النظام السوري يعلن مقتل أربعة مدنيين في قصف على ريف حلب

04 يوليو 2023
لم ترصد المعارضة أي قصف (فرانس برس)
+ الخط -

قتل أربعة مدنيين، اليوم الثلاثاء، جراء قصف مدفعي طاول بلدة أورم الكبرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في ريف حلب شمالي سورية، تزامناً مع قصف متبادل بين النظام و"هيئة تحرير الشام" في مناطق متفرقة شمالي غرب البلاد.

وأعلنت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" أن رجلاً وامرأته قُتلا مع طفلتيهما في بلدة أورم الكبرى، جراء قذيفة صاروخية سقطت في البلدة، متهمة "التنظيمات الإرهابية" بالوقوف وراء القصف.

في المقابل، قال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد" إن المراصد المحلية لم تسجل أي قصف على أورم الكبرى، مشيراً إلى أن القصف المتبادل وقع في محاور عدة أخرى من جبهات التماس في اللاذقية وإدلب وحماة.

وأوضح أن قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية الثقيلة صباح اليوم محيط قرى القصر والوساطة وكفرنوران ومحور الفوج 46 بريف حلب الغربي، مسفرة عن أضرار مادية.

وأضاف المحمد أن قوات النظام قصفت صباح اليوم بالمدفعية الثقيلة مناطق في قرى الفطيرة وفليفل وسفوهن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ومناطق في قرية العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، ما أسفر عن أضرار مادية في الأراضي الزراعية وممتلكات المدنيين.

وأوضح الناشط أن "هيئة تحرير الشام" قصفت مواقع للنظام السوري في محاور قريتي الدار الكبيرة والملاجة بريف إدلب الجنوبي، ومحاور المشاريع في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وكبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، دون أن يتبين على الفور حجم الأضرار الناجمة عن هذا القصف.

وشدد المحمد على عدم تسجيل أي رد عسكري من قبل "الهيئة" والفصائل الأخرى على محور ريف حلب الغربي صباح اليوم ما يشكك في رواية النظام السوري عن طبيعة القصف الذي حدث على قرية أورم الكبرى.

يذكر أن خطوط التماس في شمالي غرب البلاد تشهد بشكل شبه يومي قصفاً من قوات النظام السوري، ورداً من فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" التي تضم "هيئة تحرير الشام"، وفصائل مسلحة أخرى معارضة للنظام السوري.

من جانب آخر، قُتل شخصان وجرح ثمانية آخرون أمس، جراء اشتباك بالأسلحة النارية وقع في حي النيرب الخاضع لسيطرة النظام السوري بمدينة حلب.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الاشتباك وقع إثر خلاف أمام فرن للخبز في منطقة جبرين، وتوقف الاشتباك بعد تدخل قوات النظام وانتشارها في الحي الذي يشهد حالياً توتراً مع تهديدات من طرفي القتال بالثأر.

من جهة أخرى، قُتل قيادي في المعارضة السورية المسلحة، وأصيب أربعة أطفال اليوم، جراء قصف من قوات النظام السوري على ريف حلب الغربي.

وقال الدفاع المدني السوري إن أربعة أطفال أصيبوا بجروح بعضها خطيرة، جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري وروسيا طاول مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن القصف أدى إلى مقتل القيادي العسكري في فصيل "فيلق الشام" أنس بركات، جراء إصابته في قرية كفرنوران القريبة.

وطاول قصف النظام السوري قرى القصر وتقاد والوساطة والعصعوص، محدثاً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، وتزامن القصف مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع التابع للنظام.

زيارة أممية

في الأثناء، قال الناشط أبو فيصل الطيب لـ"العربي الجديد" إن القصف يتزامن مع وصول وفد من الأمم المتحدة إلى مخيمات المهجرين في شمال غربي سورية.

وقال "فريق منسقو استجابة سوريا" في بيان له: "بينما تقوم الأمم المتحدة بزيارات مستمرة لمخيمات النازحين الذين جرى تهجيرهم من منازلهم وقراهم، نتيجة خروقات وهجمات النظام السوري وروسيا على المنطقة، تقوم قوات النظام السوري باستهدافات واسعة النطاق على مناطق قريبة من وجود الوفود الأممية، ولا تبعد سوى كيلومترات معدودة".

وأضاف البيان: "حتى الآن سببت هجمات النظام خلال اليوم مقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال، دون اتخاذ أي موقف من الأمم المتحدة تجاه الهجمات، أو تحميل المسؤولية المباشرة لتلك الجهات."

ودعا  البيان "الوفد الأممي الذي يترأسه دافيد كاردن، نائب المنسّق الإقليمي الإنساني للأزمة السورية، إلى زيارة المناطق المستهدفة ومناطق خطوط التماس، للاطلاع على ما تقوم به قوات النظام السوري من استهداف المدنيين في المنطقة".

توتر أمني

إلى ذلك تسود حالة من التوتر في منطقة الحمرات شرق مدينة الرقة على خلفية قتال عشائري قد يعود لإشعال شرق سورية مجددا بعد مقتل رجل وإصابة زوجته وابنته بنيران مسلحين لم تعرف هويتهم في المنطقة التي تخضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن منطقة الحمرات التي تقطنها عشائر عربية في ريف الرقة الشرقي، تشهد توترا أمنيا وخوفا لدى السكان من حدوث قتال واسع ومدمّر، عقب تجدد الاشتباكات بين مسلحين من عشائر البلاسم والبري على خلفية ثأر بين الطرفين.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواع أمنية، إن الاشتباكات عادت إلى المنطقة أمس عقب هجوم نفذه الأحد ملثمون كانوا يستقلون دراجة نارية أدى لمقتل المدعو أحمد الجلد، وإصابة زوجته وابنته بجروح خطيرة، وهم من عشيرة الجماسة البلاسم ويقطنون في بلدة الكرامة شرق الرقة وينحدرون من قرية حماسة الواقعة بمنطقة الحمرات.

المساهمون