تجددت الاشتباكات في شمالي غرب سورية بين فصائل المعارضة المحلية وقوات النظام السوري، بعد خسائر تكبدتها الأخيرة خلال الساعات الماضية، يأتي ذلك بينما تستعد قوات النظام لاقتحام بلدة ناحتة، بذريعة أنه ما زال هناك أسلحة في البلدة لم تسلم للنظام برغم التسويات الأخيرة.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، أن اشتباكات دارت فجر وصباح اليوم على محور بسرطون غربي حلب بين قوات النظام والفصائل المحلية، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كما شهد محور المشاريع بريف حماة الغربي اشتباكات مماثلة، وسط تحليق لطيران الاستطلاع في أجواء المنطقة.
وقتل أمس 3 عناصر من قوات النظام، قنصًا على يد الفصائل، على محور قرية حير دركل. كما قتل عنصر برصاص الفصائل على محور قرية الشيخ عقيل غرب حلب، فيما استهدفت الفصائل بالصواريخ مواقع قوات النظام في ريف بلدة جورين في ريف حماة الشمالي الغربي، ومحيط مدينة معرة النعمان جنوب إدلب.
روسيا تتهم "الخوذ البيضاء" بـ"التجهيز لفبركة اعتداءات"
وعلى صعيد متصل، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب بأنها تجهز لـ "استفزازات في محافظة إدلب، بهدف اتهام النظام بشن ضربات عشوائية على المدنيين".
وأفاد نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري، فاديم كوليت، في بيان صدر عنه مساء الأربعاء، بتلقي معلومات تتحدث عن "إعداد عناصر منظمة الخوذ البيضاء لاستفزاز، بهدف اتهام القوات الحكومية بشن ضربات عشوائية على المنشآت المدنية والسكان المدنيين"، زاعما أن المنظمة تجري اختيارا للمشاركين في التصوير المفبرك في بلدتي كفر كرمين وسرمدا بمحافظة إدلب.
كما اتهم مدير مركز حميميم صحافيين أجانب بالمشاركة في الاستفزاز.
واعتادت روسيا والنظام السوري إطلاق مثل هذه الاتهامات، والتي عادة ما تكون مقدمة لتبرير عمليات عسكرية يجري الإعداد لها من الطرفين.
وفي جنوب البلاد، وصلت تعزيزات عسكرية من قوات النظام السوري إلى محيط بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، تمهيدا، كما يبدو، لاقتحام البلدة واعتقال مطلوبين لم يجروا عمليات التسوية الأخيرة في البلدة.
وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن التعزيزات تضم رشاشات ثقيلة وعشرات العناصر، مشيرا إلى أن قوات النظام اقتحمت البلدة فجر أمس الأربعاء، وداهمت منزل أحد المطلوبين للنظام دون أن تتمكن من اعتقاله لعدم وجوده في المنزل.
إلى ذلك، ذكرت شبكة "السويداء 24" أن قوات النظام بدأت بسحب "الفرقة 15" من محافظة درعا، وأعادتها إلى مقراتها في الريف الغربي للسويداء بعد انتهاء مهامها وعمليات التسوية في ريف درعا، وأن أرتالا عسكرية شوهدت على طريق دمشق السويداء يوم أمس، توجه قسم منها إلى الفوج 404 في الريف الغربي، وقسم آخر إلى مقر الفرقة 15 قوات خاصة.
ونقلت الشبكة عن ضابط في مليشيا (الفرقة 15) قوله: إن "تلك القوات العسكرية انسحبت من محافظة درعا بعد انتهاء مهامها مؤخراً، حيث شهدت درعا عمليات تسوية، وإن تعزيزات كبيرة عادت إلى مقراتها في السويداء، بعضها كانت موجودة في درعا منذ سنوات".
النظام يفتتح مكتباً قنصلياً في درعا
على صعيد آخر، افتتحت وزارة خارجية النظام السوري المكتب القنصلي التابع لها في محافظة درعا بحضور وزير خارجية النظام فيصل المقداد.
وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام أن مكتب التصديق القنصلي في المدينة سيبدأ عمله مباشرة بعد افتتاحه من قبل المقداد.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى للمقداد إلى محافظة درعا التي يتحدر منها، والتي شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية مواجهات عسكرية مع قوات النظام انتهت بإجراء تسويات، سبقتها مقاطعة قسم كبير من سكان المحافظة لانتخابات النظام السوري الرئاسية.
وفي مايو/ أيار 2013، اختُطف والد فيصل المقداد في محافظة درعا، ردًا على عمليات الاعتقال التي نفذها النظام لعشرات النساء في أحياء درعا المحطة آنذاك، قبل أن يفرج عنه بعملية تبادل.