باشاغا يجدد إصراره على دخول طرابلس "دون قتال"

11 مارس 2022
ليبيا تقودها حالياً حكومتان (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

جدد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا إصراره على عمل حكومته من العاصمة طرابلس، متهما حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بغلق المجال الجوي أمام حركة الطيران، وقطع الطريق الساحلي بين طرابلس ومصراتة، لعرقلة وصول حكومته للعاصمة، معتبراً ذلك "ترهيبا وتعديا على الحكومة الشرعية".

وقال باشاغا، في كلمة متلفزة بُثّت اليوم الجمعة: "لقد تحملنا وصبرنا وأجرينا العديد من الاتصالات المحلية والدولية، وتلقينا العديد من الاتصالات من السفراء في انتظار فتح المجال الجوي أو الطريق، ولكن للأسف كل الدول لم توفّق في الضغط على الحكومة منتهية الولاية في ذلك. مع العلم أن إغلاق المجال الجوي لم يتم بصورة قانونية، بل بالترهيب".

وأعلن باشاغا عن قبوله بعرض وساطات من دول لم يسمّها، مشيراً إلى أن تلك الدول أفادت برفض الدبيبة للوساطة.

وكان السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند قد أشاد، أمس، باستعداد باشاغا لتهدئة الأجواء، خلال اتصال هاتفي بينهما، والسعي لـ"حل الخلاف السياسي الحالي بالمفاوضات لا بالقوة"، بحسب تغريدة للسفارة الأميركية على حسابها بموقع "تويتر".

كما عبر نورلاند، في تغريدة أخرى، عن تقديره للدبيبة لاستعداده للدخول في مفاوضات لإيجاد حل سياسي، والتزامه بحماية الأرواح.

وجاءت تصريحات السفير الأميركي بعدما حاولت قوات عسكرية داعمة لباشاغا وقادمة من مصراتة الدخول للعاصمة طرابلس، أمس الخميس، من أجل التمهيد لاستلام الحكومة مهامها، إلا أنها عادت إلى مقراتها السابقة بعدما اعترضتها قوات داعمة لحكومة الدبيبة، وأقامت حواجز في مدينة الخمس (100 كيلومتر شرقي طرابلس)، وفي كوبري (27 كيلومتر غربي طرابلس).

وفي هذا الصدد، أشار باشاغا، في كلمته اليوم الجمعة، إلى أن القوات الداعمة له تحركت نحو العاصمة طرابلس من أجل حماية الحكومة، مبيّناً أن "سياراتهم كانت تحمل الرايات البيضاء"، وأن نيتهم كانت "حماية الحكومة وليس إشعال الحرب"، فيما كانت مجموعات مسلحة موالية لحكومة الدبيبة تغلق الطريق للحيلولة دون ذلك، وفق قوله.

وأكد باشاغا التزام القوات الداعمة له بـ"ضبط النفس وعدم إطلاق أي أعيرة نارية، رغم الاستفزازات التي تعرضوا لها ومحاولاتهم الدخول من بعض الطرق الجانبية الترابية"، على حد تعبيره، موضحاً أن القوات قررت الالتزام بالحكمة والعودة لمقراتها، تفادياً لـ"سفك الدماء ودرءاً للفتنة".

وجدد باشاغا أيضاً طمأنة سكان طرابلس، قائلاً: "لن نشعل الحروب، وهدفنا مشروع وطني لكل ليبيا. وهناك مساع سياسية (محلية ودولية) للبدء في حوار وطرح مبادرات وافقنا عليها منذ طرحها، ونحن مستعدون لأي حوار لأننا دعاة سلام. وهذا الكلام لا نقوله من منطلق الضعف".

وأعلن باشاغا رفضه لمشروع إجراء الانتخابات البرلمانية دون الرئاسية، وقال: "أهم مهمة لحكومتنا هي إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأنا أصرّ على الاثنين، لأن هناك أطرافا تسعى لأن تكون الانتخابات برلمانية فقط، وهذا لن يحدث في ليبيا".

وتابع قائلاً: "الحكومة المنتهية (حكومة الوحدة الوطنية ) لا تمتلك غطاء شرعياً ولا دستورياً، وأصبحت الآن محصورة في طرابلس، ولن تستطيع الإشراف على الانتخابات، بعكس حكومتنا التي تستطيع التجول في كل ليبيا وتقدم خدماتها وتبسط نفوذها، ونحن نجدد إصرارنا على استلام مقراتنا في طرابلس، ولن تكون هناك أي حكومة موازية في أي مكان بليبيا، وهذا سيتحقق قريباً".

توترات أمنية

وشهدت مناطق مجاورة للعاصمة طرابلس، أمس الخميس، توترات أمنية وتصعيدا بعد التحشيد العسكري من جانب القوات الموالية للدبيبة، تحسباً لدخول القوات الداعمة لباشاغا.

وفيما لم يصدر أي تعليق من جانب حكومة الوحدة الوطنية حيال التوتر الأمني الحاصل في محيط طرابلس، أعلنت حكومة باشاغا عن استمرارها في "أداء مهامها وفي استكمال كل الترتيبات بكل ثقة ومسؤولية لمباشرة عملها من العاصمة طرابلس في القريب العاجل بقوة القانون".

ووصفت حكومة الدبيبة بـ"المغتصبة للسلطة والمحصورة في العاصمة"، واتهمتها أيضاً باستخدام "السكان المدنيين كدروع بشرية، كونها ترفض التسليم وتهدد باستخدام السلاح داخل العاصمة الآهلة بالسكان الآمنين".

ووفقاً لتصريحات سابقة لمصادر ليبية مطلعة لـ"العربي الجديد"، فإنّ جهود ووساطات قيادات اجتماعية نجحت في إقناع قوات الحكومتين التي احتشدت غربي وشرقي العاصمة طرابلس في الوصول إلى اتفاق للتهدئة، يقضي بعودة قوات الحكومتين إلى تمركزاتها وفتح مسارات للتفاوض المباشر بين قادة الحكومتين للتشاور حول كيفية التوصل لتفاهمات تنهي الأزمة بينهما، دون ذكر تفاصيل أخرى.

المساهمون