استمع إلى الملخص
- تتعرض قرية برقة لهجمات متكررة من المستوطنين، حيث يحرقون المنازل والمركبات والحقول، بينما يوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لهم ويغلق الطرق المؤدية للقرية، مما يزيد من معاناة السكان.
- منذ بدء موسم الزيتون، نفذ المستوطنون أكثر من 70 اعتداء على المزارعين، في إطار سياسة تهدف لإخلاء المناطق الفلسطينية لصالح المستوطنات، وسط تصاعد العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة.
منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مزارعين فلسطينيين ومتضامنين من الوصول إلى الأراضي لقطف الزيتون في قرية برقة شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة. ونظمت هيئة شؤون الجدار والاستيطان (حكومية)، ومحافظة رام الله ومؤسسات أخرى، فعالية بالقرية، لمساعدة الأهالي في قطف الزيتون وحمايتهم من اعتداءات المستوطنين.
وقال صايل كنعان، رئيس مجلس قرية برقة، لوكالة الأناضول، إن "الجيش منع دخول المزارعين إلى منطقة المرج، بدعوى محاذاتها بؤرة عوز عتصيون الاستيطانية". وبين أن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال حضرت إلى المنطقة، فيما تمركز المستوطنون على تلة قريبة".
ولفت كنعان إلى أن "قرية برقة تتعرض بشكل مستمر لهجمات المستوطنين، الذين يمنعون المزارعين من قطف زيتونهم، وسبق لهم إضرام النيران في الحقول والأشجار". وأشار إلى أن "جيش الاحتلال يقدم الحماية للمستوطنين، بل يضاعف معاناة أهالي القرية من خلال إغلاق الطرق المؤدية إليها". ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعيش القرية مواجهات ساخنة، يقوم خلالها المستوطنون بحرق المنازل والمركبات والحقول التي يمتلكها الفلسطينيون، وسرقة الأغنام أو قتلها، وفق كنعان.
وتحيط بالقرية أربع بؤر استيطانية، هي عوز عتصيون وجفعات عساف من الجهة الغربية، ومن الجهة الجنوبية غوفات يعقوب، والشرقية رامات ميغرون، فيما يفصلها عن التجمعات الفلسطينية من الجهة الشمالية شارع 60 الاستيطاني، بحسب كنعان. من جانبه، قال مؤيد شعبان، رئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان، للأناضول، إن "الجيش يدّعي أن المنطقة عسكرية مغلقة، لكن الهدف هو ترحيل الأهالي عنها، وفتحها أمام المستوطنين".
وبين شعبان أن "الجيش والمستوطنين نفذوا منذ بدء موسم الزيتون (قبل نحو أسبوع) أكثر من 70 اعتداء على قاطفي الزيتون في مناطق الضفة". وتابع: "إسرائيل تسعى لإخلاء المناطق الفلسطينية لصالح البؤر الاستيطانية التي باتت تسيطر على آلاف الدونمات".
واستنادا إلى معطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية، فإن نحو نصف مليون إسرائيلي يقيمون في 146 مستوطنة كبيرة و144 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية، بما لا يشمل القدس الشرقية المحتلة. ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون 2777 اعتداء بالضفة منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة في 7 أكتوبر 2023، وحتى 7 أكتوبر الجاري، أدت إلى "استشهاد 19 فلسطينيا وتهجير 28 تجمعاً بدوياً فلسطينياً يقطنها 292 عائلة تشمل 1636 فرداً".
واشتدت العمليات العسكرية الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين مع بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، مخلفة 759 شهيدا ونحو ستة آلاف و250 جريحا و11 ألفا و300 معتقل، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
بينما أسفرت حرب الإبادة على غزة عن أكثر من 142 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
(الأناضول)