أعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الأربعاء، أنها تستضيف حواراً أفغانياً بمشاركة وفدين من الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" وشخصيات أفغانية، يأتي ذلك فيما شنت "طالبان" أول هجوم على عاصمة ولاية في شمال غرب أفغانستان.
ويترأس وفد الحكومة الأفغانية وزير الخارجية الأفغاني السابق يونس قانوني، فيما يترأس وفد "طالبان" عباس استانكزي نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
وذكرت قناة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، على منصة "تليغرام"، أنّ مؤتمر الحوار الداخلي الأفغاني بدأ، صباح اليوم، في طهران، في مقر الخارجية بكلمة افتتاحية للوزير محمد جواد ظريف.
ويأتي المؤتمر بعد تطورات ميدانية ساخنة تشهدها أفغانستان هذه الأيام، تتمثل في انسحاب القوات الأميركية وسيطرة حركة "طالبان" على مناطق واسعة بعد ذلك.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار وزير الخارجية الإيرانية إلى الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان، قائلاً إنّ الولايات المتحدة نالت "الهزيمة، وبعد أكثر من عقدين من وجودها في هذا البلد الذي سبّب دماراً واسعاً".
ودعا إلى أن "يقرر اليوم الشعب والقادة السياسيون في أفغانستان لأجل مستقبل بلادهم"، مشيراً إلى "النتائج السيئة لاستمرار الصراع في أفغانستان"، وداعياً الأفغانيين إلى "العودة لطاولة الحوار والالتزام بالحلول السياسية كأفضل خيار".
وأعلن ظريف استعداد بلاده لدعم مسار الحوارات الأفغانية لأجل إيجاد حل للصراع والأزمات في أفغانستان، وتنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإرساء السلام فيها.
أول هجوم على عاصمة ولاية شمال غرب أفغانستان
وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر، شنّت حركة "طالبان" أول هجوم على عاصمة ولاية في شمال غرب أفغانستان، بحسب ما أعلن مسؤولون محليون.
واندلع قتال عنيف في منطقة قلعة ناو عاصمة ولاية بادغيس، بعدما هاجم عناصر "طالبان" كل الأقاليم المحيطة بالولاية.
وقال حاكم بادغيس حسام الدين شمس، للصحافيين، في رسالة نصية نقلتها "فرانس برس"، إنّ "العدو دخل المدينة، سقطت كل الأقاليم. القتال بدأ داخل المدينة".
وأفاد مراسل "العربي الجديد" في كابول، بأنّ مسلحين "طالبان" سيطروا على سجن مدينة قلعة ناو، وأفرجوا عن جميع المعتقلين.
وأكد كل من رئيس مجلس ولاية بادغيس عبد العزيز بك، وعضو المجلس ضياء غول حبيبي، أنّ القتال بين "طالبان" والقوات الحكومية اندلع داخل المدينة.
وقال بك، لـ"فرانس برس"، إنّ "القتال مستمر في مختلف أنحاء المدينة الآن" مضيفاً أنّ بعض مسؤولي الأمن استسلموا لـ"طالبان" خلال الليل.
من جانبها قالت حبيبي إنّ حركة "طالبان" دخلت مقر الشرطة في المدينة والمكتب المحلي لوكالة الاستخبارات الأفغانية "مديرية الأمن الوطني". وأضافت أنّ "مسؤولي مجلس الولاية فروا إلى معسكر للجيش في المدينة والقتال مستمر في المدينة".