمرار في المطالبة بالعودة إلى الدستور حتى تراجع قيس سعيّد عن قراراته، وحتى عن الرئاسة"، مشيرًا إلى أن "ما يقوله وما يصرح به الرئيس غير مقبول".
وأضاف القبلاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنهم "واعون بالخطر الداهم الذي يتربص بالدولة من أزمة سياسية وشبح الإفلاس والتدهور الاقتصادي والاجتماعي"، مشيرا إلى أن "هناك صعوبات في الحصول على تمويلات من الصناديق المانحة، وهو ما يعني أن الخطر داهم".
وأكدت مواطنة تدعى سارة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "التونسيين لم يعتادوا الخوف، خاصة إذا تعلق الأمر بالبلاد والدفاع عن المكتسبات"، مبينة أن "من واجبنا الدفاع عن الوطن والحقوق والحريات، هذا أبسط ما نقوم به".
ودعا مواطن آخر يدعى علي القوات الأمنية إلى "التراجع والسماح للمتظاهربن بالتقدم"، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية حاصرتهم في مساحة صغيرة، الأمر الذي وصفه بأنه "غير مقبول".
وانتقد علي، الذي بدا غاضبا، التضييق على المحتجين، مؤكدا أنه "لا مجال لسياسة الكيل بمكيالين، إذ إن مناصري الرئيس رفعت أمامهم الحواجز مقابل محاصرة منتقديه".
ولم تتوان الطفلة بثينة، ابنة السنوات السبع، عن إطلاق الزغاريد وترديد شعارات الثورة، رافعة الراية الوطنية تارة، وتارة أخرى تصرخ مع المحتجين "يسقط الانقلاب".
ورفع المحتجون أيضاً شعار "تونس ليست مصر، ثورة ثورة حتى النصر"، مؤكدين عودتهم إلى الشارع حتى نيل مطالبهم.