تصعيد بين النظام السوري والفصائل وغارات جوية ضد تنظيم داعش

13 أكتوبر 2024
عناصر من قوات النظام السوري، درعا 7 يوليو 2018 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد مناطق شمال غرب سورية توترات عسكرية متزايدة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، مع قصف النظام لمواقع في ريف اللاذقية وحماة وإدلب، وتحليق طائرة استطلاع روسية.
- زعمت وسائل إعلام النظام أن "هيئة تحرير الشام" خرقت التوافقات التركية، مما يهدد الاتفاقيات الروسية-التركية، وأسقطت قوات النظام طائرة مسيّرة تابعة للهيئة.
- شنت طائرات روسية وسورية غارات على مواقع "داعش" في البادية السورية، بينما أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن غارات لتعطيل قدرة التنظيم على تنفيذ الهجمات.

تتواصل الاستعدادات والتجهيزات العسكرية في مناطق شمال غرب سورية بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وسط حديث عن نية الفصائل فتح معركة كبيرة مع قوات النظام، فيما قصفت طائرات حربية روسية وسورية أهدافا مفترضة لتنظيم داعش في البادية السورية. كما أعلنت قوات التحالف الدولي شن هجمات جوية مماثلة ضد التنظيم في سورية.

وذكر الناشط السوري محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام قصفت، صباح اليوم الأحد، من مواقعها في الحواجز المحيطة بالمدفعية الثقيلة محور تلال الكبينة بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ومحيط قرية العنكاوي بريف حماة الغربي، ومحيط بلدة كنصفرة، ومحيط قرية فليفل بريف إدلب الجنوبي. وتزامن القصف مع تحليق لطائرة استطلاع لسلاح الجو الروسي Antonov An-30 (البجعة) الضخمة لليوم الثاني على التوالي، حيث تقوم منذ الصباح بمسح كامل لمناطق شمال غرب سورية في محافظة إدلب وأرياف حلب.

وقال المصطفى إن الطائرة تقوم بجمع بنك من الأهداف وتجهيزها في حال بدأت أي حملة عسكرية، مشيراً إلى أن "هيئة تحرير الشام" أطلقت صواريخ حرارية باتجاه الطائرة دون أن تتمكن من إصابتها. ويأتي ذلك في ظل تزايد الحشود العسكرية من قبل قوات النظام السوري و"هيئة تحرير الشام" على محاور جبهات القتال، وسط حديث عن عمل عسكري كبير تعتزم "الهيئة" وبعض الفصائل القيام به ضد قوات النظام في مدينة حلب وريفها الغربي، وكذلك في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.

ووفق وسائل إعلام النظام، فقد أسقطت قوات النظام طائرة مسيّرة تابعة لـ"الهيئة" محلية الصنع ومزودة بعدد من الصواريخ، على محور مدينة سراقب بريف إدلب. وزعمت صحيفة الوطن المقربة من النظام، أن "هيئة تحرير الشام" خرجت "عن العباءة التركية، في ما يخص نيتها شن عملية عسكرية ترفضها أنقرة في جبهات منطقة خفض التصعيد، ما قد يطيح الاتفاقيات الروسية-التركية الخاصة بها وبمسار أستانا، الذي رسم ملامح المنطقة برمتها" وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن "مصادر ميدانية" قولها إن "المبادرة كانت وستظل بيد الجيش العربي السوري صاحب الكلمة الأولى في الميدان"، معتبرة أن فصائل المعارضة "عاجزة وواهمة بقدرتها على إحداث تغيير على خطوط تماس الجبهات من ريف اللاذقية الشمالي إلى ريف حلب الغربي، مروراً بريف حماة الغربي وريف إدلب الجنوبي والشرقي"، مضيفةً أن قوات النظام استقدمت تعزيزات إلى جبهات القتال خلال الأسبوعين الأخيرين.

واعتبرت المصادر أن إقدام الفصائل على شن عملية عسكرية كبيرة ضد النظام السوري سوف يستجلب رد فعل عنيفاً من القوات الجوية الروسية، على خلفية الاستياء الكبير لموسكو حيال تزويد أوكرانيا لـ"تحرير الشام" بطائرات مسيّرة حديثة، وفق قولها.

غارات على البادية السورية

من جانب آخر، شنت طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام السوري غارات مشتركة، اليوم الأحد، استهدفت مواقع تنشط فيها خلايا تنظيم "داعش" في بادية تدمر - السخنة وجبالها في ريف حمص الشرقي. ويأتي ذلك بعد يوم من مهاجمة عناصر التنظيم منطلقين من عمق البادية السورية، موقعاً لقوات النظام في بادية كباجب بريف دير الزور، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد وإصابة ثلاثة عناصر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جانبها، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" شن غارات جوية ضد معسكرات تابعة لتنظيم "داعش" في سورية، يوم أمس الأول الجمعة، في إطار عمليات التحالف الدولي. وقالت القيادة المركزية في بيان إن قواتها شنت سلسلة من الضربات الجوية ضد معسكرات تابعة للتنظيم، معتبرة أنها "ستؤدي إلى تعطيل قدرة التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها والمدنيين في جميع أرجاء المنطقة وخارجها".

ووفق القيادة المركزية الأميركية، يوجد في سورية والعراق نحو 2500 عنصر من تنظيم "داعش". وإضافة إلى البادية السورية، تنشط خلايا التنظيم في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتشن بشكل شبه يومي هجمات مختلفة.