تركيا: اعترافات بتوجيه زعيم حزب النصر الحملات العنصرية

26 سبتمبر 2023
خاطب أوزداغ السوريين المتواجدين في تركيا بأن "يعودوا إلى بلادهم" (Getty)
+ الخط -

كشفت اعترافات أدلى بها أحد الموقوفين بتهم نشر الكراهية والتحريض في المجتمع التركي، أن زعيم حزب النصر القومي المتطرف أوميت أوزداغ يوجه ويعطي تعليمات مباشرة بنشر مواد إعلامية عنصرية بحق الأجانب في البلاد.

ونشرت وسائل إعلام تركية، اليوم الثلاثاء، ومنها صحيفة صباح اعترافات المواطن من أصل إيراني رمين سعيدي، التي أدلى بها لقوى الأمن أثناء التحقيقات التي جرت عقب حملة التوقيفات التي طاولت مدراء تحرير وإداريي حسابات وسائل تواصل اجتماعي جرت قبل أيام، وكان سعيدي من بينهم.

الإيراني سعيدي عمل مع حساب "Ambargo TV"، وبحسب أقواله فإن المنشورات التي تتم عبر الحساب كلها تأتي وفق ما يطلب زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ، وأن "التعليمات والطلبات تأتي من أوزداغ وبناء عليه أعمل على تحرير الفيديوهات بالشكل المطلوب واستشارته بها".

وأوضحت الصحيفة أن سعيدي أفاد بأن أوزداغ هو الذي يصدر تعليماته لعدة حسابات مواقع تواصل اجتماعي باسم القناة، وأن مضمون المواد التي كانت تنشر كانت تحدد من قبل أوزداغ نفسه وليس من قبله هو.

وكشف أنه عقب موافقة أوزداغ على مضمون الفيديوهات بحسب المواطن الإيراني، فإن المواد يتم نشرها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه كان يقوم بالمهام المكلف بها فقط دون التدخل بصناعة المحتوى فيه.

عقب موافقة أوزداغ على مضمون الفيديوهات بحسب المواطن الإيراني فإن المواد يتم نشرها عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي

وكانت القوى الأمنية قد أوقفت 27 شخصاً في وقت سابق وبعد عرضهم على المحكمة أمرت بسجن 8 منهم، بتهم "نشر خطاب الكراهية عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، تحرض المجتمع علناً على الحقد والكراهية، وتنشر معلومات مضللة للمواطنين".

وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا عبر حسابه الرسمي في منصة إكس، إن شعبة مكافحة الجرائم الإلكترونية التابعة لمديرية الأمن العامة، وبتنسيق مع دائرة الاستخبارات، نفذت عملية أمنية شاركت بها مديريات أمن 14 ولاية.

وسبق لأوزادغ أن نشر خلال أيام الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/شباط الماضي، منشورات يتهم فيها سوريين بالسرقة ليمسحها لاحقاً بعدما تبين كذب ما ينشره.

وعقب حملة الاعتقالات التي جرت أغلقت مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على نشر خطابات الكراهية، ومن اللافت تبني أوزداغ أسلوباً مختلفاً في خطابه الموجه إلى الأجانب.

وقال أوزداغ في مؤتمر صحافي قبل أيام إن "مواقف حزبه ليست ضد الأجانب والسائحين، بل هي ضد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، وأنهم يطالبون بإعادة السوريين من منطلق حب البلاد، وأنه ليس كارهاً للأجانب".

وكشف أن "الحزب سيلتقي مع الممثليات والبعثات العربية في تركيا لاحقاً لشرح مواقف الحزب بأنهم مرحبون بالسائحين والطلاب ورجال الأعمال وأنهم ليسوا ضدهم، وفي نفس الوقت لن يسمحوا لتركيا بأن تغرق باللاجئين".

وخاطب زعيم الحزب التركي المتطرف السوريين المتواجدين في تركيا بأن "يعودوا إلى بلادهم"، فيما طالب الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان بإجراء استفتاء شعبي لمعرفة رأي الشارع التركي فيما يتعلق باللاجئين السوريين في البلاد، وفي حال كان الرأي لصالح بقائهم فإنه يتعهد بعدم الخوض في الموضوع بعدها ويغلق حزب النصر.

وشهدت تركيا في الفترة الأخيرة حالات عديدة تشمل اعتداءات على محجبات ما يعتبر هجوماً على المحافظين في البلاد، وأيضاً بنفس الوقت تشهد البلاد إساءات لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وهو رمز العلمانيين في البلاد.

وكذلك تصاعدت حدة العنصرية والخطاب للأجانب بسبب توظيف أحزاب سياسية لملف الأجانب واللاجئين في الحملات الإعلامية السياسية والخطاب الشعبوي، وهو ما أدى لحصول حالات اعتداء على عدد من المواطنين العرب واللاجئين السوريين.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمسؤولون الأتراك من مغبة تصاعد حالات العنصرية والكراهية في البلاد، في الوقت الذي أكدوا فيه على خطوات لمعالجة هذه الحالة، لتأتي حالات التوقيف والاعتقال قبل أيام ضمن هذا الإطار.

وكانت مشاهد وحشية قد انتشرت لاعتداء عنصري على سائح كويتي كان بصحبة أطفاله في مدينة طرابزون بتركيا، حيث أدى الاعتداء إلى سقوط السائح الكويتي مغشيًا عليه ونُقل إلى المستشفى.

السلطات التركية ألقت القبض على المعتدي، وقالت ولاية طرابزون إن مواطناً تركياً ظن أن السائح يقاوم رجال الشرطة فانقض عليه وطرحه أرضاً، لافتة إلى أن هذا التصرف "الفردي" لا يؤيده سكان طرابزون.

المساهمون