تجمع عشرات المشيعين، أمس الاثنين، لأداء صلاة الجنازة على الطفل الأميركي الفلسطيني البالغ من العمر 5 أعوام، الذي طعنه رجل أميركي حتى الموت على خلفية التطورات الأخيرة في قطاع غزة.
وأقيمت جنازة الطفل وديع الفيومي في مسجد بضاحية بريدغفيو في شيكاغو بولاية إلينوي، وهي منطقة تعرف باسم "فلسطين الصغيرة" لأنها تضم الكثير من الأميركيين ذوي الأصول الفلسطينية.
وتدلت الأعلام الفلسطينية من نوافذ السيارات في موكب باتجاه المسجد، فيما كتب على لوحة إعلانية رقمية "أوقفوا التحريض على العنف والكراهية ضد المجتمعات الفلسطينية والعربية والمسلمة".
وقالت جوهي فهيم، وهي جارة لأسرة الطفل، إنّه "أمر مفجع. هذا الطفل لا يستحق أن يموت بسبب ما يحدث في الخارج".
وأضافت: "ما حدث في بلينفيلد سيجعل الناس يفهمون أن هذا الأمر يضر بالوطن، وأن هذا الطفل قُتل لأنه مسلم، ولكن كان من الممكن بسهولة أن يكون من أي عرق أو جماعة عرقية".
ويأتي مقتل الطفل وديع الفيومي على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بعد الهجوم الذي شنه مسلحون من حركة حماس على مستوطنات قريبة من القطاع.
وتضع هذه الحرب المجتمعات اليهودية والفلسطينية المسلمة في الولايات المتحدة في حالة توتر وخوف من رد فعل عنيف محتمل ضدهم.
وقالت السلطات الأمنية في مدينة شيكاغو إنّ الطفل البالغ من العمر ست أعوام توفي بالمستشفى بعد طعنه 26 مرة في جسده، فيما ترقد امرأة (32 عاماً)، يرجح أنها والدته، في المستشفى بعد تعرضها لعدة طعنات وحالتها مستقرة.
وقال بيان للشرطة المحلية: "خلص المحققون إلى أن المتهم استهدف كلا الضحيتين في هذا الهجوم الوحشي لكونهما مسلمين وبسبب الصراع المتواصل في الشرق الأوسط بين حماس والإسرائيليين".
وأضافت الشرطة أن المرأة المصابة طلبت النجدة من الشرطة بعدما هاجمها صاحب الشقة التي تستأجرها بسكين، مضيفة أنها فرت إلى الحمام وواصلت مقاومة هجومه.
وقالت السلطات الأمنية إن المتهم بتنفيذ هذه الجريمة وجدته الشرطة خارج منزله، الأحد، "جالساً على الرصيف بقرب مدخل مسرح الجريمة"، فيما ينتظر أن يمثل أمام المحكمة بعد اتهامه بجريمة القتل من الدرجة الأولى، ومحاولة القتل من الدرجة الأولى، وجريمة الكراهية، والاعتداء الشديد بواسطة سلاح قاتل.
إلى ذلك، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أن فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) بشيكاغو عقد مؤتمراً صحافياً، مساء الأحد، بحضور أحد أفراد عائلة الضحيتين، وأكد أن الطفل القتيل من أصول فلسطينية ويحمل الجنسية الأميركية، وأن السيدة المصابة هي والدته.
واعتبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، الذي يُعنى بدعم المسلمين الأميركيين، الجريمة "أسوأ كوابيسنا"، وجزءاً من تصاعد دعوات الكراهية بشكل مقلق، سواء من خلال الاتصالات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، وما تلاها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة.
(رويترز، العربي الجديد)