أعلنت النيابة العامة في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الأربعاء، إطلاقها تحقيقات تتعلق بمزاعم ساقتها المعارضة قبل أيام، عن قرب حصول "اغتيالات سياسية"، وفق معلومات حصلت عليها، فيما اعتبر وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، أن الاغتيالات السياسية تكتيك اتبعته سابقاً جماعة الخدمة.
وكشفت النيابة العامة أنه "بعد أن ظهرت مزاعم عبر وسائل الإعلام عن وجود معلومات حول حصول اغتيالات سياسية من قبل بعض الزعماء السياسيين؛ قررت فتح تحقيقات في هذا الإطار لجمع الأدلة إن كانت هناك جرائم وإجراء تحقيقات وأبحاث في هذا الصدد" حيث تم تكليف قسم الجرائم الإعلامية بقيادة التحقيقات في النيابة العامة.
وقبل أيام أطلق زعيم حزب "الشعب الجمهوري" تصريحات نقلتها وسائل إعلام قال فيها: "لدي مخاوف من حصول جرائم سياسية"، تبعه تصريحات من القيادي في حزب "الجيد" كوراي آيدن، أكد فيها وجود هذه المعلومات، ما أدى إلى سجال سياسي وإعلامي كبير.
وتبع ذلك تصريحات نقلت أمس عن كلجدار أوغلو في البرلمان تعليقاً على الموضوع، تأكيده صحة ما ذهب إليه، ورداً على سؤال إن كانت هناك أسماء مستهدفة، أجاب: "لا أخوض في مزيد من التفاصيل"، وهذه التصريحات دفعت النيابة العامة في أنقرة لبدء التحقيقات.
ونقلت وسائل إعلام تركية أن التحقيقات ستشمل الاستماع لإفادة زعيم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، وبناء على إفادته إن كانت هناك أرضية قانونية سيتم اللجوء للمسار القضائي، متسائلة إن كان كلجدار أوغلو سيستدعى لتقديم إفادته أم أن المحققين سيزورونه للاستماع إليه.
وكانت أولى ردود الفعل على كلام كلجدار أوغلو قد صدرت عن حزب "العدالة والتنمية"، حيث قال رئيس الكتلة النيابية للحزب، بولنت توران: "إن كانت هناك أي أدلة لدى كلجدار أوغلو فعليه تقديمها للنيابة العامة".
وفي السياق نفسه، قال وزير الداخلية سليمان صويلو، خلال اجتماع شارك فيه اليوم الأربعاء: "من أطلق التصريحات لا يحمل أدنى مسؤولية تجاه ما ستؤول إليه كلماته وتأثيرها في المجتمع وتكاليفها الباهظة".
وأضاف سائلاً زعماء أحزاب المعارضة: "من أين حصلتم على المعلومات الاستخبارية؟ هذه المعلومات تصدر عن الأجهزة الأمنية التركية، وعندما سألتهم عنها سواء في مديرية الأمن أو في جهاز الاستخبارات أجابوا بأن لا علم لهم بوجود تهديدات لارتكاب جرائم سياسية".
وتابع القول: "من أين حصلتم على المعلومات؟ المصادر إما أن تكون المخابرات الأجنبية وهذه تتلاعب بكم، أو أنها صدرت عن التنظيمات الإرهابية، هذا تكتيك اتبعته سابقاً جماعة الخدمة، فإن عملتم معهم فإن مستقبلكم سيكون هكذا"، كاشفاً أنه "طلب من مساعده الاتصال والحصول على معلومات من قيادات المعارضة".
وعانت تركيا في العقود الماضية من عمليات اغتيال وجرائم قيدت ضد "فاعل مجهول"، وهو ما دفع الرئيس رجب طيب أردوغان للقول قبل أيام إن "دفتر جرائم قيدت ضد فاعل مجهول قد أغلق نهائيا في تركيا".
وتتهم الحكومة جماعة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن، بارتكاب جرائم سياسية كان أبرزها اغتيال السياسي البارز محسن يازجي أوغلو في العام 2009، على اعتبار أن أتباع الجماعة كانوا متغلغلين في الأجهزة الأمنية وأهمها الجيش والشرطة فضلاً عن القضاء.
وتأتي تصريحات كلجدار أوغلو عن وجود معلومات عن جرائم سياسية في وقت تشهد فيه البلاد تحضيرات لانتخابات برلمانية ورئاسية منتصف العام 2023 في ظل دعوات من المعارضة لتقديم موعدها، وجهود مكثفة لرص صفوف كل طرف استعداداً للاستحقاق الدستوري.