بوتين ينفي تلويح روسيا بالنووي وينتقد الإبادة الإسرائيلية بحق غزة

06 يونيو 2024
بوتين خلال الاجتماع مع رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية، 5 يونيو 2024 (رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال منتدى بطرسبرغ الاقتصادي، بوتين يرد على اتهامات الغرب بشأن التلويح بالسلاح النووي، موضحًا أن استخدامه يقتصر على الدفاع عن سيادة روسيا أو ردًا على هجوم بأسلحة الدمار الشامل.
- ينفي بوتين وجود طموحات إمبريالية لدى روسيا، معتبرًا أي تدخل غربي في الأراضي الروسية إعلان حرب، ويصف الادعاءات بأن روسيا تنوي مهاجمة دول حلف الناتو بأنها "هراء".
- يعبر عن قلقه بشأن غزة، ويصف الرد الإسرائيلي بـ"الإبادة الشاملة"، ويؤكد أن الانتخابات الأمريكية لن تغير السياسة تجاه روسيا، داعيًا لبناء علاقات مع طالبان لتعزيز الدبلوماسية.

استهلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاركته في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي المنعقد في العاصمة الشمالية الروسية، مساء أمس الأربعاء، بمقابلة مع رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية تطرق فيها إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، بما فيها العلاقات مع الغرب والحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط.

بوتين يحدّد شروط اللجوء إلى السلاح النووي

ردّ بوتين على الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بالتلويح بعصا السلاح النووي، لافتاً إلى أن شروط إقدام موسكو على استخدام مثل هذا السلاح منصوص عليها في العقيدة العسكرية الروسية. ودعا خلال لقائه مع رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية في اليوم الأول من منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إلى عدم إيصال الوضع في أوكرانيا حتى إلى التهديد باستخدام السلاح النووي، مستشهداً بنص العقيدة النووية الروسية التي تتيح اللجوء إلى السلاح النووي في حال تعرّض روسيا لأعمال تهدد سيادتها.

وتتيح العقيدة العسكرية الروسية استخدام السلاح النووي في حالتين اثنتين فقط، أولاهما في حال تعرض روسيا أو حلفائها للهجوم بالسلاح النووي أو غيره من أسلحة الدمار الشامل، والثانية عند تعرض روسيا للهجوم بأسلحة تقليدية في حال كان يهدد وجودها كدولة.

ونفى بوتين أن تكون لروسيا "طموحات إمبريالية"، واصفاً بـ"الهراء" الأحاديث التي تشير إلى وجود نوايا روسية لمهاجمة دول حلف شمال الأطلسي، قائلاً "لا تبحثوا عمّا هو غير موجود (...) لا تبحثوا عن طموحات إمبريالية لدينا إذ لا وجود لها".

حرب "مفتوحة" مع روسيا

واعتبر بوتين أنّ ضرب الأراضي الروسية بمشاركة الغرب يعني حرباً "مفتوحة" مع روسيا، قائلاً: "مثل هذه الأعمال قد وصلت إلى أعلى درجة من المواجهة وستواصل هدم العلاقات الدولية ونسف الأمن الدولي بشكل نهائي. وفي نهاية المطاف، إذا رأينا أن هذه الدول تدخل حرباً ضدنا، وهذه مشاركة مباشرة في الحرب ضد روسيا الاتحادية، فنحافظ على الحق في التصرف بالصورة الملائمة".

وفي معرض تعليقه على تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية عالية الدقة، أضاف: "إذا كان هناك من يعتبر ممكناً توريد مثل هذه الأسلحة إلى منطقة أعمال القتال لشنّ ضربات على أرضنا والتسبب في مشكلات لنا، فلماذا لا يحق لنا توريد أسلحتنا من الفئات ذاتها إلى تلك مناطق العالم، حيث يمكن شنّ ضربات على مواقع حساسة لتلك الدول التي تتصرف بهذه الصورة بحقنا".

ورفضبوتين تحديد الخسائر الروسية في أوكرانيا، مكتفياً بالتأكيد أنها "أدنى إلى حد بعيد" من الخسائر الأوكرانية، ونسبتها هي "واحد على خمسة". وقال الرئيس الروسي "إذا كنا نتحدث عن خسائر لا يمكن تعويضها (قتلى) فإنّ النسبة هي واحد على خمسة" مقارنة بالخسائر التي تكبّدها الجانب الأوكراني.

بوتين: غزة تشهد إبادة شاملة

إلى ذلك، رأى بوتين أنّ الرد الإسرائيلي على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لا يشبه حرباً، وإنما إبادة شاملة بحق سكان غزة، قائلاً: "بالطبع، نعارض الإرهاب بكافة مظاهره والهجمات على السكان المدنيين في أي مكان وفي أي دولة". وأضاف: "لكن ما يجري في غزة الآن رداً على الهجوم الإرهابي المعروف على إسرائيل لا يشبه حرباً. هذا نوع من الإبادة الشاملة بحق السكان المدنيين".

وأضاف "نحاول (...) التأثير قدر الإمكان" بهدف تسوية النزاع "بما في ذلك في الجانب الإنساني". وقال إنّ النزاع هو "نتيجة لسياسة الولايات المتحدة التي احتكرت التسوية الإسرائيلية-الفلسطينية ووضعت جانباً كل الأدوات التي تم إنشاؤها سابقاً لمحاولة إيجاد حل جماعي لهذه القضايا الشديدة التعقيد".

وكرر الرئيس الروسي موقف روسيا من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين، مذكّراً بأنّ موسكو اعترفت بالدولة الفلسطينية خلال الحقبة السوفيتية. كما أشاد بوتين بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الصدد، قائلا إنها "ملموسة" في تخفيف معاناة الفلسطيني.

وقال: "هناك أمل في إقامة دولة فلسطينية"، مشدداً على أنّ روسيا تحاول المساهمة في جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، مستدركاً بالقول "لكن على الولايات المتحدة أيضاً أن تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، والدور الرئيسي في السلام يجب أن تقوم به دول المنطقة".

من يفضّل بوتين لتولي الرئاسة الأميركية؟

وأكد بوتين أن "لا فرق" بالنسبة الى روسيا سواء فاز جو بايدن أو دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية هذا العام. ولدى سؤاله عمّا يمكن أن يعنيه فوز أي من المرشحين بالنسبة الى العلاقات الأميركية الروسية، رد بوتين قائلا "في المجمل، ليس هناك فرق".

وأضاف "لا نعتقد أنه بعد الانتخابات، سيتغير شيء ما حيال روسيا وفي السياسة الأميركية". واعتبر بوتين أن "من السخف" الاعتقاد أنّ المرشح ترامب سيكون أكثر تسامحاً حيال موسكو. ورأى بوتين أيضاً أن المتاعب القضائية لدونالد ترامب الذي دين جنائياً، هي نتيجة "تجاذب سياسي داخلي" بين الديمقراطيين والجمهوريين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال في هذا الصدد "من المؤكد في العالم أجمع أنّ الملاحقات بحق ترامب، وخصوصا أمام المحاكم حول اتهامات تطورت استناداً إلى أحداث وقعت قبل أعوام، من دون أدلة مباشرة، هي ببساطة استخدام للسلطة القضائية في إطار تجاذب سياسي داخلي".

وأكد أن إدارة جو بايدن "ترتكب خطأ تلو آخر" على صعيد السياستين الدولية والداخلية. وقال "مع ما يحصل (في الولايات المتحدة) في اطار التجاذب السياسي الداخلي، إنهم يحرقون من الداخل، دولتهم ونظامهم السياسي (...) يحرقون من الجذور قيادتهم المزعومة في مجال الديمقراطية". وسبق أن أبدى ترامب إعجابه بفلاديمير بوتين.

ومن جهة أخرى أكد بوتين أنّ روسيا والولايات المتحدة على "تواصل مستمر" بشأن صفقة تبادل محتملة من شأنها أن تفضي إلى إطلاق سراح الصحافي الأميركي المسجون إيفان غيرشكوفيتش الذي اعتقل بتهمة التجسس العام الماضي. وقال إنّ "الأجهزة المعنية في الولايات المتحدة وروسيا على تواصل مستمر بعضها مع بعض"، مشدداً على أن أي قرار لن يتّخذ إلا "على أساس المعاملة بالمثل".

بوتين يدعو إلى "بناء" علاقات مع حكومة طالبان

ودعا بوتين إلى "بناء" علاقات بين موسكو وحكومة طالبان التي يزور وفد يمثلها روسيا. وقال "لطالما اعتقدنا أنه يتعين علينا أن نتعامل مع الواقع. طالبان هم في السلطة في أفغانستان... علينا أن نبني علاقات مع حكومة طالبان".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال، الأسبوع الماضي، إنّ موسكو تخطط لشطب طالبان من قائمتها للمنظمات الإرهابية المحظورة، بعد نحو ثلاث سنوات على استيلاء الحركة على السلطة إثر إطاحتها حكومة تدعمها الولايات المتحدة.

وتصنّف روسيا حركة طالبان منظمة إرهابية منذ العام 2003. ومن شأن الخطوة أن تعزز نهج الدبلوماسية بين روسيا وأفغانستان، لكن من دون أن ترقى إلى اعتراف رسمي بحكومة طالبان.

والمقابلة مع رؤساء التحرير هي ليست الفعالية الوحيدة بمشاركة بوتين في إطار منتدى بطرسبرغ، إذ أوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن سيد الكرملين يستعد لكلمته التقليدية في المنتدى والمشاركة في الجلسة العامة التي ستعقد يوم 7 يونيو/ حزيران.

المساهمون