توتر بين قوات النظام وقوات مدعومة من روسيا في درعا

02 يناير 2021
قوات مدعومة من روسيا تهاجم نقطة تفتيش تتبع لاستخبارات النظام السوري (فرانس برس)
+ الخط -

شهد ريف محافظة درعا الشرقي جنوبي سورية، اليوم السبت، توتراً بين قوات تابعة للنظام السوري ومسلحين من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا، والذي يقوده القيادي السابق في المعارضة أحمد العودة.

وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن مجموعات تتبع للواء الثامن هاجمت، اليوم، نقطة تفتيش تتبع للاستخبارات الجوية التابعة للنظام السوري على طريق درعا - دمشق قرب جسر بلدة خربة غزالة، في الريف الشرقي من محافظة درعا، بعد رفض شقيق أحد قياديي الفيلق الخامس الوقوف للتفتيش.

وأوضح أن عناصر اللواء الثامن احتجزوا عناصر للنظام وصادروا أسلحتهم عدة ساعات، وطوّقوا النقطة واشتبكوا مع عناصر النظام بالأيدي، إلى أن تدخل مسؤولون من الطرفين وحلّوا الخلاف.

وشهدت محافظة درعا مواجهات في وقت سابق بين الطرفين، تدخّل لحلّها ضباط روس ومسؤولون من النظام السوري ووجهاء من محافظة درعا.

 

وتسعى روسيا إلى الحد من وجود القوات الإيرانية في درعا، التي تساندها الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رأس النظام ماهر الأسد، وفروع المخابرات و"حزب الله" اللبناني.

وبدأت هذه المليشيات بالانتشار في المحافظة منذ خروجها عن سيطرة فصائل المعارضة عام 2018، بعد اتفاق مع النظام برعاية روسية، وعملت منذ ذلك الوقت على اعتقال واختطاف المعارضين لسياساتها ووجودها.

ووثّق "مكتب توثيق الشهداء في درعا" ما لا يقل عن 41 حالة اعتقال واختطاف في المحافظة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، تم إطلاق سراح 20 منهم في وقت لاحق من الشهر ذاته.

وأوضح في تقرير أن هذه الإحصائية لا تتضمن من تم اعتقالهم بشكل تعسفي بهدف سوقهم للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في صفوف قوات النظام.

افتتاح طريق حلب - الحسكة (إم 4)

على صعيد آخر، أعادت الشرطة الروسية، اليوم السبت، افتتاح طريق حلب - الحسكة (إم 4) شمال شرقي سورية، بعد إغلاقه أكثر من 10 أيام بسبب المواجهات التي شهدها محيط بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، شمال شرقي سورية.
وقال الناشط أحمد خليل، لـ"العربي الجديد"، إن آليات عسكرية روسية رافقت سيارات مدنية على طريق "إم 4" بين بلدتي عين عيسى في ريف الرقة وتل تمر في ريف الحسكة، لأول مرة منذ أكثر من 10 أيام.
وأوضح أن إعادة افتتاح الطريق جاءت بعد هدوء شهده الريف الشرقي لبلدة عين عيسى، بعد القصف اليومي الذي كانت تشنّه عليه فصائل الجيش الوطني السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وكانت مصادر مقربة من "قسد" تحدّثت عن اتفاق مسؤولين في القوات ومسؤولين روس على إعادة افتتاح الطريق بين بلدتي عين عيسى وتل تمر، ونشر نقاط مراقبة تابعة للنظام عليه.
وتأتي أهمية الطريق من كونه شريان محافظة الحسكة وريفها وريف دير الزور الشمالي، وصلة الوصل بينها وبين محافظتي حلب والرقة شمالي سورية.

النظام يستقدم تعزيزات عسكرية
وفي سياق منفصل، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية ضمّت آليات وأسلحة وذخائر إلى نقاطها في محيط بلدة عين عيسى.
كذلك شهدت أطراف مدينتي منبج وتل رفعت في ريفي حلب الشمالي والشرقي قصفاً متبادلاً بين فصائل الجيش الوطني و"قسد"، شاركت فيه المدفعية التركية.
إلى ذلك، استهدفت طائرة مسيرة سوقاً لبيع المحروقات في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الوطني، شمالي مدينة منبج، ما خلّف أضراراً مادية في الآليات.
وسبق أن استهدفت طائرات مسيرة يُعتقد أنها روسية سوقاً للمحروقات قرب مدينة الباب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وحدوث خسائر مادية كبيرة.

في سياق متصل، نفى المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المعارض يوسف حمود، مساء اليوم السبت، وجود أي تحرك للقوات الروسية في محيط مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي شمال غربي سورية، في حين أدخلت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة إدلب، شمالي البلاد.
وأوضح "حمود"، في تصريحات للصحافيين، أن "الجيش الوطني" لم يرصد مؤشرات عسكرية حقيقية لمعركة وشيكة في جبهة مدينة الباب، وأشار إلى أنه "لا توجد أي حشود جديدة للعدو على هذه الجبهة".
كما نفى في التوضيح، الذي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة إلكترونية منه، "الأخبار المتداولة في بعض الصفحات عن سحب نقاط رباط لبعض الفصائل من هذه الجبهة"، وأكّد أن الفصائل في جاهزية مستمرة لكل الاحتمالات، "لا سيما أن عدونا غادر ولا يرعى عهداً ولا ميثاقاً"، بحسب البيان.
وكان القيادي في "لواء المعتصم" التابع للوطني أيضاً مصطفى سيجري قد حذّر، في سلسلة تغريدات، المجتمع الدولي ومجموعة أصدقاء الشعب السوري من عدوان روسي محتمل على مدينة الباب السورية.

وفي سياق منفصل، دخلت إدلب من معبر كفرلوسين على الحدود السورية - التركية أكثر من 20 آلية عسكرية، وتوزّعت على نقاط المراقبة والانتشار في المحافظة.
ويأتي ذلك في إطار انتشار القوات التركية في إدلب بموجب اتفاق "سوتشي" مع روسيا، والذي نصّ على نشر نقاط مراقبة في الشمال السوري، ووقف إطلاق النار، ومراقبته من قبل قوات تابعة للبلدين.

المساهمون