أكد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، اليوم الأربعاء، في خطابه الأوّل كرئيس للولايات المتحدة، على القيم التي رفعها خلال حملته الانتخابية، وأعاد على مدار خطابه الذي استمرّ لنحو عشرين دقيقة ترديد شعارات من قبيل: الديمقراطية، وإعادة توحيد الأميركيين، والعدالة، والصدق، ومكافحة العنصرية.
واستهلّ بايدن خطابه قائلًا إن "الديمقراطية انتصرت في هذه اللحظة"، وأضاف: "لقد مضت هذه الأمة بعيدًا، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنمضيه، هناك الكثير لاستعادته وإعادة بنائه واكتسابه".
وأضاف عقب تأديته لليمين الدستورية: "أديت قسماً مقدساً، ونسعى كشعب لتحقيق الاتحاد نحو الأفضل"، مشيراً إلى أن "حلم العدالة للجميع لن يؤجل بعد الآن".
وتعهد بايدن، في كلمته، بأن يكون رئيساً لكل الأميركيين، داعياً إياهم إلى التوحد وتجنب التفرقة ومواجهة صعود دعاة تفوق العرق الأبيض والإرهاب المحلي.
وتحدث عن وباء فيروس كورونا، الذي ينتظر أن يكون الملفّ الأول على أجندته، قائلًا: "لقد أخذ الفيروس أرواحًا بقدر ما خسرت أميركا في الحرب العالمية الثانية"، وحذّر الأميركيين "من شتاء مظلم قد يمثّل إحدى أصعب مراحل الجائحة"، إلّا أنه حثّهم على تجاوز تلك المرحلة "معًا".
وقال بايدن إن "روحه كاملة ستكون في لمّ شمل الولايات المتحدة وتوحيد الأميركيين". وأكد أن البلاد تواجه أعداء من قبيل: "الغضب، العنف، الفوضى، انعدام النظام، انعدام الأمل مع خسارة الوظائف خلال الجائحة"، إلا أنه بعث الأمل بتحصيل تأمين صحي للجميع وإعادة بناء الطبقة الوسطى وتحقيق المساواة العرقية.
ومضى قائلًا: "العنصرية والشيطنة والمحلية فرّقتنا طويلًا، بوسعنا أن نرى الآخرين ليس كخصوم بل كجيران، بدون الوحدة لن يكون هناك سلام، فقط خوف وفوضى، هذه لحظتنا التاريخية لمواجهة الأزمة، وعلينا أن نواجهها كولايات متحدة، دعونا نسمع الآخر، ونرى الآخر، ونحترم الآخر بدءًا من هذه اللحظة، لا ينبغي أن يكون كل خلاف سببًا لحرب شاملة".
واعتبر أن "أميركا أفضل من ذلك بكثير"، مشيرًا إلى أن البلاد "كانت على وشك حرب أهلية مع ما جرى في الأيام الماضية، وانتصرت، وها نحن نقف هنا اليوم، بعد أن ظنّ بعض الفوضويين أنه بوسعهم إسكات إرادة الشعب"، متوعّدًا بأن "هذا لن يحدث، لا اليوم ولا غدًا ولا أبدًا".
وخاطب معارضيه بالقول: "إذا كنتم تخالفونني فليكن، هذه أميركا: أن نختلف بسلام"، وكرر وعده بأن يكون "رئيسًا لكل الأميركيين، وأعدكم بأنني سأقاتل بكل قوتي من أجل أولئك الذين لم ينتخبوني بقدر ما سأفعل ذلك من أجل الذين انتخبوني".
وأعاد التأكيد على "القيم التي تُوحّد الأميركيين"، معدّدًا: "الفرص، الأمان، الحرية، الكرامة"، ومؤكّدًا على قيمة "الحقيقة" التي قال إن على المسؤولين أن "يدافعوا عنها ويهزموا الأكاذيب ويحترموا المؤسسات التي يمثلونها".
واستطرد قائلًا: "أقدّر أن بعضهم خائفون على وظائفهم، ويفكرون في عائلاتهم، أعدكم بأنني أفهم ذلك، لكن هذا لا يعني أن نعادي أولئك الذين يفهمون العالم بطريقة مختلفة، ويصلون بطريقة مختلفة، ويتلقون أخبارهم من مصادر مختلفة، علينا أن ننهي كل سبب يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية بقلوب مفتوحة".
ولم يفوّت بايدن توجيه رسائل إلى الخارج، قائلًا إن "العالم يراقبنا اليوم، وهذه رسالتي لأولئك الذين خلف الحدود: لقد تم اختبارنا وخرجنا اليوم أكثر قوة، سنعيد تحالفاتنا، ونعيد انخراطنا في العالم، وسنقود بقوّة نموذجنا لا بنموذج القوّة".