عززت قوات النظام السوري اليوم وجودها على المحاور الغربية من مدينة درعا جنوبي سورية، بالتزامن مع استمرار الهجمات ضد عناصر قواتها وارتفاع وتيرة الاغتيالات في المنطقة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الأهالي رصدوا وصول تعزيزات لقوات النظام إلى منطقة الضاحية غربي مدينة درعا، مشيرة إلى أن القوات تمركزت في مجموعة من المقار والمدارس بالمنطقة، ووفق الأنباء التي تناقلها الأهالي، فإن هناك استعداداً من قبل النظام في المنطقة بهدف إجراء عمليات مداهمة واعتقالات في الأيام القادمة.
وذكرت المصادر أن الأهالي تناقلوا أنباء عن نية النظام إجراء عمليات مداهمة واعتقالات في قرى وبلدات ريف درعا الغربي والشمالي الغربي، وذلك على خلفية ازدياد وتيرة الهجمات من مجهولين على عناصره وقواته، مضيفة أن التعزيزات التي يتحدث عنها الأهالي وصلت أمس واليوم إلى المنطقة.
في غضون ذلك، أفاد الناشط "محمد الحوراني"، في حديث مع "العربي الجديد"، بمقتل الملازم في قوات الأمن العسكري التابعة للنظام،كمال إبراهيم جنوب، مساء أمس إثر إطلاق نار استهدفه من قبل مجهولين قرب مدينة إزرع بريف درعا الشمالي، موضحاً أن الملازم ينحدر من قرية بحنين في محافظة طرطوس.
وتحدث الناشط أيضاً عن مقتل عنصر من الأمن العسكري في درعا، إثر إطلاق النار عليه مباشرة من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي الطيبة وأم المياذن في ريف درعا، كما قتل عنصر ثالث بهجوم في بلدة جلين بريف درعا الغربي.
ومنذ سيطرة النظام السوري على كامل محافظة درعا، شهدت الأخيرة مئات الهجمات من مجهولين ضد عناصر النظام وعناصر المعارضة "سابقاً"، والذين انخرطوا في صفوف النظام بناء على اتفاق التسوية والمصالحة الذي وقع برعاية روسية، وأسفرت الهجمات عن مقتل وجرح المئات.
ويقول الناشط أيضاً إن التعزيزات الأخيرة قد تكون بهدف ملاحقة مطلوبين للنظام السوري، وخاصة الشبان، بهدف التجنيد الإجباري في صفوفه، وذلك بعد رفض الكثير من الشبان الالتزام.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن اشتباكاً وقع بين عناصر من الفصائل المسلحة في السويداء ومجهولين على طريق دمشق السويداء، وأضافت المصادر أن الاشتباك وقع على خلفية هجوم مجهولين على شاحنة لنقل البضائع قرب قرية المتونة بهدف سرقتها وخطف سائقها.
وأوضحت المصادر أن الاشتباك وقع بعد تدخل عناصر من الفصائل المحلية المسلحة، في حين لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.
وأكدت المصادر أن الهجوم وقع على الشاحنة بعد مرورها من حواجز قوات النظام السوري التي تشرف على الطريق، مشددة على ارتباط المهاجمين الوثيق بعناصر وضباط على حواجز النظام السوري الذين يعلمون أوقات مرور تلك الشاحنة.
وشهد طريق السويداء دمشق سابقاً الكثير من الهجمات المشابهة، وعمليات الخطف التي يجني من ورائها الخاطفون أموالاً مقابل إطلاق سراح المختطفين بعد التواصل مع ذويهم.
وقُتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري، مساء الثلاثاء، في عمليات اشتباك مع المعارضة السورية المسلحة بريف إدلب شمال غربي سورية، في وقت جددت قوات النظام خرق اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
وقالت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير"، في حديث مع "العربي الجديد"، إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة قتلوا ثلاثة من عناصر قوات النظام السوري في محور بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشرقي بالقرب من الحدود الإدارية مع محافظة حلب.
وذكرت المصادر أن مواجهات اندلعت بين الطرفين بعد رصد تحرك لقوات النظام في المنطقة وجرى تبادل إطلاق النار والقذائف المدفعية بينهما.
وتسعى قوات النظام السوري وفق المصادر دوماً إلى التمركز في نقاط متقدمة على خطوط التماس بهدف الإشراف على الطرق التي تتحرك فيها المعارضة أو المدنيون بالقرب من تلك الخطوط.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ بلدات وقرى البارة والفطيرة ومجدليا بريف إدلب، ومحاور ميزناز بريف حلب الجنوبي الغربي تزامناً مع تحليق مكثف من الطيران الحربي الروسي دون شن غارات.
وكانت المواجهات قد تجددت صباح اليوم بين المعارضة والنظام على محور قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار، تزامناً مع خرق النظام للاتفاق بقصف قرى وبلدات جبل الزاوية موقعاً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وتشهد معظم خطوط التماس بين النظام والمعارضة هدوءاً شبه تام تتخلله بين الحين والآخر استهدافات متبادلة على خلفية خرق النظام لوقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا في مارس/ آذار الماضي.