جدّدت تركيا، اليوم الأربعاء، دعوتها لعقد مؤتمر إقليمي لمناقشة المشاكل القائمة شرقي البحر المتوسط، وسبل حلها، فيما حذّر الاتحاد الأوروبي أنقرة في المقابل من أنّ "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" للدفاع عن مصالح التكتّل إذا لم تسلك نهجاً "بنّاء" في حلّ النزاعات الراهنة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، لدى استضافته في اجتماع محرري وكالة "الأناضول"، إنّ دبلوماسيي وزارته يعملون حالياً على بحث كيفية عقد المؤتمر والمواضيع التي من الواجب مناقشتها فيه.
وأضاف أنّ فكرة عقد المؤتمر الإقليمي صدرت من الرئيس رجب طيب أردوغان، وأنه من الممكن لكافة الدول المطلة على البحر المتوسط المشاركة فيه في حال انعقاده.
ورداً على سؤال حول زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الشطر الرومي من جزيرة قبرص، قال جاووش أوغلو: "على واشنطن عدم التفريط بحياديتها، فرفع حظر السلاح عن قبرص الرومية ولو جزئياً، لم يكن قراراً صائباً".
وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، قد حذر، مساء الثلاثاء، تركيا من أنّ "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" للدفاع عن مصالح التكتّل إذا لم تسلك نهجاً "بنّاءً" في حلّ النزاعات الراهنة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
واليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي، وتركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي، تتنازعان السيادة حالياً على مناطق في شرق البحر الأبيض المتوسط قد تكون غنية بالغاز الطبيعي.
وتصاعد التوتر بين البلدين في نهاية أغسطس/ آب، عندما أجرى كلّ منهما مناورات عسكرية. وسيكون هذا الملفّ الحساس على طاولة مباحثات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون في بروكسل في قمة تعقد يومي الخميس والجمعة.
وفي رسالة الدعوة إلى هذه القمة، أوضح رئيس المجلس الأوروبي (هيئة تمثل الدول الأعضاء الـ27) لقادة الدول والحكومات أنّ العشاء الذي سيجمعهم، مساء الخميس، سيخصّص حصراً لبحث الوضع في شرق البحر المتوسط والعلاقات مع تركيا.
My invitation letter #EUCO https://t.co/DbkOrsBYH4
— Charles Michel (@eucopresident) September 29, 2020
وقال ميشال، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس"، إنّ "هدفنا خلق مساحة للحوار البنّاء مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها، وضمان الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول الأعضاء وحقوقها السيادية"، في إشارة إلى اليونان وكذلك أيضاً إلى قبرص.
وحذّر رئيس المجلس الأوروبي من أنّ "هذا لن يكون ممكناً إلا إذا التزمت تركيا بشكل بنّاء. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن المصالح المشروعة للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء".
وأثار اكتشاف احتياطيات من الغاز والنفط قبالة قبرص نزاعاً مع تركيا التي يحتل جيشها الثلث الشمالي من هذه الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي.
وعمدت أنقرة، التي تعارض حقّ قبرص في استكشاف موارد الطاقة واستغلالها، إلى استعراض قوة في الأشهر الأخيرة بإرسالها سفن تنقيب إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص على الرّغم من تحذيرات وجّهتها إليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد طلب، الأسبوع الماضي، من نظيره التركي رجب طيّب أردوغان الالتزام "بشكل لا لبس فيه" بوقف تصعيد التوتّرات مع اليونان وقبرص.
وبالإضافة إلى الوضع في شرق المتوسط والعلاقات مع تركيا، سيبحث القادة الأوروبيون في قمتهم ملفات دبلوماسية عديدة، أبرزها الوضع في بيلاروسيا، وتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، والصراع المستعر في إقليم ناغورنو كاراباخ والمتّهمة تركيا بالوقوف إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا فيه.