تجمّع نحو 300 من نشطاء السلام، اليوم الأحد، قرب قاعدة أكروتيري العسكرية البريطانية في قبرص للمطالبة بإغلاقها لاعتبارهم أنها تؤجج نزاعات إقليمية في غزة واليمن.
وطالب المتظاهرون بإغلاق القاعدة الخاضعة لسيادة بريطانيا منذ استقلال الجزيرة الواقعة في شرق المتوسط في العام 1960، ورفعوا لافتة تطالب بـ"وقف إطلاق النار الآن" في الحرب على قطاع غزة، فيما دعت أخرى إلى "وقف تمويل الإبادة الجماعية".
وتشير تقارير بريطانية نشرت على شبكة الإنترنت إلى طلعات عسكرية بريطانية وأميركية تنفّذ انطلاقا من أكروتيري إلى تل أبيب، وتفيد بأنها تنقل إمدادات عسكرية إلى إسرائيل.
وقال متحدّث باسم وزارة الدفاع البريطانية، لوكالة "فرانس برس"، إن "القوات البريطانية في قبرص تواصل المساعدة في إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، ولم تقلّ أي طلعات لسلاح الجو الملكي أي شحنات فتاكة إلى إسرائيل".
وأوضح المتحدث أن سفينة تابعة للبحرية البريطانية "وبدعم من القوات البريطانية في قبرص، أوصلت 87 طنا من المساعدات البريطانية والقبرصية إلى مصر لسكان غزة".
وشكّلت الشرطة حاجزا بشريا بين المحتجين ومداخل قاعدة أكروتيري، وهي أراض بريطانية تقع على مقربة من مدينة ليماسول على الساحل الجنوبي للجزيرة.
وقال رئيس "مجلس السلام القبرصي" تاسوس كوستياس، الذي شارك في التظاهرة، إن "قبرص هي مثال حي على أن القواعد العسكرية لا تحلّ المشاكل، ولا توفر الاستقرار والأمن، إنما هي تؤجج العسكرة وتديم التوتر".
نظّم المسيرة "مجلس السلام القبرصي"، بدعم من حزب آكيل اليساري المعارض، ومجموعة "متّحدون من أجل فلسطين" ومجموعات يسارية أخرى.
وقال الناشط في مجموعة "متّحدون من أجل فلسطين" والأستاذ الجامعي المتحدّر من ليماسول، لياندروس فيشر، إن القاعدة استخدمت أيضا في ضربات أميركية وبريطانية شنّت مؤخرا في اليمن ضد الحوثيين، بعدما عمد هؤلاء إلى مهاجمة سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، رداً على جرائم الإبادة في غزة.
وأضاف فيشر أن المحتجين أبدوا "معارضتهم لوجود قواعد بريطانية على التراب القبرصي"، مشدّدين على أن هذه القواعد تجعل من الجزيرة "هدفا محتملا".
وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في حزب آكيل فيرا بوليكاربو: "نتظاهر ضد استخدام القواعد ضد شعوب المنطقة، وضد وجود قواعد في قبرص. نريد أن يتم تفكيكها".
واندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وخلّفت حتى اليوم 23968 شهيداً و60582 جريحاً، معظمهم نساء وأطفال، جراء غارات وحشية شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة المحاصرة والمكتظة بالسكان طيلة 100 يوم.
(فرانس برس)