تقديرات إسرائيلية بأن واشنطن محبطة من وتيرة الحرب التي "تحتاج إلى عام" و"جميع ألغام العالم"

22 ديسمبر 2023
قال مسؤول إسرائيلي إن الجيش سيحتاج لكل الألغام في العالم من أجل تدمير الأنفاق (فرانس برس)
+ الخط -

يعتقد مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الحرب على قطاع غزة تحتاج إلى عام من أجل تحقيق الأهداف الإسرائيلية، وأن تدمير الأنفاق يحتاج إلى "جميع الألغام الموجودة في العالم"، زاعمين أن "الحرب وحدها هي التي ستدفع حركة حماس لتجديد المفاوضات بشأن صفقة أسرى جديدة".

بالمقابل، تشير تقديرات إسرائيلية أخرى إلى أن الإدارة الأميركية تشعر بخيبة أمل من وتيرة تقدّم جيش الاحتلال في قطاع غزة، وكانت تتوقع أن يكون الجيش في مكان أكثر تقدماً في مثل هذه الفترة.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الجمعة، أنه في الوقت الذي تتوالى فيه التقارير المختلفة بشأن هدنة جديدة، فإن جيش الاحتلال يستعد لأشهر طويلة أخرى من الحرب في غزة.

وأضافت أن قيادة الجيش تعتقد بأنه "فقط بتفكيك الجناح العسكري لحركة حماس بشكل كلّي يمكن إعادة الأمن لسكان النقب الغربي، وليس أقل من ذلك. كما أن حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله في لبنان) ورؤساءه في إيران سيدركون حينها قدرات إسرائيل"، لذلك تقول هيئة الأركان إن "الوقف التام للحرب ليس خياراً".

وتشير ذات الصحيفة إلى أن "التحدي الآن هو تدمير المدينة المبنية تحت الأرض، وليس القصد الأنفاق الدفاعية العديدة وآلاف الفتحات (فقط)، بل مربعات بأكملها، مثل تلك التي تم اكتشافها بالقرب من معبر إيرز (بيت حانون) وفي وسط غزة"، فيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن هناك عددا كبيرا منها.

ونقلت الصحيفة عن ضابط لم تسمه قوله "عرفنا أن هناك ميترو في غزة ولكن ليس كهذا الذي عثرنا عليه"، مضيفاً: "الفتحات مفخخة والأبواب محميّة والأنفاق عميقة ومتصلة ببعضها. هذا يحتاج إلى وقت وموارد من أجل تدميرها".

ونقل الموقع عن ضابط آخر لم يسمه أيضاً، قوله إنه "من أجل تدمير جميع الأنفاق سنحتاج إلى كل الألغام المتوفّرة في العالم". كما نقلت عن مسؤول كبير آخر، قوله إنه "من أجل تدمير قدرات حماس والحفاظ على الإنجاز، هناك حاجة إلى عام من القتال في غزة بأشكال مختلفة، وإلا ستعود حماس على الفور".

إحباط أميركي بسبب عدم تقدم جيش الاحتلال

من جانبه، ذكر الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي عميت سيغال، في مقال تحليلي نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، أنه رغم تعبير واشنطن عن تفهمها وتضامنها مع إسرائيل، في حربها على غزة، إلا أن "هناك شعورا لدى قيادات مجلس الحرب الإسرائيلي (كابنيت الحرب)، بأن الولايات المتحدة الأميركية محبطة إلى حد ما، ليس بسبب قتل الأبرياء في قطاع غزة ولا بسبب عدد البيوت التي دمّرت ولكن من الوتيرة التي تجري بها الحرب".

ويرى سيغال أن واشنطن "اعتقدت على ما يبدو، أن يكون الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة، وليلة عيد الميلاد، في مواقع أكثر تقدماً من تلك التي يتواجد بها اليوم"، لكن الأمر الواضح لجميع أعضاء "الكابنيت"، برأيه، هو أن الولايات المتحدة بنفسها تساهم في إطالة أمد الحرب، زاعماً أن ذلك يتم من خلال قوافل المساعدات التي تدخل إلى غزة بضغط من واشنطن ما يبقي حماس "متسلحة وتشعر بالشبع".

كما يعتقد بأن التسريبات بشأن موعد نهاية الحرب، تمنح يحيى السنوار أملاً وروحاً قتالية، ليصمد أسبوعاً إضافياً وشهراً آخر، وأن "رغبة الإدارة الأميركية بتقليص المعاناة في غزة، إنما تساهم في إطالتها بشكل كبير".

ويعتقد الكاتب بأنه "من الصعب التفكير بأن هناك طريقة أسرع من تلك التي يخطو بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة"، مدعياً أن الجيش كشف حتى الآن عن 1500 فتحة لأنفاق في شمال القطاع وحده.

وأشار الصحافي الإسرائيلي إلى أن القيادة الإسرائيلية حائرة، لأنه في وقت ما وبطريقة ما، "ستدخل القوات الإسرائيلية إلى مدينة الموت في عمق الأرض"، في إشارة منه إلى الأنفاق، "بالإضافة إلى دخول مخيمات اللاجئين وسط القطاع، حيث سيكون بانتظارها عدد من كتائب حماس. وفي الوقت الحالي سيتوجب على الكابنيت اتخاذ قرار بشأن رفح، وربما تنتظر المدينة الواقعة على الحدود المصرية لمرحلة أخرى".

وتوقف سيغال عند تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق من هذا الأسبوع، حول تواجد جيش الاحتلال في خانيونس.

واعتبر أن القوات "ستبقى هناك إلى أن يتم القضاء على قيادة حماس. ستكون هناك مداهمات في أرجاء القطاع وسيتوجب على الجيش العمل بشكل متواصل، ربما حتى عام 2025، بينما ستكون هناك محاولات لإعادة الأسرى الإسرائيليين من خلال عمليات وصفقات.. ليس السؤال إن كان (الرئيس الأميركي جو) بايدن سيوافق أم لا، ولكن إن كان سيكون رئيسا حتى ذلك الموعد".

المساهمون