تصاعد عمليات استهداف مقار التحالف في العراق وأرتاله

11 ابريل 2022
تساؤلات بشأن احتمال تأثير الأزمة السياسية على الواقع الأمني في البلاد (Getty)
+ الخط -

تصاعدت خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت، عمليات استهداف مقرات عسكرية وأرتال تعمل لصالح قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش"، في العراق، وذلك بالتزامن مع حالة الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد، ما أثار تساؤلات بشأن احتمال تأثير الأزمة على الواقع الأمني في البلاد، التي شهدت أيضاً أخيراً تزايداً في هجمات إرهابية لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وليل الأحد-الاثنين، تعرض رتل تابع للتحالف الدولي، إلى هجوم بعبوات ناسفة في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد، بحسب مصادر أمنية في المحافظة، أكدت لـ "العربي الجديد" أن الهجوم لم يتسبب بحدوث خسائر بشرية. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الهجوم وقع بعد أقل من ساعتين على هجوم مماثل استهدف رتل دعم لوجستي للتحالف الدولي في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، من دون حدوث خسائر.

ونشرت قناة "صابرين نيوز"، المتخصصة بنقل أخبار الفصائل العراقية المسلّحة، بياناً عبر تطبيق "تلغرام" لجماعة تطلق على نفسها "اهل الكهف"، تبنت خلاله الهجوم على رتل للتحالف الدولي في محافظة صلاح الدين.

وتعرضت قاعدة "عين الأسد"، التي تضم قوات تابعة للتحالف الدولي، بمحافظة الأنبار غربي البلاد، إلى هجوم بصاروخين يوم الجمعة الماضي، تمكنت منظومة قوات التحالف الدفاعية من إبعادهما عنها، كما تمكنت أيضاً من إسقاط طائرتين مسيّرتين كانتا قرب القاعدة من جهتها الشرقية.

ولا تعلن الفصائل العراقية المعروفة مسؤوليتها عن الهجمات التي تتعرض لها مقرات وأرتال التحالف الدولي، ويقتصر الاعتراف على جماعات مسلحة غير معروفة. إلا أن التطور اللافت هو إعلان الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي تأييده لبعض الهجمات، مؤكداً خلال مقابلة مع محطة فضائية عراقية أخيراً، دعمه لاستهداف القواعد العسكرية التي توجد فيها قوات أجنبية.

ولفت إلى أن الدستور العراقي لا يجيز وجود قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن "الوجود الاستشاري الأجنبي شيء، ووجود قوات عسكرية تمتلك أسلحة وطائرات مسيّرة تسيطر على سماء العراق شي آخر مختلف"، وتابع "لا يمكن غض النظر عن وجود الاحتلال"، زاعماً أن مسلحي الجماعة (عصائب أهل الحق)، انسحبوا من سورية بعد انتهاء مهمتهم هناك.

وتساءل عضو سابق في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن أسباب تزامن عودة الهجمات ضد القوات والمصالح الأجنبية مع الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الفصائل العراقية المسلحة مطالبة بإثبات براءتها من خلال إدانة هذه الهجمات.

وعبّر عن تخوفه من احتمال وجود علاقة بين تصاعد الهجمات والأزمة السياسية بهدف الحصول على مكاسب، مبيناً أن هذه الفرضية في حال ثبتت، فإن ذلك يمثل خطراً كبيراً على الأمن في العراق.

وكانت محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، قد تعرضت، الأسبوع الماضي، لقصف بثلاثة صواريخ وقعت قرب مصفى نفطي في المحافظة، وذلك بعد أقل من شهر على القصف الصاروخي الإيراني للمحافظة، والذي تبناه الحرس الثوري الإيراني رسمياً.

المساهمون