تداعيات الانتخابات المحلية التركية: أردوغان يتعهّد بـ"التصحيح" والحزب الجيد يتجه لمؤتمر طارئ
- أردوغان يعترف بالهزائم ويعدها "نقطة تحول"، متعهدًا بإجراء التغييرات اللازمة داخل حزبه وفي السياسات المتبعة، بينما تعلن زعيمة الحزب الجيد المعارض، ميرال أكشنر، عن مؤتمر طارئ لمواجهة تداعيات الانتخابات.
- الانتخابات شهدت أيضًا تقدمًا ملحوظًا للنساء في المشهد السياسي التركي، مع فوز 11 مرشحة برئاسة بلديات في ولايات مختلفة، ما يعكس تزايد تمثيل النساء في المناصب القيادية ويعزز من دورهن في تشكيل مستقبل البلاد.
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، بتصحيح أي أخطاء قد تكون قادت إلى هزيمة حزبه في الانتخابات المحلية التركية في البلاد، فيما أعلنت زعيمة الحزب الجيد المعارضة اتخاذ حزبها قرارا بالذهاب إلى المؤتمر الطارئ العام للحزب، في أولى تداعيات نتائج الانتخابات التي جرت الأحد.
وألقى أردوغان خطابا حزينا في الساعات الأولى من اليوم قال فيه إن "هذه ليست النهاية بالنسبة لنا لكنها في الواقع نقطة تحول"، مُقرا بما سماه "فقدان تفوق" حزب العدالة والتنمية.
وقال للحشود في مقر حزب العدالة والتنمية بأنقرة "إذا ارتكبنا خطأ فسنصلحه"، دون الإشارة إلى التغييرات التي قد يجريها داخل حزبه أو في السياسة.
أجرى أردوغان تحولا مفاجئا في السياسة الاقتصادية بعد فوزه في الانتخابات العامة العام الماضي مما أدى إلى رفع أسعار الفائدة بشكل كبير لكبح توقعات التضخم التي زادت في ظل موقفه السياسي غير التقليدي الذي يتخذه منذ سنوات.
وطالب أردوغان بالصبر مع تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع تكاليف الاقتراض، وقال وزير المالية محمد شيمشك اليوم الاثنين إن برنامج التقشف سيستمر.
أجرى أردوغان تحولا مفاجئا في السياسة الاقتصادية بعد فوزه في الانتخابات العامة العام الماضي
لكن مرشحي حزب العدالة والتنمية هُزموا في الانتخابات بمدينتي إسطنبول وأنقرة وحتى في المعاقل المؤيدة بقوة لأردوغان مثل أقاليم بورصة وأفيون قره حصار وأديامان.
الحزب الجيد يتجه لمؤتمر طارئ
وكان من أكبر الخاسرين أيضاً، الحزب الجيد ذو التوجه القومي، إذ أعلنت زعيمة الحزب ميرال أكشنر، اليوم الاثنين، اتخاذ حزبها قرارا بالذهاب إلى المؤتمر الطارئ العام للحزب ويشمل الانتخابات.
وقالت زعيمة الحزب في تصريح صحافي أمام الإعلام بأنقرة "سنتحمل المسؤولية بما يتوافق مع طبيعة الجمهورية التركية كدولة ديمقراطية، سنقوم بمحاسبة أنفسنا، ومن الآن فصاعدا سنتخذ خطوات تتماشى مع الرسالة التي وجهها الشعب والاتجاه الذي رسمه".
وأضافت: "بصفتي رئيسة الحزب سنعقد مؤتمرنا الانتخابي الاستثنائي في أقرب وقت ممكن".
وشددت في كلمتها: "آمل أن تكون النتائج مفيدة، وأهنئ جميع رؤساء البلديات، حيث تمكنا من الفوز في ولاية واحدة و23 منطقة و7 بلدات، ولا تزال هناك اعتراضات في بعض البلدات".
ووجهت انتقادات للرئيس أردوغان على اعتبار عدم استماعه لمطالب الشعب وخاصة المتقاعدين والمعلمين، والذين يعانون من التوظيف في المؤسسات الحكومية.
تفاصيل النتائج الأولية
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار في تصريح صحافي أنه "وفقا لنتائج أولية غير نهائية، فاز حزب الشعب الجمهوري بـ 35 ولاية، وحزب العدالة والتنمية في 24 ولاية، وحزب ديم الكردي في 10 ولايات، وحزب الحركة القومية في 8، وحزب الرفاه من جديد في ولايتين، وولاية واحدة لحزب الوحدة الكبرى والحزب الجيد، وعلى صعيد البلديات الكبرى فاز حزب الشعب الجمهوري بـ 14 بلدية كبرى، وحزب العدالة والتنمية بـ 12 بلدية كبرى، وحزب "ديم" في 3، وحزب الرفاه من جديد في بلدية كبرى واحدة".
وأضاف ينار: "فاز حزب العدالة والتنمية بـ 324 بلدية منطقة، وحزب الشعب الجمهوري في 302 بلدية منطقة، وحزب الحركة القومية في 110، وحزب ديم في 54 منطقة، وحزب الرفاه من جديد في 37 منطقة، والحزب الجيد في 23 منطقة، وحزب الوحدة الكبرى في 12 منطقة، والمستقلون في 9 مناطق، والحزب الديمقراطي بمنطقتين، وحزب دواء منطقتين، وكل من حزب السعادة، والحزب اليساري، وحزب العمل بلدية واحدة".
وشدد على أنه "باستثناء بعض الأحداث المحزنة، انتهت الانتخابات بسلام وأمن، حيث تستمر عملية التقويم الانتخابي، وبعد إعلان النتائج النهائية، سيجري استلام الفائزين للمحاضر الموقعة".
ووفقا لقانون الأحكام الأساسية للانتخابات وقوائم الناخبين، يمكن تقديم الاعتراضات إلى مجالس الانتخابات المحلية حتى غد الثلاثاء، ويجري البت بها الخميس، فيما يجري البت بالاعتراضات على مستوى الولايات الجمعة وينتهي الأحد، على أن يتم تقديم الاعتراضات لدى اللجنة المركزية في 10 إبريل/ نيسان الجاري، وتنتهي في 14 من نفس الشهر وتعلن النتائج النهائية.
وبعد فرز قرابة 99% من الأصوات حقق حزب الشعب الجمهوري في عموم تركيا أكثر من 37.74% من الأصوات، فيما حقق حزب العدالة والتنمية أقل من 35.49%، فيما حل حزب الرفاه من جديد بقيادة نجم الدين أربكان الانتخابات في المرتبة الثالثة في الانتخابات بحصوله على 6.19%، وحل رابعا حزب "ديم" الكردي بنسبة 5.6%.
وكان أكبر الخاسرين إلى جانب حزب العدالة والتنمية كل من حزب الحركة القومية بحصوله على 4.98% من الأصوات، فيما تقلصت أصوات الحزب الجيد إلى 3.7% رغم محافظته على عدد البلدات التي فاز بها.
الحركة القومية يستلم رسالة الناخبين
من ناحيته، قال دولت باهتشلي زعيم حزب الحركة القومية شريك الرئيس رجب طيب أردوغان في التحالف الجمهوري بأول تصريح مكتوب له: "انتهت الانتخابات في جو من السلام والثقة والطمأنينة، باستثناء بعض الحوادث المتفرقة في جميع أنحاء البلاد، وهكذا اتضحت النتائج غير النهائية".
وأضاف: "في واقع الأمر تجلت الإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع، بالطبع نحترم حرية القرار وخيارات الشعب والقرار الديمقراطي الذي خرج من صندوق الاقتراع".
ولفت إلى أن "الرسالة التي وجهها الشعب عبر صناديق الاقتراع مهمة، وقد تلقى حزب الحركة القومية هذه الرسالة الديمقراطية وشمّر عن سواعده لإجراء تقييم متعدد الأبعاد لنتائج الانتخابات".
تقدّم للنساء في رئاسة البلدية
وفي سياق الانتخابات المحلية، تمكنت 11 مرشحة من الفوز برئاسة بلدية 11 ولاية تركية من أصل 81 ولاية، شملت مختلف الأحزاب السياسية المختلفة، فيما كانت في العام 2019 تصل إلى 4 نساء فقط.
والنساء الفائزات هن من حزب العدالة والتنمية رئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين محافظة على منصبها، فيما انتخبت 6 سيدات من حزب الشعب الجمهوري و4 من حزب "ديم" الكردي.
وتم انتخاب جاندان يوجر من حزب الشعب الجمهوري رئيسة بحصولها على أغلبية الأصوات في ولاية تكيرداغ، وحققت فيليز غينجان أكين الفوز في ولاية أدرنة، فيما تمكنت بورجو كوكسل من الفوز ببلدية ولاية أفيون، وعائشة أونلوجه في ولاية إسكي شهير، وفي ولاية بلجيك فازت ملك مزراق سوباشي، وفي ولاية آيدن فازت أوزلم تشرجي أوغلو.
أما الفائزات من حزب "ديم" الكردي، فهن عائشة سيرا كوتشوك بوجاك رئيسة بلدية مدينة دياربكر أكبر المدن ذات الأغلبية الكردية، وصوفيا آلاغاش في ولاية سيرت، وغولستان سونوك في ولاية باتمان، وهازال آراس في ولاية آغري.
وعلى الرغم من فوز 4 مرشحات من قوائم حزب "ديم" رسميا بمنصب رئاسة البلدية، إلا أن رجلا في كل ولاية سيكون رئيسا مشاركة للبلديات في نفس الوقت، حيث تسيّر الأحزاب الكردية رئاسة مشتركة في سياستها.