توتر في السويداء إثر احتجاز النظام السوري مواطنين

احتجزت مجموعات محلية مسلحة، صباح اليوم الخميس، عدداً من الضباط والعناصر التابعين لجيش النظام السوري في محافظة السويداء جنوبيّ سورية، وذلك على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الشاب سلمان الشاعر في أثناء محاولته تجاوز الحدود السورية إلى لبنان بطريقة غير شرعية، واقتياده إلى أحد السجون.

ورصد "العربي الجديد" احتجاز المجموعات المحلية ضابطاً برتبة مقدم وثلاثة عناصر من الجيش، بالإضافة إلى شرطي مرور، مطالبة من طريق وسطاء بإطلاق سراح كل من الشاب الشاعر والشيخ بهاء الشاعر، الذي اختطف منذ حوالى شهرين، حيث ذكرت مصادر مقربة من عائلته لـ"العربي الجديد" أن مجموعة محلية تتبع لفرع الأمن العسكري اختطفته وسلّمته للجهات الأمنية في دمشق دون وجود أية تهم أو قضايا جنائية بحقه. كذلك طالبت المجموعات المحلية بإطلاق سراح الشاب مرهف الحيناني الذي وصل خبر اعتقاله اليوم بعد تسليمه من قبل الأمن العام اللبناني للجانب السوري الذي أودعه سجن القابون بدمشق.

السويداء الأعلى بالتهرّب من التجنيد الإلزامي

وعادة ما يلجأ العديد من شبان محافظة السويداء إلى المخاطرة بأنفسهم واللجوء إلى لبنان من منطقة القصير بمحافظة حمص التي يسيطر عليها حزب الله اللبناني، وعصابات تابعة مباشرةً لجهاز الأمن العسكري، وعدد من القرى الحدودية في أرياف القلمون الشرقي التي تُعَدّ مرتعاً لعصابات التهريب بين البلدين، هرباً من التجنيد الالزامي، ولمحاولة إيجاد طرق نحو أوروبا أو غيرها، والتخلص من الفقر، كما قال الشاب عمر المحيثاوي لـ"العربي الجديد".

أخبار

التحديثات الحية

تظاهرات في السويداء تطالب بإزالة حاجز أمني للنظام السوري

وأشار المحيثاوي إلى أن السويداء باتت سجناً لغالبية الشباب وطموحاتهم وأحلامهم، مبيناً أن "غالبيتهم مطلوبون بقضايا تتعلق بالتجنيد، والتقارير الكيدية التي تكبّل حركتهم، ولهذا لا طريق أمامهم سوى لبنان، وقد وقع العديد منهم بقبضة الأمن اللبناني، أو الأمن السوري"، كما قال.

وقد اختار أغلب شبان المحافظة الحياد، ورفضوا دخول الجيش منذ بداية الثورة السورية، وقال عدد من المسؤولين الأمنيين، خلال تصريحات سابقة، إنه يوجد في محافظة السويداء نحو 50 ألف شاب من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في صفوف جيش النظام السوري. ووفقاً لهؤلاء المسؤولين، فإن محافظة السويداء تُعَدّ الأعلى نسبةً في عمليات "الفرار" من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية على مستوى المحافظات السورية.

عبوة ناسفة في الحسكة السورية تستهدف كوادر طبية روسية

في غضون ذلك، أصيب خمسة أشخاص، بينهم عنصران من القوات الروسية اليوم، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت أمام مركز اللؤلؤة الطبي في المربع الأمني، الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري في مدينة الحسكة شمال شرقيّ سورية. وذكر مصدر ميداني في مدينة الحسكة لـ"العربي الجديد" أن طبيباً أصيب أيضاً جراء الانفجار، الذي أعقبه انتشار أمني لقوات النظام في المنطقة، التي تشهد حتى الوقت الحالي استنفاراً أمنياً.

وأضاف المصدر "أن سيارة إسعاف عسكرية روسية، إضافة إلى عدد من السيارات في محيط الانفجار، تضررت، بينما لم تسجل إصابات في صفوف المدنيين". وأكد المصدر أن الوصول إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام السوري ليس بالأمر السهل في الظروف الحالية الراهنة، مضيفاً: "قد يكون الهدف من التفجير إثارة الخوف والهلع بين السكان ضمن المنطقة، فضلاً عن تزامن التفجير مع وجود فريق طبي روسي، يثير الشكوك حول ما إذا كان تنظيم "داعش" يقف وراء الانفجار".

بدوره، قال موقع "أثر برس" الموالي للنظام، إن الانفجار ناجم عن عبوة محلية الصنع استهدفت فريقاً طبياً روسياً كان يزور المركز الطبي يوم الخميس من كل أسبوع، موضحاً أن العبوة كانت مزروعة عند الباب الغربي للمركز بالقرب من مدخل اللقاح.

ووفق التقرير الصادر عن الموقع: "بعد وصول الفريق الطبي الروسي، انفجرت العبوة، ما تسبب بإصابة المنسق بين مديرية صحة الحسكة والقوات الروسية، وعدد من أفراد الفريق الطبي الروسي بينهم ضابط، إلى جانب وقوع أضرار مادية في الآليات والبناء، فيما نفى المصدر وجود وفيات بين المصابين".

وأوضح أن هناك اتفاقية بين مديرية صحة الحسكة التابعة للنظام السوري والقوات الروسية لتقديم خدمات طبية مجانية للسكان يوم الخميس من كل أسبوع.