التقى الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، في فيلنيوس، زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وانتقلت تيخانوفسكايا للإقامة في ليتوانيا بعد انتخابات الرئاسة البيلاروسية عام 2020، والتي ادعت الفوز فيها على ألكسندر لوكاشينكو.
وأكد البيت الأبيض أنّ لقاء بايدن بتيخانوفسكايا يعكس "التزام الولايات المتحدة المتواصل بالدفاع عن حقوق الانسان، بما يشمل حرية التعبير، والانتخابات الحرة والنزيهة في بيلاروسيا".
ويحكم لوكاشينكو، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيلاروسيا منذ زهاء ثلاثة عقود، وشهد عهده إسكات الأصوات المعارضة وقمع الصحافة المستقلة.
Tonight I had the great honor to meet @POTUS after his historic speech at Vilnius University. I told him that we won’t stop our fight until #Belarus is free, democratic & independent. I was assured that Belarusians can count on 🇺🇸 support on the road to freedom. pic.twitter.com/Gq6sbj4zzP
— Sviatlana Tsikhanouskaya (@Tsihanouskaya) July 12, 2023
ويأتي لقاء الأربعاء بعدما أدى لوكاشينكو، الشهر الماضي، دور الوسيط بين بوتين وقائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بعد إعلان الأخير تمرداً مسلحاً على القيادة العسكرية في موسكو.
وكانت تيخانوفسكايا قد قالت، الأسبوع الماضي، إنها تلقت رسالة من شخص مجهول تفيد بأنّ زوجها المسجون سيرغي تيخانوفسكي الذي لم تتلق منه أي نبأ منذ مارس/ آذار، توفي في السجن.
وكان تيخانوفسكي يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية في أغسطس/ آب 2020، ضد لوكاشينكو، لكنه أوقف وأودع السجن قبل موعد الاقتراع. وخاضت زوجته الانتخابات بدلاً منه، وتم الحكم عليها غيابياً بالسجن 15 عاماً.
واتهمت منظمات غير حكومية، الأربعاء، من باريس نظام الرئيس لوكاشينكو بشن "قمع جماعي" منذ العام 2020 وتدمير أي معارضة وأي مجتمع مدني بشكل منهجي.
واعتبرت دزيانا بينشوك، العضو في مجموعة "فياسنا" لحقوق الإنسان الرئيسية في بيلاروسيا، خلال مؤتمر صحافي في مقر الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان في باريس، أنّ "حالة حقوق الإنسان كارثية، وهناك مناخ من الرعب السياسي والترهيب والخوف على نطاق واسع".
ونشر الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT)، الثلاثاء، تقريراً عن محاكمة أليس بيالياتسكي، وهو مؤسس مركز "فياسنا" والحائز جائزة نوبل للسلام للعام 2022 والذي حُكم عليه في مارس/ آذار بالسجن لمدة 10 سنوات خلال محاكمة وصفتها منظمات غير حكومية بأنها "مهزلة قضائية".
وذكّرت المنظمتان غير الحكوميتين بأنّ يوم 14 يوليو/ تموز يصادف ذكرى مرور عامين على احتجاز بيالياتسكي واثنين من معاونيه وهما نائب رئيس الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان فالنتين ستيفانوفيتش والمحامي فلاديمير لابكوفيتش.
وأعربت بينشوك عن قلقها قائلةً "لم نتلق أخباراً عن أليس منذ إبريل/ نيسان، إنه محتجز في سجن بدون زيارات، وبدون إمكانية التواصل"، مشيرة إلى أن السجناء السياسيين في بيلاروسيا، ويبلغ عددهم أكثر من 1500 وفقاً للتقديرات، معتقلون في ظروف مروعة.
وذكّرت بأنّ أحد هؤلاء السجناء كان الفنان أليس بوشكين الذي توفي في السجن، الثلاثاء، عن عمر يناهز 57 عاماً.
واعتبرت أوجينيا أندريوك، من المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، أنّ "ما يحدث في بيلاروسيا هو قمع جماعي"، وقالت: "قررت الحكومة تدمير أي معارضة وأي مجتمع مدني بشكل منهجي".
وأضافت "لم تعد هناك أي منظمات لحقوق الإنسان في بيلاروسيا، ولم يعد لدينا أحد في البلاد لتقديم شهادات".
في العام 2020، تظاهر عشرات الآلاف في بيلاروسيا على مدى أسابيع ضد إعادة انتخاب الرئيس لولاية سادسة، والتي اعتُبرت مزورة.
وأتاح لوكاشينكو حليف بوتين استخدام بلاده كقاعدة خلفية في إطلاق الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
(فرانس برس)