خلص تقييم للمخابرات الأميركية إلى أن ما يقارب نصف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة عشوائية، وهو ما يفسر العدد الهائل من الشهداء الذين سقطوا في الحرب على القطاع، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ونقلت الصحيفة الأميركية، أمس الخميس، عن مسؤولين مطلعين، لم تسمهم، أن الضغط تزايد في أوساط جماعات حقوق الإنسان، وحتى داخل حزب الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه، من أجل التدقيق في الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب، وطرق استخدام هذا الدعم.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن خبراء في مجال الأسلحة، فإن هذه النسبة تساعد في تفسير العدد الهائل من الشهداء المدنيين في قطاع غزة.
وكانت شبكة "سي أن أن" الأميركية هي أول من أشار إلى تقييم جهاز المخابرات حول استخدام جيش الاحتلال هذا الكم من الذخائر التي أطلقت عليها تسمية الـ"القنابل الغبية"، أي غير الموجهة والعشوائية.
وبحسب "سي أن أن"، فإن ما بين 40 ـ 45 في المائة من ذخائر جو ـ أرض التي استخدمتها إسرائيل في حربها على غزة عبارة عن قنابل غير موجهة، أما الباقي فكانت قنابل دقيقة التوجيه.
ورجحت صحيفة "واشنطن بوست" أن يكون هذا التقرير مصدر قلق لإدارة بايدن، خصوصاً مع تخوفات من ردة فعل قد تكون عنيفة من قبل الجمهوريين أو من جهات سياسية أخرى.
وفي حديثه مع الصحيفة، قال مسؤول أميركي مطلع على الملف، إنه في بعض الحالات يكون استخدام إسرائيل للقنابل غير الموجهة أقل إشكالية من حالات أخرى، على سبيل المثال فإن اقتصار القصف على مداخل الأنفاق أو المباني في المناطق الأقل كثافة سكانية، يعتبر أكثر قابلية للدفاع من قبل إدارة بايدن.
وقالت الصحيفة إنّ زيارة مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إلى إسرائيل، من المقرر أن تناقش هذا الملف.
وكان موقع "أكسيوس" الإخباري قد كشف أن سوليفان أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعضاء مجلس الحرب بأنه يتعين أن تنتقل الحرب على غزة إلى "المرحلة التالية الأخف شدة خلال أسابيع، وليس أشهر"، وذلك خلال اجتماع أجراه معهم، الخميس، بحسب مسؤولين أميركيين وآخر إسرائيلي.
وفي هذا الصدد، أشار تقرير "أكسيوس" إلى أن المسؤولين بإدارة بايدن يرون أن انتقال الاحتلال نحو عمليات عسكرية أقل حدة سيؤدي إلى تراجع عدد الشهداء المدنيين والمصابين، وسيسمح بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلاً عن تقليص إمكانية انتقال الحرب لخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جهة أخرى، أخبر مسؤول أميركي آخر موقع "أكسيوس" بأن مستشار الأمن القومي ألح على نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب بخصوص الجدول الزمني وخططهم بشأن متى ستبدأ المرحلة الأخف وطأة من الحرب وكيف ستكون.
في المقابل، أورد الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن سوليفان لم يمارس أي ضغوط من أجل إنهاء الحرب، لكنه عبر عن مخاوفه بشأن تهجير قسري للفلسطينيين وعدد الشهداء والمصابين جراء الحرب.