أجرت الأمم المتحدة، الجمعة، أوّل اتّصال لها مع جيش ميانمار، منذ الانقلاب الذي أطاح حكومة أونغ سان سو تشي المدنيّة، الإثنين، وفق ما أعلن الأمين العام للمنظّمة الدوليّة، أنطونيو غوتيريس.
وجدّد غوتيريس الدعوة إلى إطلاق سراح المسؤولين المعتقلين. وقال للصحافيّين، وفق "فرانس برس": "اليوم أجرت مبعوثتنا الخاصّة أوّل اتّصال، أوضحت فيه موقفنا لنائب القائد العسكري".
وأشار إلى أنّ الدبلوماسيّة السويسريّة كريستين شرانر بورغنر هي أيضاً على اتصال مع دول أخرى في المنطقة، مؤكداً "سنفعل كل ما في وسعنا لجعل المجتمع الدولي يتّحد لتهيئة الظروف لإلغاء هذا الانقلاب".
ووصف غوتيريس الانقلاب بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، لكنّ مجلس الأمن الدولي تبنّى، الخميس، خطاباً أكثر مرونة، داعياً إلى إطلاق سراح المعتقلين من دون أن يدين الانقلاب بشكل رسمي.
كما عُقد اجتماع عبر الإنترنت الجمعة بين السلطات الميانمارية والعديد من الدبلوماسيين والسفارات الأجنبية، حسب صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار" التابعة للدولة. ونقلت الصحيفة عن وزير التعاون الدولي كو كو هلاينغ قوله في الاجتماع إن "الحكومة تتفهم مخاوف المجتمع الدولي بشأن استمرار عملية الانتقال الديمقراطي".
في غضون ذلك، أعلنت مجموعة "نيتبلوكس" المستقلة، اليوم السبت، أن شبكة الإنترنت قُطعت في جميع أنحاء البلاد، بعد أيام من انقلاب عسكري تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي في وقت سابق.
وقالت هذه المنظمة غير الحكومية التي ترصد قطع الإنترنت في جميع أنحاء العالم، إن ميانمار "تواجه الآن انقطاع الإنترنت للمرة الثانية على مستوى البلاد" منذ الساعة العاشرة (03,30 بتوقيت غرينيتش).
ويأتي ذلك بينما تظاهر الآلاف من مواطني ميانمار في رانغون، اليوم السبت، في أكبر تجمع منذ الانقلاب على أونغ سان سو تشي. وهتف المتظاهرون الذين بلغ عددهم حسب تقديرات ثلاثة آلاف "تسقط الدكتاتورية العسكرية". وقد تظاهر المحتجون بالقرب من جامعة في العاصمة الاقتصادية لميانمار، وهم يضعون كمامات وأوشحة وأساور حمراء شعار حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" حزب سو تشي (75 عاماً) المعتقلة منذ الإثنين. ولوّح بعضهم بأعلام "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية"، بينما رفع آخرون ثلاثة أصابع شعار المقاومة المستوحى من السينما الأميركية.
وصرحت متظاهرة لـ"فرانس برس": "نحن هنا للكفاح من أجل الجيل المقبل لتحريرهم من الديكتاتورية العسكرية". وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة وأغلقت العديد من الطرق القريبة. ولم تحدث أي صدامات حسب صحافيي وكالة "فرانس برس" المتواجدين في المكان. لكن من المقرّر تنظيم تظاهرة أخرى في وقت لاحق اليوم.
ويعترض المحتجون على الانقلاب الذي أعاد الحكم العسكري إلى ميانمار، واضعاً حداً للتجربة القصيرة للديمقراطية التي استمرّت 10 سنوات في هذا البلد.
إلى ذلك، تم توقيف مستشار اقتصادي أسترالي للزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي، حسب ما أكد هذا المستشار لشبكة "بي بي سي" السبت.
وقال شون تورنيل الاستاذ في جامعة ماكغواير للمحطة "يجري الآن توقيفي وقد يتم توجيه تهمة ما لي، لا أعرف ما ستكون".