تحرك أميركي في المنطقة: ألن في تل أبيب "سرّاً"

26 اغسطس 2014
وقفة تضامنية مع غزة في نيويورك (سيلوك أكر/الأناضول/getty)
+ الخط -

 نشّطت الولايات المتحدة الأميركية جهودها الدبلوماسية أمس الإثنين، بغرض التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على خلاف الأسابيع الماضية، وذلك بعدما قدمت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والأردن مسودة اقتراح لقرار تعتزم طرحه على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ويدعو إلى وقف العدوان على قطاع غزة، وتحديد آلية لإعادة الإعمار وتخفيف الحصار عنها وفتح المعابر، ومنع حركة المقاومة الفلسطينية من إعادة بناء قوتها العسكرية.

تزامن هذا التحرك الأميركي مع النشاط المحموم الذي واصلته القاهرة أمس، وانضمت إليه السعودية، في الضغط على الوفد الفلسطيني الموحد وعلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لإبداء "مرونة" وتنازلات في التعاطي مع مقترحات القاهرة، ومحاولة  خلق وهم باحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال ساعات معدودة. غير أنّ الردّ الإسرائيلي تأخّر، ولم يصل أصلا، فيما كان الإعلام المصري يكرّر ساعة بعد ساعة معزوفة قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن أن وفداً أمنياً أميركياً برئاسة الجنرال جون ألن، المستشار الأمني لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وقائد العمليات العسكرية في أفغانستان سابقاً، وصل أمس سرّاً إلى تل أبيب، والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك ضمن تكثيف الولايات المتحدة جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة أنّه من المقرّر أن يلتقي الجنرال ألن والوفد المرافق له اليوم مع وزير الأمن الإسرائيلي موشيه ياعلون، وذلك على الرغم من محاولة ديون نتنياهو التقليل من أهمية الزيارة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجنرال جون ألن وفريقه يعتبرون "مجموعة العمل الأمنية لجون كيري". ووضع الجنرال ألن في العام المضي خطة أميركية  شاملة للترتيبات الأمنية المستقبلية لاتفاق السلام الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وتخللها نشر قوات أميركية في غور الأردن.

ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن خطة الجنرال ألن المذكورة تندمج وتتماشى بشكل كبير مع نوايا وتطلعات النظام المصري والسلطة الفلسطينية، بالربط بين حل الأزمة في القاهرة وإحياء "عملية السلام" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وعلى صعيد المساعي للتوصل إلى وقف إطلاق نار، استحضرت الصحيفة التصريحات المصرية أمس، بشأن اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار خلال 24 ساعة، وقالت إن المصريين ظنّوا أنّهم يملكون اتفاقاً لوقف إطلاق النار، غير أنّهم واجهوا عراقيل اعترضت هذا الاتفاق من كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أدّت في نهاية المطاف إلى تأجيل الإعلان عن الاتفاق.
وكان اللافت أمس، الصمت الإسرائيلي مقابل التصريحات المصرية المتتالية حول اتفاق محتمل لهدنة طويلة الأمد، تلاها نفي من قيادات حركة "حماس". كما لم يصدر أي قرار إسرائيلي بعد مشاورات نتنياهو وياعلون مع كبار المستشارين في الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فيما لا يزال غير معروف ما إذا كانت تل أبيب ستبعث وفداً للمفاوضات إلى القاهرة، بعدما أعلنت الأخيرة عن عزمها توجيه دعوة للوفدين الإسرائيلي والفلسطيني للعودة للمفاوضات.

المساهمون