أكدت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، عدم تمديد فترة تحديث سجلات الناخبين وتسجيل التحالفات الانتخابية للمشاركة في الانتخابات المحلية المقررة نهاية العام الجاري، وسط ترقب لقرار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها.
وكانت المفوضية العليا قد مددت الثلاثاء الماضي، فترة تسجيل المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات، وتسجيل التحالفات والأحزاب السياسية لغاية اليوم الأحد 20 أغسطس/آب الحالي، على أن تنتهي بنهاية الدوام الرسمي.
ووفقا للمتحدث باسم المفوضية، جمانة الغلاي، فإن "عدد الناخبين الذين حدثوا بياناتهم لغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم أمس السبت، بلغ 942.406 ألف ناخب، بينهم 3331 نازحا، فيما بلغ عدد الناخبين من مواليد 2005 المسجلين الجدد 99.308 ألف".
وأكدت في تصريح متلفز أن "عدد المرشحين المسجلين للمشاركة بالانتخابات حتى نهاية الدوام الرسمي ليوم أمس بلغ 348 مرشحا".
إغلاق مراكز التسجيل اليوم
من جهته، أكد رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية عماد جميل، أنه "لا يوجد أي تمديد جديد للمرشحين ولا للناخبين، وأن إغلاق مراكز التسجيل سيكون اليوم الأحد".
وبحسب ما قال في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، فإن "هناك إقبالا كبيرا على شعب المرشحين في مكاتب خاصة بغداد والمحافظات التي ارتفع فيها أعداد التحالفات الانتخابية كالأنبار وواسط وبابل والمثنى".
وحتى الآن لم يصدر أي موقف يوضح موقف التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر المشاركة في الانتخابات من عدمها.
ولم يدل التيار الصدري الذي يعتبر أكبر الأحزاب الشيعية جمهورا، بأي تصريحات حيال موقفه من الانتخابات، وهو ما يعني أن جمهوره المقدر بأكثر من 5 ملايين سيقاطع عملية الاقتراع أيضا.
لا بوادر لمشاركة التيار الصدري
وقال عضو بارز في التيار الصدري، لـ"العربي الجديد"، إن "القرار بالمشاركة يتخذه مقتدى الصدر بنفسه.. حتى الآن لا يوجد أي بوادر بالمشاركة"، معتبرا أن إجراء الانتخابات بموعدها المحدد في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، "غير أكيد، وقد يتم تأجيلها أيضا"، وفقا لقوله.
وأضاف طالبا عدم الكشف عن هويته إن "التيار الصدري في حال عدم مشاركته لا يتوقع منه دعم أي قائمة انتخابية أخرى حتى تلك المستقلة والشعبية التي تبنت سابقا موقف مؤيدة للصدر".
ضغوط على المفوضية لتمديد فترة التسجيل
إلى ذلك، قال عضو في المفوضية اشترط عدم ذكر اسمه، إن "بعض الأطراف ما زالت تحاول الضغط لتمديد فترة التسجيل، لأجل تحقيق أهداف لها".
وبحسب ما أكد لـ"العربي الجديد"، فإن "المفوضية لا مشكلة لديها مع أي جهة سياسية، لكنها محددة بسقوف زمنية لا تستطيع تجاوزها، وأن أي تمديد آخر سيتسبب بالحرج للمفوضية التي تريد الالتزام بالفترات الزمنية المحددة حتى إجراء الانتخابات".
وأشار إلى أن "بعض القوى ما زالت تجري حوارات لتشكيل تحالفات جديدة الجديد، وتحاول كسب وقت إضافي"، مرجحا عدم تمديد التسجيل.
تيار "بيارق الخير" يعلن مقاطعة الانتخابات
من جانبه، أكد أمين عام تيار "بيارق الخير"، محمد الخالدي، أن تياره سيقاطع الانتخابات المحلية المقبلة، "لأنه يدرك بأن هناك متطلبات يجب توفرها لضمان نزاهة وشفافية التنافس بين القوى"، مرجحا في تصريح صحافي يوم أمس، مقاطعة أحزاب أخرى.
وأشار إلى أن "أبرز الأسباب للمقاطعة هو عدم شفافية قانون الانتخابات، والتمويل الهائل لبعض القوى السياسية، وعدم وجود قانون يدقق في الأموال الطائلة المرصودة لبعض المرشحين".
وأكد أن "إمكانيات الدولة تستغل في بعض المحافظات لصالح قوى وجهات متنفذة مع رصيد مالي كبير"، متسائلا "كيف تكون المنافسة في ظل هذه الأجواء؟".
وأعلنت المفوضية، في وقت سابق، عن مشاركة 50 تحالفا انتخابيا في الانتخابات المحلية (انتخابات مجالس المحافظات)، المقررة في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، 33 منها تحالفات جديدة، وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.
وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي.