بشار الأسد يزور حلب للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية

08 يوليو 2022
تأتي الزيارة على وقع التحضيرات للعملية التركية (Getty)
+ الخط -

زار رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، محافظة حلب الواقعة شمال غربي البلاد، للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، ووقف خلالها على أعمال صيانة محطة كهرباء وعلى انطلاق عملية ضخ المياه من إحدى محطات المياه المغذية للمحافظة.

وذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) أن الأسد زار المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء قرب بلدة السفيرة بريف حلب الشرقي ليشهد مع الخبراء والعمال والفنيين إطلاق عمل المجموعة الخامسة من المحطة، وأشارت إلى أنه وبعد إعادة تأهيل المحطة ستولد 200 ميغاوات لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية.

كما زار محطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب، ووقف على انطلاق عمليات الضخ الفعلية والدائمة للمياه إلى منطقة السقوط الشلالي في حندرات لتغذي بذلك نهر قويق ويبدأ معها سريان المياه في النهر وعبورها بين أحياء وشوارع مدينة حلب.

وبحسب الوكالة، فإن المحطة ستروي بعد خروج المياه من مدينة حلب حوالي 8500 هكتار من الأراضي الزراعية في سهول حلب الجنوبية.

وكانت المحطتان قد توقفتا عن العمل إبان سيطرة المعارضة على المناطق المحيطة بهما نتيجة القصف والأعمال العسكرية، لكن النظام لم يعد تشغيلهما بالرغم من استعادته السيطرة على المدينة عام 2016.

وتعاني معظم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، وعدم توفر مياه الشرب والري بشكل كافٍ، ووقع النظام عام 2017 عقوداً بقيمة 123 مليوناً و450 ألف يورو لتأمين خمس مجموعات توليد للكهرباء لمحافظة حلب، لكن المحافظة ما زالت تعيش واقعاً سيئاً من حيث توفر الكهرباء.

وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع الحديث عن عملية عسكرية تركية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في منبج وتل رفعت، كما تعدّ الأولى خلال الثورة، حيث كانت زيارته الأخيرة للمحافظة عام 2010.

مقتل طفل وإصابة اثنين بحلب

في غضون ذلك، قتل طفل وأصيب اثنان آخران بجراح، الجمعة، نتيجة انفجار لغم من مخلفات الحرب قرب مدينة أعزاز بريف حلب، فيما اعتقلت قوات النظام السوري ثلاثة أطفال في محافظة درعا جنوبي البلاد لأسباب مجهولة، واقتادتهم إلى مقراتها الأمنية.

وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إنّ لغماً أرضياً من مخلفات الحرب انفجر في قرية براغيدة بريف مدينة أعزاز شمالي حلب، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين بجراح، أحدهما بحالة حرجة، وذلك أثناء عملهم في رعي الأغنام في المنطقة.

وتشهد جميع مناطق السيطرة في سورية انفجارات بسبب عدم تمشيط الأراضي من مخلفات الحرب، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بشكل متكرر.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أفاد مرصد الألغام الأرضية، الذي بدأ عام 1999، بأنّ سورية سجّلت للمرة الأولى أكبر عدد لضحايا الألغام، متقدّمة بذلك على أفغانستان. وبلغ عدد الضحايا الموثّقين لدى المرصد 2729 قتيلاً ومصاباً. وأشار إلى أنّ سورية من بين البلدان غير الموقّعة على معاهدة حظر الألغام.

ووثّق المرصد استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، التي تشارك في العمليات العسكرية في سورية، لافتاً إلى استخدام جماعات مسلّحة، غير حكومية، للألغام الأرضية.

وفي سياق منفصل، اعتقلت قوات الأمن العسكري التابعة للنظام السوري ثلاثة أطفال قرب سوق الحمام في منطقة درعا المحطة بمدينة درعا جنوبي سورية.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ القوة العسكرية اقتادت الأطفال وتوجّهت مسرعة إلى مقراتها العسكرية، ولم يتمكن المدنيون من معرفة الأسباب، لأن الأطفال من بلدة عتمان في ريف درعا الغربي.

وذكر "تجمّع أحرار حوران" وهو مجموعة من الناشطين المهتمين بأخبار الجنوب السوري، أن مجموعة محلية تابعة لفرع الأمن العسكري في بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، نشرت نقاط تفتيش في البلدة، وأوقفوا السيارات والدراجات النارية القادمة من خارج البلدة، في ظروف تدقيق أمنية شديدة.

ووثّق مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع اعتقال قوات النظام 14 شخصاً في المحافظة، واختطاف ستة آخرين بينهم ثلاث نساء وطفل، خلال يونيو/ حزيران الماضي، إضافة إلى مقتل 55 شخصاً.

المساهمون