اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير الذي ألحق أضراراً السبت بجسر القرم، واصفاً ما حصل بأنه "عمل إرهابي" ضد منشأة رئيسية في البنى التحتية.
وأضاف، في تسجيل فيديو نشر على قناة الكرملين على تلغرام: "لا شك في أن هذا عمل إرهابي بهدف تدمير بنية تحتية مدنية مهمة. هذا العمل دبرته ونفذته وأمرت به قوات أوكرانية".
والتقى بوتين بألكسندر باستركين رئيس لجنة التحقيق الروسية الذي قدم له ما خلص إليه تحقيق في الانفجار الذي وقع أمس السبت وتسبب في حريق على الجسر.
وقال باستركين، خلال اجتماعه ببوتين الأحد: "إنه عمل إرهابي أعدته أجهزة الاستخبارات الأوكرانية. كان الهدف تدمير بنية تحتية مدنية كبيرة وبالغة الأهمية بالنسبة إلى روسيا".
وكشف باستركين أن مواطنين من روسيا، ودول أجنبية ساعدوا الاستخبارات الأوكرانية في التحضير للهجوم.
وأضاف أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي حدد هوية مدبّري الهجوم الإرهابي على جسر القرم، ووجهة الشاحنة التي استخدمت في التفجير.
وكشف أنها انطلقت من بلغاريا إلى جورجيا، ثم إلى أرمينيا، قبل أن تصل إلى أوسيتيا الشمالية في روسيا، وتتابع مسيرها نحو إقليم كراسنودار جنوب غرب روسيا المحاذي للقرم.
وصباح السبت، ألحق انفجار كبير قالت السلطات الروسية إنه نتج من شاحنة مفخخة أضراراً بجسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي تم ضمها في 2014.
وكانت روسيا أحجمت حتى الآن عن توجيه الاتهام إلى كييف في هذا الهجوم الذي خلف ثلاثة قتلى، علماً أن أوكرانيا لم تعلن مسؤوليتها عنه واكتفى مسؤولوها بالإدلاء بتعليقات ساخرة.
وجسر القرم الذي أُنشئ بكلفة كبيرة ودشنه بوتين العام 2018 يشكل أيضاً شريان نقل لوجستي للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا. وسبق أن هددت السلطات الأوكرانية مراراً باستهدافه.
الكرملين: العقيدة النووية الروسية لا تنطبق على تفجير جسر القرم
من جهته، اعتبر السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، الأحد، أن الهجوم الإرهابي على جسر القرم "لا يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية".
وأجاب بيسكوف عن سؤال عما إذا كان الهجوم "الإرهابي" على جسر القرم يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية قائلا: "لا، إنها صيغة خاطئة تماما للسؤال"، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.
"ازدياد ملحوظ" للقصف الأوكراني على الأراضي الروسية
رصدت أجهزة الأمن الروسية (إف إس بي) الأحد "ازدياداً ملحوظا" للقصف الأوكراني الذي يستهدف الأراضي الروسية المحاذية لأوكرانيا، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين خلال الأسبوع الفائت.
وقالت أجهزة الأمن التي تتولى أيضاً مراقبة الحدود في بيان: "منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، ازداد في شكل ملحوظ عدد الهجمات من جانب مجموعات مسلحة أوكرانية على أراضي روسيا الحدودية".
وتطاول الهجمات خصوصا منطقة بيلغورود المحاذية لخاركيف في أوكرانيا، حيث استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة منذ بداية سبتمبر/أيلول، وصولاً إلى الحدود. وأوردت أجهزة الأمن الروسية أن منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين مستهدفتان أيضاً.
وأضافت: "خلال الأسبوع الفائت، سجلت أكثر من مائة عملية قصف لـ32 بلدة، مع استخدام أنظمة متعددة لإطلاق الصواريخ ومدفعية و(قذائف) هاون وطائرات مسيرة".
وأوضحت أن "أحد السكان المحليين قتل وأصيب خمسة أشخاص بينهم طفل" جراء هذا القصف الأوكراني الذي أسفر أيضاً عن تدمير محطتي كهرباء وأحد عشر مبنى سكنياً ومبنيين إداريين.
ولفتت الأجهزة إلى إصابة ثماني نقاط مراقبة حدودية بأضرار.
إلى ذلك، اتهم حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت القوات الأوكرانية الأحد، بقصف دير القديس نيقولاوس الواقع عند الحدود بين البلدين. وقال على تلغرام: "لم يسقط ضحايا. إحدى القذائف أصابت المبنى وتم إخماد الحريق سريعاً"، ناشراً صورا لسقف وجدار متضررين.
واستُهدفت الأراضي الروسية في شكل متكرر في الأشهر السبعة الماضية.
في 12 سبتمبر، أسفر قصف لموقع حدودي روسي عن قتيل وأربعة جرحى وألحق أضرارا بمنازل سكنية وخطوط كهرباء.
وفي يوليو/تموز، اتهم الجيش الروسي كييف بإطلاق ثلاثة صواريخ على مدينة بيلغورود، الكبرى في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.
وفي إبريل، قالت موسكو إن مروحيات أوكرانية هاجمت مستودع وقود على بعد حوالي أربعين كيلومترا من الحدود.
( فرانس برس، رويترز، الأناضول)