26 دقيقة استغرقها خطاب رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي
نفتالي بينت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاهل فيه كليا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية زاعما أن الإسرائيلين لا يفكرون بالصراع يوميا، ومعتمدا خطابا تبشيريا صهيونيا يهوديا مطعما بقناعاته الدينية، عندما استهل خطابه بالقول: "إسرائيل هي منارة في وسط بحر هائج، وشعلة للديمقراطية، متنوعة ومختلفة، جديدة ومتجددة في طبيعتها ومصممة على العطاء للعالم، على الرغم من وجودها في جوار هو الأقسى على وجه الكرة الأرضية. نحن أمة قديمة، عدنا لوطننا القديم، أحيينا لغتنا القديمة واستعدنا سيادتنا القديمة (الغابرة)، إسرائيل هي معجزة الانبعاث اليهودي. شعب إسرائيل حي، ودولة إسرائيل هي قلبه النابض".
وادعى بينت في خطابه أنه "جرى عادة وعلى مر زمن طويل تعريف إسرائيل وربطها بالحروب من قبل جيرانها، وهذا ليس ماهيتها لأن الإسرائيليين لا يصحون من نومهم وهم يفكرون بالصراع؛ هم يريدون حياة جيدة وأن يهتموا بأسرهم وبناء عالم أفضل لأبنائنا".
بعد ذلك، انتقل نفتالي بينت في كلمته بشكل غير مألوف إلى الحديث عن جائحة كورونا والاستقطاب السياسي باعتبارهما خطرين يهددان العالم والاستقرار، وأسهب بينت في الحديث عن سبل مواجهة إسرائيل الجائحة وتخطي الموجة الرابعة من جهة، وعن تشكيل حكومته الجديدة بعد أربع معارك انتخابية من جهة أخرى، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن إيران ومشروعها النووي.
وزعم بينت أن إسرائيل"تريد أن تقدم الخير، لكن عليها أن تبقى متيقظة لكل ما يحدث في المنطقة، فإسرائيل بكل بساطة محاطة بحزب الله ومليشيات شيعية والجهاد الإسلامي وحماس، هذه المنظمات الإرهابية تسعى للتحكم بالشرق الأوسط ونشر الإسلام المتطرف في أنحاء العالم". وقد استخدم بينت هذه المنظمات وأبرزها ليصل عبرها إلى إيران قائلا: "أتعرفون ما القاسم المشترك لهذه المنظمات؟ كلها تريد إبادة دولتي وهي جميعا مدعومة من إيران. فهي تحصل على التمويل والتدريبات والسلاح من إيران، الهدف الأكبر لإيران واضح كليا لكل من عيناه مفتوحتان: إيران تسعى للسيطرة على المنطقة مسنودة بمظلة نووية".
وشدد بينت في كلمته على أن "الإرهاب الذي تبثه إيران ليس موجها إلى إسرائيل فقط، فقد بدأت إيران هذا العام بتفعيل وحدة إرهاب فتاكة من الطائرات المسيرة المسلحة، القادرة على مواجهة كل هدف في مكان في وكل زمان، وقد استخدمت إيران هذه الطائرات المسيرة لمهاجمة السعودية وأهداف أميركية في العراق وسفن مدنية في عرض البحر، وقتلت مواطنا بريطانيا وآخر رومانيا. إيران تخطط لتسليح وكلائها في اليمن والعراق وسورية ولبنان بمئات وثم آلاف الطائرات المسيرة، وقد علمنا التاريخ أن ما يبدأ في الشرق الأوسط لا ينتهي هناك".
بعد ذلك، انتقل نفتالي بينت إلى مهاجمة شخص الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ساردًا أنه في عام 1988 "كان عضوا في لجان الموت التي حكمت على 5000 ناشط سياسي إيراني معارض بالموت"، متهما رئيسي بأنه "كان يحتفل بعد قتل المعارضين بتناول الكعك والحلوى".
ثم قال بينت إن "إيران حققت في السنوات الأخيرة قفزة هائلة في مشروعها النووي وقدراتها على إنتاج وتخصيب اليورانيوم، إذ بلغ المشروع النووي الإيراني نقطة حرجة وتم تجاوز خطوط حمراء، وهم يتجاهلون المراقبة والتفتيش الدولي".
وادعى رئيس حكومة الاحتلال أن "هناك إثباتات وأدلة على نية إيران إنتاج سلاح نووي في منشآت سرية، لكن يتم تجاهل هذه المواقع، لقد وصلت خطة إيران النووية إلى مفترق طرق، ومثلها صبرنا، الكلمات لن توقف دوران أجهزة الطرد المركزية". وقال بينت إن "إسرائيل لا تملك ترف الاعتقاد بأن حصول إيران على قوة نووية هو أمر لا يمكن منعه. نحن لن نتعب"، مضيفا: "لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وزعم بينت أن "إيران أضعف بكثير مما تبدو، فاقتصادها في تراجع ونظامها فاسد أصابه العفن ومنقطع عن الجيل الصاعد... حكومتهم الفاسدة فشلت حتى في توفير المياه".
وخلص بينت إلى القول: "إذا فكرنا معا وكنا جادين في وقف هذا الأمر، وإذا استخدمنا عقلنا، يمكننا أن ننتصر، وهذا ما سنفعله".
وادعى بينت أنه "ليس كل شيء في الشرق الأوسط أسود، فهناك شعاع ضوء، أحد أمثلته العلاقات المتصاعدة بين إسرائيل ودول عربية ومسلمة، بدأ هذا قبل 42 عاما مع السلام مع مصر، و27 عاما مع السلام مع الأردن، ومؤخرا مع اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب"، قافزا بشكل ظاهر للعيان عن اتفاق المبادئ في أوسلو.
وأثنى بينت على العلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة ووقوفها إلى جانب إسرائيل، كما اتضح في الأيام الأخيرة في الكونغرس. ثم هاجم الدول التي رفضت مقاطعة مؤتمر دوربان للعنصرية، زاعما أن هذا المؤتمر "بات مؤتمرا عنصريا ضد إسرائيل، وأمام العالم خيار من اثنين: إما دعم الضوء والنور، أو دعم قوى الظلام"، مدعيا أن إسرائيل هي "أمة من الأمل الكبير، التي جلبت ميراث التوراة لإسرائيل العصرية والحديثة، أمه لا تنكسر روحها، فقليل من الضوء يطرد كثيرا من الظلام؟ هذه المنارة في وسط البحر الهائح وهي تعلو وتعلو وتقف قوية وضوؤها أقوى من أي وقت مضى".