"الخلاص الوطني" التونسية: استهداف النهضة والجبهة هدفها إخلاء الساحة والقضاء على أي تنافس

17 يوليو 2024
خلال وقفة لجبهة الخلاص الوطني في تونس، 12 مايو 2024 (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استهداف ممنهج للمعارضة**: قيادات جبهة الخلاص الوطني في تونس تؤكد وجود استهداف ممنهج لها ولحركة النهضة لإخلاء الساحة السياسية من التنافس، مما يجعل المناخ الانتخابي غير نزيه.

- **قيادات مستهدفة وملاحقات سياسية**: سمير ديلو يشير إلى استهداف قيادات الجبهة مثل جوهر بن مبارك ورضا بلحاج، مع عدم توفر شروط التنافس الانتخابي، واستفادة السلطة من تشتت المعارضة.

- **عنف السلطة وتأثيره على الانتخابات**: رياض الشعيبي يؤكد استمرار ملاحقة قيادات النهضة، مما يؤثر على شفافية الانتخابات، مع إجراءات قمعية ضد شخصيات مثل عبد اللطيف المكي ونور الدين البحيري.

أكدت قيادات جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس، اليوم الأربعاء، أن هناك استهدافاً ممنهجاً لها ولحركة النهضة بهدف إخلاء الساحة والقضاء على أي تنافس على السلطة، مضيفة أن الذهاب لانتخابات دون أي منافسة نزيهة بعد الملاحقات والمحاكمات والاعتقالات السياسية سيجعل المناخ الانتخابي "غير نزيه". وأوضحت قيادات جبهة الخلاص في مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، بحضور عدد من قياداتها وأعضاء من حركة النهضة وعائلات المعتقلين، أن "السلطة قد تفوز في الانتخابات ولكن ذلك سيكون ذلك ملوناً بعذابات المعتقلين والملاحقين سياسياً".

وأكد عضو جبهة الخلاص الوطني سمير ديلو، في كلمة له، أن "جبهة الخلاص مستهدفة، وعديد من قياداتها إما في السجن أو ملاحقون، من بينهم جوهر بن مبارك ورضا بلحاج، كما أن رئيس الجبهة نجيب الشابي ملاحق في قضية التآمر وكذلك القيادية شيماء عيسى"، مضيفاً أن عدداً من القيادات إما قيد الاحتجاز أو المتابعة. وذكر ديلو بأن "الأمين العام لحركة النهضة العجمي الوريمي قيد الاحتجاز ويتم حالياً التحقيق معه". ولفت إلى أن "الشروط الدنيا للتنافس في الانتخابات غير متوفرة، ولكن الجبهة معنية بالانتخابات ونضالها يتمحور حول السعي إلى توفير شروط المنافسة الحرة".

وقال ديلو في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الجبهة بصدد القيام بتحيين للوضع العام في حال "تغيرت الشروط وأصبحت تسمح بالتنافس النزيه"، وستقوم بتقديم مرشح للانتخابات أو الانسحاب التام منها. وأكد أن المعارضة مشتتة ولم يتم التوصل إلى مرشح موحد، وهو ما يرى فيه أن السلطة استفادت منه، محملاً في الوقت ذاته المعارضة جزءاً من المسؤولية التي وصل إليه الوضع من محاكمات واعتقالات.

جبهة الخلاص الوطني: هناك رغبة في الانتقام من "الجبهة" و"النهضة"

من جانبه، قال عضو جبهة الخلاص الوطني رياض الشعيبي إن حركة النهضة مستهدفة بتواصل ملاحقة قياداتها، متسائلا عن سبب الملاحقات في هذا الظرف الانتخابي. وتابع أن "النهضة تُعاقب من قبل السلطة وكذلك جبهة الخلاص لإقصائهما من الانتخابات، وهناك رغبة في الانتقام منهما لدفاعهما عن الديمقراطية والحريات". وأكد الشعيبي أن "سعيد يريد إقصاء أي منافس، وقد يفوز بالانتخابات ولكنها قد تكون مغمسة بعذابات المعتقلين".

وأوضح الشعيبي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "عنف السلطة والملاحقات المتتالية لا تدفع إلى محاولة إنقاذ المسار السياسي، وهو يبيّن خوفها وتوترها من أي محاولات تقوم بها جبهة الخلاص في الانتخابات القادمة، فلا وجود لأي مرشح يعمل في ظروف طبيعية مما يؤثر على التنافسية والشفافية وبهذا تصبح الانتخابات لا معنى لها والنتائج بلا أهمية".

وقال نائب رئيس حزب العمل والإنجاز، أحمد النفاتي: "كان يُفترض أن يكون الحديث عن برامج انتخابية، وكان سعينا الذهاب إلى الصندوق، وقدمنا عبد اللطيف المكي لأنه رجل دولة وابن الحركة الطلابية وصاحب تجربة"، مؤكداً أن "المفاجأة هي تحريك ملف قضائي ضده لا علاقة له به".

وأكد النفاتي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الإجراءات المفروضة على المكي (منع السفر ومنع الظهور الإعلامي وتقييد حركة التنقل) تطرح عدة تحديات، وسيواصلون المسار رغم الصعوبات، إذ إن جمع التزكيات لسجين سياسي في بيته ليس هيّناً، مبيناً أن هذا الأمر "استهداف سياسي لأن المكي منافس جدّي".

وأكدت زوجة نائب رئيس حركة النّهضة، نور الدين البحيري، المحامية سعيدة العكرمي، أن "زوجها نور الدين البحيري، 65 عاماً، غادر أمس قسم الإنعاش بعد كان بين حياة وموت بسبب إضراب عن الطعام منذ نحو 19 يوماً"، موضحة أن "مطلب زوجها ليس المحاكمة العادلة لأنها غير متوفرة حالياً بل النظر في الشكايا التي رفعها ضد أعوان أمن متهمين بتعذيبه وتعرضه لانتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما أثبته تقرير الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب ضمن تقرير قدمته للمحكمة ولكن التقرير للأسف لم يتم تضمينه في الملف بل تم إخفاؤه ولاحقاً تم العثور عليه"، وبينت العكرمي أن "زوجها سيواصل إضرابه".