توقعات بتحسن العلاقات التركية ـ الإسرائيلية بعد إطلاق مشتبَه بهما في التجسس

19 نوفمبر 2021
الأوساط الإسرائيلية توقعت تطور الاعتقال لأزمة (جيل كوهين ماغن/ فرانس برس)
+ الخط -

تتوقع أوساط إسرائيلية أن تشهد العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تحسنا ملحوظا في الفترة القريبة المقبلة، وذلك إثر إفراج السلطات التركية فجر أمس الخميس، عن إسرائيلي وزوجته بعدما اعتقلا الأسبوع الماضي بشبهة التجسس، بسبب قيامهما بالتقاط صور لمقر إقامة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وأفرجت تركيا عن نتالي وموردي أوكنين، فجر الخميس، بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة بين تركيا وإسرائيل، تخللها اتصال من الرئيس الإسرائيلي نفسه، يتسحاق هرتسوغ، بنظيره التركي.

وكانت الصحف الإسرائيلية تنقل منذ بداية عملية الاعتقال، تخوفات من أن يطلب الرئيس التركي ثمنا مقابل الإفراج عن الزوجين الإسرائيليين. وكان لافتا أيضا تضخيم الإعلام الإسرائيلي لإمكانية تدهور العلاقات بين أنقرة وتل أبيب وصولا إلى أزمة دبلوماسية، مصحوبة بدعوات لمقاطعة تركيا ووقف السياحة الإسرائيلية إليها.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، عن مصادر سياسية إسرائيلية تقديراتها بأن إنهاء القضية من شأنه أن يساهم في تحسين العلاقات مع تركيا، خصوصا بعدما أجرى كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، وهرتسوغ اتصالات هاتفية مع أردوغان لشكره على طي الملف.

وكانت مصادر مطلعة على مجريات القضية قد أكدت أن قرار الإفراج عن الإسرائيليين كان بفعل تدخل من الرئيس التركي شخصيا، قبل انتقال الإجراءات الأولية ضد الإسرائيليين من التحقيقات إلى تقديمهما للعدالة. وبحسب الصحيفة، فقد أثنى بينت على نجاعة قنوات الاتصال بين الدولتين.

وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعربت عن مخاوف من إمكانية أن يطلب أردوغان من إسرائيل ثمنا مقابل إنهاء الملف، إلا أن تل أبيب حرصت منذ أمس الأول مع قرار الإفراج عن الإسرائيليين على التأكيد أنها لم تدفع ثمنا ولم تقدم لتركيا أي مقابل.

وزعمت الصحيفة أن إسرائيل كانت واجهت مساعي ومحاولات تركية لتحسين العلاقات مع إسرائيل، بذلتها تركيا أخيرا، بتشكيك وريبة.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية تخوفها من أن يمس تحسن محتمل للعلاقات مع تركيا بالعلاقات بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص، خصوصا وأن العلاقات الإسرائيلية مع هاتين الدولتين شهدت تحسنا ملحوظا وإبرام تحالفات معهما، على خلفية تراجع العلاقات مع تركيا.

الاعتذار لتركيا

وتراجعت تلك العلاقات منذ قيام قوات بحرية إسرائيلية بمهاجمة أسطول الحياة والسفينة التركية "مافي مرمرة" في عرض البحر عام 2010 بينما كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل مواطنين أتراك كانوا على متن السفينة.

وعلى الرغم من أن رئيس حكومة الاحتلال السابق، بنيامين نتنياهو، اضطر بضغوط من الرئيس الأميركي، السابق باراك أوباما، إلى الاعتذار لتركيا، ودفعت إسرائيل تعويضات لعائلات القتلى إلا أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل واصلت التدهور، بموازاة تحسن مستمر في العلاقات مع قبرص واليونان ومصر في كل ما يتعلق بتأسيس منتدى غاز المتوسط، وسد الطريق أمام نقل الغاز الإسرائيلي المسال إلى تركيا ومنه إلى أوروبا.

وبحسب مصدر إسرائيلي تحدث إلى الصحيفة، من شأن العلاقات بين تركيا وإسرائيل أن تتحسن إلى درجة إعادة تبادل السفراء بين البلدين وفتح السفارتين من جديد.

وربطت التقديرات الإسرائيلية بين قرار الإفراج عن الإسرائيليين وبين اعتبار أردوغان أن العلاقات مع إسرائيل من شأنها أن تحسن من علاقاته مع واشنطن، وتعيد تعزيز المكانة الإقليمية لتركيا، بما في ذلك ما يتعلق بالملف الفلسطيني. وأضافت أن أنقرة بإمكانها توظيف كل ذلك في خدمة السياحة إلى تركيا وتحسين الأوضاع الاقتصادية خصوصا في ظل تراجع سعر الليرة التركية وارتفاع التضخم المالي.

المساهمون