تظاهرات طلاب جامعة "بوغاز إيجي" تؤرق الحكومة التركية

03 فبراير 2021
دعوات مستمرة للتظاهر ضد تعيين رئيس لجامعة "بوغاز إيجي" التركية (Getty)
+ الخط -

تتواصل ردود أفعال طلبة جامعة "بوغاز إيجي" التركية، والمستمرة منذ أكثر من شهر، على تعيين مليح بولو، رئيساً للجامعة من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل دعوات مستمرة للتظاهر، والرد عليها من قبل قوى الأمن، الأمر الذي أرق الحكومة التركية، وذكر بأيام تظاهرات تقسيم قبل 8 سنوات.

ولم تفلح مساعي منع التظاهر من قبل بلدية إسطنبول في منطقتي "بشيكتاش" و"صاري يير" على الجانب الأوروبي من إسطنبول، والمحيطة بالجامعة، بحجة مكافحة إجراءات وباء كورونا، إذ بحث الطلبة عن بدائل للتجمع، وخرق الخطوط الحمراء التي وضعتها الحكومة، عبر تنظيم أنفسهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتجمع عدد من الطلاب بعد دعوات مساء أمس في منطقة "قاضي كوي" على الطرف الآسيوي، وهي منطقة ذات أغلبية معارضة، وذلك في ساعات بدء الحظر اليومي المفروض بسبب وباء كورونا، ما أدى لتدخل من قبل قوى الأمن واعتقال العشرات من المتظاهرين.

 وشكلت هذه الحادثة مسار جدل بين التحالف الحاكم والمعارضة، إذ زعمت الحكومة أن التظاهرات تضم أفراداً من تنظيمات محظورة، فيما دافعت المعارضة عن المتظاهرين وتبنتهم، داعية رئيس الجامعة إلى الاستقالة، وهو ما يرفضه رئيس الجامعة في أحدث تصريحاته.

وشكلت عملية تعيين رئيس الجامعة جدلاً كبيراً، وهي أفضل جامعات تركيا، وتقع ضمن أفضل 200 جامعة في العالم، رغم اختياره من بين عدد من المرشحين، و يأتي رفض الطلاب بسبب فرضه من قبل أردوغان من جهة، وعلى اعتبار أن مليح بولو من خارج جامعة بوغاز إيجي من جهة ثانية، وأنه سبق أن كان مرشحاً في حزب العدالة والتنمية من جهة ثالثة.

 وأكد مجلس التعليم العالي أن عملية التعيين مطابقة للمعايير المطلوبة، ولم يسبق الاعتراض على تعيينات مماثلة في الجامعة، وسبق أن كان هناك رؤساء جامعة منتمون لأحزاب أخرى.

ومن المستبعد أن يستقيل رئيس الجامعة من منصبه حالياً، بسبب ما هو معروف عن أردوغان من أنه لا يتخذ قرارات في ظل وجود ضغوط عليه، وهي سياسته في الرد على أحاديث التغييرات الحكومية أو الدعوات لانتخابات مبكرة، ولكن تطور الأحداث لا يبشر الحكومة بأنها ستهدأ قريباً.

وحول الاعتقالات التي جرت، قالت مديرية الأمن في إسطنبول، اليوم الأربعاء، إنه "بتعليمات من النيابة العامة جرى اعتقال عدد من المتظاهرين بدون ترخيص أمام جامعة بوغاز إيجي الاثنين الماضي، وجرى الإفراج عنهم لاحقا بشرط الرقابة العدلية".

وأضافت أن "قوى الأمن تثبتت من تجمع مجموعة من المتظاهرين استجابة لدعوات منظمات مجتمع مدني عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ساعات مساء الثلاثاء، وهذا التجمع يخالف تعاليم منع انتشار كورونا. 

 ورغم كل التحذيرات بعدم التظاهر، حصلت تجمعات، وتم توقيف 94 مشتبهاً به، اُعتقل 29 منهم، وأُفرج عن البقية الـ65 بعد الحصول على إفادتهم، كما تم توقيف 11 شخصا آخرين في منطقتي بشيكتاش وصاري يير، والإفراج عنهم لاحقا".

الرئيس أردوغان تطرق إلى الأحداث التي حصلت، وذلك في كلمة له اليوم، متعهداً بأن لا تتحول تظاهرات الجماعة لتظاهرات ميدان تقسيم في العام 2013.

وقال أردوغان، خلال كلمة أمام أنصاره: "نرى أن ممثلي التنظيمات الإرهابية يدّعون تبنيهم كل أبناء البلاد، وهذا لا يشمل شبان البلاد ممن يؤمنون بقيم تركيا الوطنية والمعنوية".

وخاطب أردوغان الطلاب بقوله: "هل أنتم طلاب أم إرهابيون تعملون على اقتحام غرفة رئيس الجامعة"، موجهاً كلمته لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار بالقول: "إن كنت تريد المضي في طريقك مع الإرهابيين فامض، فنحن لم نكن ولن نكون مع الإرهابيين، ولن نسمح بأن تشهد البلاد مجدداً أحداث "غزي بارك" في تقسيم".

من ناحيته، قال كلجدار أوغلو عبر تويتر: "من غير المقبول اعتقال طلاب الجامعة بمنتصف الليل في مطالبهم المحقة في تحقيق المعايير المطلوبة بالجامعة والعدالة، ويجب على رئيس الجامعة الاستقالة وإنهاء هذا الوضع البشع، نحن مع الطلبة والأكاديميين وذويهم في موقفهم".

وصدرت ردود أفعال أخرى من زعماء الأحزاب السياسية المعارضة المنتقدة لسياسة الحكومة، ومنهم رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنر، ورئيس حزب المستقبل، رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ورئيس حزب "دواء، نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.

ودافع رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي الحليف مع العدالة والتنمية، عن رئيس الجامعة وتعيينه، وانتقد المتظاهرين، كما صدرت ردود أفعال متباينة من بقية السياسيين والإعلاميين، ومن المتوقع أن يستمر السجال في الأيام المقبلة.

المساهمون