شيّعت الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية، اليوم السبت، جثامين 3 شهداء من 11 شهيداً ارتقوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في جمعة نصرة القدس والأقصى، ودعم المقاومة في غزة.
وكانت جماهير الضفة الغربية قد شيّعت، الليلة الماضية ومساء أمس، جثامين 7 من الشهداء الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات التي اندلعت في عشرات نقاط الاحتكاك في الضفة الغربية المحتلة. في حين، لا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثمان أحد الشهداء.
وعلى وقع هتافات "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"، شيعت مدينتا نابلس وطولكرم شمال الضفة الغربية شهدائهما الثلاثة اليوم السبت.
وودعت عائلة الشهيد نزار رياض أبو زينة، في مخيم طولكرم، ابنها، ثم تمت الصلاة عليه في مسجد السلام بالمخيم، وبعدها جابت مسيرة حاشدة شوارع المخيم وصولاً إلى مقبرة الشهداء في ضاحية ذنابة بمدينة طولكرم، حيث ووري جثمانه الثرى، بينما أغلقت المحال التجارية أبوابها حداداً في مدينة طولكرم.
وقال رياض أبو زينة، والد الشهيد، لـ"العربي الجديد"، إن "استشهاد ابنه نزار هو فداء للأقصى والقدس وفلسطين كلها"، مشدداً: "كلنا فداء فلسطين، والله يتقبله".
الوالد المكلوم لا يعرف ما الذي حدث مع ابنه، لكن بعد استشهاده أخبره الأطباء أنه أصيب برصاصة متفجرة عن قرب، ويقول الوالد: "كان بإمكان قوات الاحتلال أن يصيبوه بجروح ويعتقلوه لكنهم اغتالوه".
أما والدة الشهيد، فقد قالت لـ"العربي الجديد" وبكاؤها يعلو صوتها ودموعها تذرف حزناً على ابنها، "ابني فداء للقدس وغزة، روحه ليست أغلى من بقية الشهداء، قبل يوم من استشهاده كان متأثراً بما يجري في غزة، وكان يريني مشاهد جرائم الاحتلال هناك".
وتابعت الأم، "لا أدري كيف ذهب إلى المواجهات، ثم أخبروني أنه قد أصيب، وبعدها استشهد فجأة، هيك راح!".
جدة الشهيد قالت لـ"العربي الجديد": "نزار كان يريد الشهادة وتمناها".
وفي السياق، أكد أمين سر حركة "فتح" في طولكرم، إياد الجراد لـ"العربي الجديد"، أن "مشاهد انتفاض الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده من أجل الأقصى والقدس والشيخ جراح هي لأجل تثبيت الرواية الفلسطينية، وما جرى أمس بالضفة الغربية ردة فعل طبيعية على جرائم وممارسات الاحتلال"، مشدداً على أن "من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن أرضهم وحقهم".
وفي نابلس شمال الضفة الغربية، شيّع الفلسطينيون اليوم السبت جثمان الشهيدين حسام وائل عصايرة، ومالك حمدان، بعدما أجريت لهما جنازة عسكرية من أمام مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، تزامناً مع إغلاق المحال التجارية أبوابها حداداً.
بعد ذلك، انطلقت مسيرة إلى قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس، وشيع أهالي القرية جثمان الشهيد عصايرة هناك بعد أن ألقت عائلته نظرة الوداع عليه وبعدها جابت مسيرة شوارع القرية، على وقع الهتافات التي تدعو للوحدة وتندد بجرائم الاحتلال وتدعو للثأر للشهيد، إلى أن ووري جثمانه الثرى في مقبرة القرية.
في حين، نقل جثمان الشهيد حمدان من مدينة نابلس إلى مسقط رأسه في قرية سالم شرق نابلس، وألقيت نظرة الوداع عليه من قبل عائلته، وتمت الصلاة عليه بساحة بجانب مقبرة القرية، ووري جثمانه الثرى في مقبرة القرية، على وقع الهتافات التي تدعو إلى الوحدة، وتندد بجرائم الاحتلال.
وكان الفلسطينيون قد شيّعوا مساء أمس جثمان الشهيد عيسى برهم في بلدة بيتا جنوبي نابلس، وجثمان الشهيد الشاب محمد عادل أبو شقير في مدينة أريحا، وجثمان الشهيد يوسف مهدي نواصرة في قرية فحمة جنوب جنين، والشهيدين عوض أحمد حرب من قرية اسكاكا في سلفيت، وشريف خالد سليمان من قرية مردة في سلفيت، وجثمان الشهيد إسماعيل جمال الطوباس في بلدة الريحية بالخليل، وجثمان الشهيد نضال صايل صفدي من قرية عوريف جنوب نابلس، بينما تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمان الشهيد محمد روحي حماد من قرية سلواد شرق رام الله.
وعلى الرغم من أن الحداد يعم مختلف محافظات الضفة الغربية، على 11 شهيداً ارتقوا خلال مواجهات شهدتها الضفة الغربية يوم أمس، إلا أن مواجهات اندلعت ظهر اليوم وسط الضفة الغربية.
واندلعت مواجهات ظهر اليوم، بالقرب من حاجز بيت إيل المقام شمال مدينتي البيرة ورام الله، بعد وصول مسيرة دعت لها القوى الوطنية والإسلامية إحياء للذكرى الثالثة والسبعين لنكبة فلسطين.