"بوليتيكن": اجتياح جنين مؤشر على أزمة نظام الحكم عند السلطة وإسرائيل

05 يوليو 2023
قالت الصحيفة إنّ ما جرى في جنين اعتداء عنيف على المدنيين بموجب القوانين الدولية (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية، اليوم الأربعاء، إنّ اجتياح قوات الاحتلال جنين ومخيمها يعتبر مؤشراً على أنّ دولة الاحتلال "لن تقبل بأي شكل من الأشكال نشوء كيان فلسطيني يشبه الدولة في الضفة الغربية"، وكذا اعتبرت أنّه يدل على أزمة نظامي الحكم في دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة، فإنّ "إسرائيل اتبعت سياسة استيطان عدوانية منذ البداية، لدرجة أنّ (منظمة السلام الآن) عدت العام الحالي، 2023، محطما لجميع الأرقام القياسية بالسماح لبناء أكثر من 13 ألف بؤرة استيطانية". 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "إسرائيل محكومة اليوم بأكثر الحكومات يمينية ودينية، منذ أنّ عاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في أواخر عام 2022".

وشددت "بوليتيكن" على أنّ "عنف المستوطنين يتزايد يومياً خلال السنوات الأخيرة، باستخدام إطلاق النار والتخريب". 

ونوهت في السياق بتقرير "منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية" (يش دين) عن "نظام الجريمة الأيديولوجية"، والذي يقول، بناءً على تقارير الشرطة، إنه بين عامي 2005 و2021، لم يجر التحقيق في عنف المستوطنين بنسبة 92 في المائة، وبالتالي، فإن هذا بحسب الصحيفة "عنف بلا هوادة".

في ذات الاتجاه، سجلت الصحيفة أنّ السياسات الاحتلالية "تقوم على ضم الأرض والاستمرار بإجراءات تستهدف الوجود الفلسطيني، فهم لا يريدونهم في المنطقة، لذا بشكل منهجي يجرى التضييق على الفلسطينيين، لأنهم يفعلون ما بوسعهم لإبعادهم بعد 55 سنة من الاحتلال". 

وشدد خبراء لـ"بوليتيكن" على أنّ ما جرى في جنين "اعتداء عنيف على المدنيين بموجب القوانين الدولية".

وأبرزت الصحيفة أنّ استخدام طائرات من دون طيار ومدرعات وجرافات ومئات الجنود "يُذكر مرة أخرى بتعرض مدينة جنين لأكبر عمل عسكري إسرائيلي خلال 20 سنة"، مذكرةً بالضحايا الفلسطينيين منذ بداية العام الحالي.

استخدام العنف يهدّد وجود السلطة وإسرائيل

في السياق ذاته، أكدت الصحيفة الدنماركية أنّ "دورات العنف" تعتبر تهديداً للسلطتين (الإسرائيلية والفلسطينية). 

فبعد أن شددت على أنّ الديمقراطية الإسرائيلية مهددة في الفترة الحالية، عرجت على المشهد الفلسطيني بالقول: "على الجانب الآخر من هذا الانهيار في إسرائيل، ثمة قيادة فلسطينية عالقة مع رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، محمود عباس، البالغ من العمر 87 سنة"، مضيفةً: "لقد فقد قبضته على قطاع غزة منذ مدة طويلة، والآن هو على وشك أن يفقدها في الضفة".

ومع ذلك، استدعت الصحيفة تصريحات السياسية الفلسطينية حنان عشراوي، التي حذرت من التركيز كثيراً على حقبة ما بعد عباس، والصراع الحتمي على السلطة. وختمت تقريرها بقول عشراوي في خريف العام الماضي: "ليس ذنب عباس فقط أنّ مشروع السلطة قد فشل، فنحن نعيش في ظل احتلال خبيث، حيث يُعمل كل شيء لإفشال الحكم الذاتي الفلسطيني وتصويره أنه أداة لأمن إسرائيل".

وذكرت "بوليتيكن" في نهاية المطاف بأنّه "منذ تلك التصريحات، أصبح الوضع أكثر تطرفاً، فخطر انهيار النظام المزدوج صار أكثر وضوحاً".