حذر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الاثنين، من عواقب وخيمة إذا استمرّ الرئيس دونالد ترامب وإدارته في رفض التنسيق مع فريقه الانتقالي بشأن جائحة فيروس كورونا الجديد، ومنع الإحاطة بشأن الأمن القومي، وقضايا السياسة، وخطط اللقاحات.
وتُعدّ هذه التصريحات الأشد صرامة من جانب بايدن حتى الآن بشأن عدم اعتراف ترامب بخسارته في الانتخابات، والتعاون مع الإدارة القادمة من أجل انتقال سلمي وسلس للسلطة.
وقال، خلال مؤتمر صحافي الاثنين في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير، "قد يموت المزيد من الأميركيين إذا لم ننسق".
ووصف بايدن توزيع اللقاحات بالـ "مشروع الضخم"، وقال إنه إذا اضطر فريقه إلى الانتظار حتى يتولى منصبه للبحث في خطة التوزيع الحكومية، فسيكونون "متأخرين أكثر من شهر ونصف".
وأوضح بايدن خططه لتقليل عدم المساواة، وتعزيز الاقتصاد الأميركي، لكنه قال إن أي إصلاحات هيكلية تعتمد أولاً على وقف انتشار الوباء، وتقديم المزيد من الإغاثة الفورية.
وقال "بمجرد القضاء على الفيروس، وتقديم الإغاثة الاقتصادية للعمال والشركات، يمكننا البدء في إعادة البناء بشكل أفضل من ذي قبل".
وشدد بايدن ومساعدوه، ومجموعة صغيرة ومتنامية من الجمهوريين، على أهمية إطلاعهم على جهود البيت الأبيض للسيطرة على الوباء، وتوزيع اللقاحات المحتملة.
وتعمل إدارة ترامب على خطة توزيع خاصة بها، بينما أشار مساعد لبايدن إلى أن فريقه الانتقالي سيواصل التخطيط الخاص به بشكل منفصل بسبب العراقيل التي يواجهها.
بدورها، قالت السناتور سوزان كولينز، الجمهورية من ولاية ماين، "من الأهمية بمكان أن يتمتع الرئيس المنتخب وفريقه بإمكانية الوصول الكامل إلى الخطط الخاصة بتوزيع اللقاحات". وأضافت "ليس بالأمر السهل توزيع اللقاحات، لذلك من الضروري للغاية بالنسبة للصحة العامة توضيح كل الخطط التي وضعت، والتي يجب أن توضحها الإدارة للإدارة الجديدة".
وردّدت كولينز أمس الاثنين ما جاء على لسان السناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي من ألاسكا.
ودعت مجموعة أكبر من الجمهوريين في الكونغرس إدارة ترامب الأسبوع الماضي للسماح لبايدن بالبدء في تلقي معلومات وإحاطات خاصة بالأمن القومي.
ورفض الرئيس المنتهية ولايته حتى الآن الانصياع لضغوط الديمقراطيين أو الجمهوريين، ويواصل رفض خسارته أمام بايدن، الذي تجاوز حدّ 270 صوتاً في المجمع الانتخابي ليصبح رئيساً، ويفوق ترامب بأكثر من 5.5 ملايين صوت على الصعيد الوطني.
تعيينات جديدة في إدارة بايدن
إلى ذلك، استدعى بايدن كبار قادة حملته لشغل مناصب داخل البيت الأبيض. وأكد أشخاص مطلعون على قراراته الأولية أمس الاثنين، اختيار مديرة الحملة السابقة جين أومالي ديلون لتكون نائبة لكبير موظفي البيت الأبيض، بينما سيتولى الرئيس المشارك للحملة سيدريك ريتشموند، النائب عن ولاية لويزيانا، ومستشار الحملة ستيف ريتشيتي مناصب عليا في الإدارة الجديدة، وفق "أسوشييتد برس".
وأومالي ديلون، 44 سنة، كانت أول امرأة تدير حملة رئاسية ديمقراطية ناجحة. وهي ناشطة سياسية مخضرمة عملت في حملات الرئيس السابق باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية. وعمل ريتشيتي كمدير لجماعة ضغط في مجال الرعاية الصحية، قبل أن يتولّى مهمة كبير موظفي مكتب بايدن خلال إدارة أوباما.
استعانت حملة بايدن بالعديد من قادة حملة أوباما ومن المتوقع أن تكون إدارته كذلك.
أمّا ريتشموند، فهو أميركي من أصل أفريقي، يبلغ من العمر 47 عاماً، وسيتولّى دور المشاركة العامة في إدارة بايدن، مما سيسمح له بالتعامل مع الكونغرس، إلى جانب التركيز على مجتمع السود ومجموعات الأقليات الأخرى. وقال اثنان من الديمقراطيين المطلعين على التعيين، إن ريتشموند سيضطلع بدور فاليري غاريت في إدارتي أوباما.
وكان ريتشموند رئيساً سابقاً للأعضاء السود في الكونغرس، وكان من أوائل مؤيدي بايدن البارزين وشغل منصب الرئيس المشارك لحملته.
وكان شخصية رئيسية في مساعدة بايدن، عضو مجلس الشيوخ السابق ونائب الرئيس لفترتين، والذي استفاد من علاقاته طويلة الأمد مع أعضاء كتلة السود في الكونغرس. كما لعب ريتشموند، عضو الكونغرس، الذي تم انتخابه لأول مرة في عام 2010 عندما كان بايدن نائباً لأوباما، دوراً مهماً في التواصل مع النواب الشباب الذين جاءوا، مثله إلى واشنطن في وقت لاحق في مسيرة الرئيس المنتخب البالغ من العمر 77 عاماً.
وأعلن ريتشموند عقد مؤتمر صحافي صباح اليوم الثلاثاء، يتوقع أن يعلن فيه تخليه عن مقعده في الكونغرس.
ورفض المطلعون على القرارات الكشف عن المناقشات الداخلية قبل الإعلان الرسمي عن التعيينات المتوقع اليوم الثلاثاء.
وتمثل التعيينات الجديدة موجة أولية للمئات من مساعدي البيت الأبيض الجدد الذين سيتم تعيينهم خلال الأسابيع المقبلة، حيث يقوم بايدن بتشكيل إدارة لتنفيذ رؤيته في الحكم، عقب تنصيبه رسمياً في 20 يناير/ كانون الثاني.
وكان بايدن قد أعلن الأسبوع الماضي تعيين كبير مستشاري الحملة السابق رون كلاين للعمل ككبير موظفي البيت الأبيض.
ولم تتضح بعد معالم حكومته التي ستخضع لتأكيد مجلس الشيوخ. ويعقد الرئيس المنتخب ونائبته المنتخبة، كامالا هاريس، منذ إعلان فوزه بالانتخابات، اجتماعات بالقرب من منزله في ولاية ديلاوير، لتشكيل الإدارة الجديدة.
وسيبدأ بايدن في طرح اختياراته بشأن مجلس الوزراء خلال الأسابيع المقبلة.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)