أقلعت طائرات تحمل أسرى ومحتجزين يمنيين، اليوم الجمعة، ضمن اليوم الثاني من أكبر عملية تبادل أسرى بين طرفي النزاع في اليمن، بعد سنوات قضوها خلف قضبان جماعة الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتحالف السعودي الإماراتي.
ونجحت الأمم المتحدة في تحقيق اختراق جوهري بملف الأزمة، تمثل بالإفراج عن 730 أسيراً كدفعة أولى أمس الخميس، تستكمل اليوم بأعداد أخرى للوصول إلى العدد الذي اتُّفِق عليه في جنيف بـ1081 كمرحلة أولى، في أكبر تبادل منذ محادثات السلام في ديسمبر/ كانون الأول 2018 التي توقفت منذ ذلك الحين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تدير العملية، إنه تم تبادل أكثر من 700 سجين أمس الخميس مع انطلاق العملية.
وقال شاهد من "رويترز" واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنّ طائرة تابعة للجنة أقلعت، صباح اليوم الجمعة، من مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، لنقل محتجزين إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وذكر متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ الطائرة تقل 101 من الأسرى الحوثيين.
وأضاف أنّ طائرة تابعة للجنة أقلعت في الوقت نفسه من مطار صنعاء وعلى متنها 76 سجيناً متوجهة إلى عدن، فيما قالت قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة للحوثيين إنّ طائرتين ستغادران صنعاء، اليوم الجمعة، تقلان نحو 150 سجيناً.
تحركت للتو طائرتان اضافيتان من #عدن إلى #صنعاء والعكس لنقل المزيد من المحتجزين السابقين ضمن العملية التي وافق عليها أطراف النزاع في #اليمن. pic.twitter.com/jfAtT2qmhW
— ICRC Yemen (@ICRC_ye) October 16, 2020
ولدى وصولهم، أمس الخميس، نظم طرفا النزاع استقبالات رسمية وشعبية للأسرى والمحتجزين المحررين، وبدت الفرحة على أهاليهم الذين تدفقوا إلى المطارات، فيما نشر ناشطون لقطات لعدد من المحررين وهم يسجدون على أراضي المطارات، في مشهد يعبّر عن فرحتهم بالحرية التي نالوها بعد سنوات من الاحتجاز.
ووصلت الدفعات الأولى من الأسرى الحوثيين قادمة من مطاري أبها السعودي وسيئون اليمني، فيما وصلت دفعة من الأسرى التابعين للقوات الحكومية إلى سيئون، بالتزامن مع وصول 15 جندياً سعودياً و4 سودانيين إلى السعودية.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ 5 طائرات تابعة لها تحركت، صباح أمس الخميس، من مطارات أبها وصنعاء وسيئون، ضمن عملية نقل وإطلاق سراح المحتجزين السابقين التي اتفقت عليها أطراف النزاع في اليمن.
وقالت اللجنة، في تغريدة على حسابها الرسمي في "تويتر"، إن عملية تبادل المحتجزين تمت بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي. ولفتت اللجنة إلى أنها، كوسيط محايد، ستساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم.
وجرت عملية التبادل، أمس الخميس، غداة إعلان الولايات المتحدة، الأربعاء، الإفراج عن أميركيين اثنين كانا محتجزين في اليمن لدى الحوثيين، الذين استعادوا في المقابل، في ما بدا أنّه صفقة تبادل، نحو 240 من أنصارهم كانوا عالقين في سلطنة عمان.
وقالت مصادر يمنية وغربية إن مسقط رعت صفقة الإفراج عن الرهينتين الأميركيتين مقابل سماح التحالف السعودي الإماراتي بعودة 240 عالقاً حوثياً، أغلبهم جرحى حرب، كانوا يتلقون العلاج بالخارج منذ قرابة عامين، بعضهم من القيادات العسكرية الحوثية البارزة.