تحاول قوات النظام السوري وحلفائه خلق أوضاع ميدانية جديدة في جنوب البلاد قبيل اجتماع أستانة 5 المنوط به وضع خرائط الترسيم لمناطق "تخفيف التوتر" في سورية، ولكن مسعى النظام في طريقه إلى الفشل، مع تصدي فصائل المعارضة السورية المسلحة لهجومه حتى الآن، على الرغم من الإسناد الجوي الروسي الكثيف للنظام، في خرق جديد لاتفاق التهدئة.
وتأتي تطورات الجنوب السوري بموازاة أخرى لا تقل أهمية تجري شرقي سورية، حيث يضيق الخناق على تنظيم "داعش" في الرقة، التي أعلنت فيها "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أميركياً، سيطرتها على ثالث أهم السدود السورية، في خطوة واسعة على طريق اجتياح أبرز معاقل التنظيم في سورية.
وتواصل قوات النظام ومليشيات إيرانية تحت غطاء من الطيران الروسي، حملة واسعة النطاق على مواقع المعارضة المسلحة في محافظة درعا، في مسعى لإخضاع المعارضة في المحافظة الحدودية مع الأردن، وانتزاع السيطرة مرة أخرى على الحدود السورية الجنوبية.
وأفاد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد" بأن أربعة مدنيين قُتلوا، وأصيب آخرون، بينهم حالات خطرة جراء قيام الطيران الحربي الروسي بتنفيذ غارتين جويتين على مدينة طفس في ريف درعا الغربي. وأشار إلى أن مخيم درعا وحي طريق السد في مدينة درعا تعرضا للقصف بصواريخ من نوع "الفيل"، من قبل قوات النظام، وكذلك تعرضت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في درعا البلد، لقصف مدفعي عنيف، فيما قُصفت الغارية الغربية بالدبابات، وأم المياذن بالمدفعية.
كما شهدت مناطق عدة في محيط مدينة درعا اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة، وقوات النظام، وخصوصاً بلدة النعيمة، حيث تمكنت فصائل المعارضة من التصدي لمحاولات تقدّم قوات النظام على أكثر من محور، و"أجبرتها على التراجع بعد اشتباكات عنيفة"، وفق ناشطين. كما أحبطت المعارضة المسلحة محاولة تسلل من قوات النظام إلى بلدة الغارية الغربية، في وقت اندلعت فيه اشتباكات وُصفت بـ"العنيفة" في مناطق أخرى.
وذكرت مصادر في فصائل المعارضة المسلحة لـ"العربي الجديد" أن الموقف العسكري يصب في صالحها، مشيرة إلى أن قوات النظام "تتخبّط، وتحاول فتح جبهات عدة لتبديد الجهد العسكري للمعارضة المسلحة"، موضحة أن قوات النظام تكبدت خسائر فادحة. وأكدت المصادر أن قوات حزب الله "رأس حربة" في الهجوم على درعا، مشيرة إلى أن أكثر من عشرة عناصر من هذه القوات قتلوا في المعارك الدائرة منذ أيام.
من جهته، أكد المتحدث باسم "الجبهة الجنوبية" في الجيش السوري الحر الرائد عصام الريس، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم سحق قوات النظام التي حاولت التقدّم أمس على مخيم درعا"، مشيراً إلى مقتل العشرات من هذه القوات ومن المليشيات الإيرانية وحزب الله واستعادة كل النقاط التي تقدّموا إليها. وأوضح الريس أن قوات النظام "تتبع سياسة الأرض المحروقة بالطيران وصواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة في حملة شرسة غير مسبوقة بسبب جنون النظام لفشله في استعادة المنشية"، وفق الريس.
وتتصدى الفصائل المعارضة المنضوية ضمن غرفة عمليات "البنيان المرصوص" للهجوم الذي يأتي قبيل أيام فقط من انعقاد جولة خامسة من مؤتمر أستانة التفاوضي، ومن المتوقع أن توضع خلالها الخرائط لترسيم مناطق "تخفيف التوتر" في سورية.
ويحاول النظام وحلفاؤه استباق هذه الجولة والسيطرة على حي المنشية الاستراتيجي في درعا الذي يقع فيه معبر درعا الرمثا الحدودي مع الأردن، في محاولة من النظام لإعادة فتح هذا المعبر المهم لأسباب إعلامية واقتصادية. وكانت فصائل المعارضة السورية قد سيطرت بشكل شبه كامل على حي المنشية في بداية إبريل/نيسان الماضي بعد أكثر من خمسين يوماً من إطلاق معركة "الموت ولا المذلة" تمكّنت خلالها الفصائل من السيطرة على مقار الأمن الجوي والعسكري والسياسي في الحي، وهو ما اعتُبر ضربة قوية للنظام في درعا.
اقــرأ أيضاً
وتهدد التطورات العسكرية في درعا مسار أستانة برمته، إذ جاءت دليلاً جديداً على عدم جدوى اتفاقيات بضمانة روسيا وإيران. وفي هذا الصدد، قال الرائد عصام الريس لـ"العربي الجديد" إن "النظام لم يتوقف لا قبل أستانة، ولا بعده، عن الانتهاكات والقتل واستهداف المدنيين الأبرياء ولا ساعة واحدة"، معتبراً أن ما يحدث في درعا "استمرار لسياسة الكذب والتسويف ومساندة المجرم التي تقودها روسيا، وتدعمها إيران ومليشياتها".
كما أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" أن "الفصائل العسكرية في الجيش السوري الحر لم تتلق أي دعوة حتى الآن بشأن حضور اجتماع أستانة"، والمقرر في الثاني عشر من يونيو/حزيران الحالي.
في موازاة ذلك، تواصل "قوات سورية الديمقراطية" التقدّم في ريف الرقة الغربي في مسعى لـ"عزل" أبرز معاقل تنظيم "داعش" في سورية، وفرضت الأحد سيطرتها المطلقة على ثالث أهم السدود المائية في سورية وهو سد "البعث" على نهر الفرات والواقع غربي الرقة بنحو 30 كيلومتراً.
كما أعلنت "سورية الديمقراطية" أمس الإثنين انتزاع السيطرة على قرى: ربيعة، بير الهاشم، الصكورة، العدنانية في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، مشيرة إلى أنها تتجه إلى تضييق الخناق أكثر على مسلحي "داعش" في مدينة الرقة. وباتت هذه القوات المدعومة أميركياً، تسيطر على أهم السدود السورية، وهي سد تشرين في ريف حلب الشمالي الشرقي، وسد الفرات في مدينة الطبقة، وسد البعث الذي غيّر تنظيم "داعش" اسمه إلى "سد الرشيد"، وجاءت "سورية الديمقراطية" لتطلق عليه اسم "سد الحرية". وبذلك امتلكت هذه القوات جسراً آخر من شمالي النهر إلى جنوبه يساعدها في حشد مزيد من المقاتلين للبدء في عملية انتزاع مدينة الرقة والتي باتت وشيكة. كما قُتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون بقصف من طيران التحالف الدولي على منازل المدنيين في منطقة "فوج الإطفائية" في مدينة الرقة. كما وقع قتلى وجرحى بقصف مماثل على منطقة جسر الرقة القديم.
في السياق، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن الرائد جوش جاكس، المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط، أن "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف العربي السوري قادران على تحقيق النجاح في تحرير مدينة الرقة في القريب العاجل.
في مجال آخر، تحاول قوات النظام ومليشيات تساندها، توسيع نطاق سيطرتها في محيط مدينة مسكنة والتي سيطرت عليها الأحد، وكانت من أهم معاقل تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي. وسيطرت قوات النظام والمليشيات على قرية فخيخة في ظل مؤشرات على نيّتها التقدّم نحو قريتي دبسي فرج، ودبسي عفنان التابعتين إدارياً لمحافظة الرقة. وبذلك خسر التنظيم مناطق سيطرته على طول الطريق الدولي من مدينة حلب، إلى الغرب من الرقة بنحو 20 كيلومتراً.
اقــرأ أيضاً
وتأتي تطورات الجنوب السوري بموازاة أخرى لا تقل أهمية تجري شرقي سورية، حيث يضيق الخناق على تنظيم "داعش" في الرقة، التي أعلنت فيها "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أميركياً، سيطرتها على ثالث أهم السدود السورية، في خطوة واسعة على طريق اجتياح أبرز معاقل التنظيم في سورية.
وتواصل قوات النظام ومليشيات إيرانية تحت غطاء من الطيران الروسي، حملة واسعة النطاق على مواقع المعارضة المسلحة في محافظة درعا، في مسعى لإخضاع المعارضة في المحافظة الحدودية مع الأردن، وانتزاع السيطرة مرة أخرى على الحدود السورية الجنوبية.
وأفاد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد" بأن أربعة مدنيين قُتلوا، وأصيب آخرون، بينهم حالات خطرة جراء قيام الطيران الحربي الروسي بتنفيذ غارتين جويتين على مدينة طفس في ريف درعا الغربي. وأشار إلى أن مخيم درعا وحي طريق السد في مدينة درعا تعرضا للقصف بصواريخ من نوع "الفيل"، من قبل قوات النظام، وكذلك تعرضت الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في درعا البلد، لقصف مدفعي عنيف، فيما قُصفت الغارية الغربية بالدبابات، وأم المياذن بالمدفعية.
وذكرت مصادر في فصائل المعارضة المسلحة لـ"العربي الجديد" أن الموقف العسكري يصب في صالحها، مشيرة إلى أن قوات النظام "تتخبّط، وتحاول فتح جبهات عدة لتبديد الجهد العسكري للمعارضة المسلحة"، موضحة أن قوات النظام تكبدت خسائر فادحة. وأكدت المصادر أن قوات حزب الله "رأس حربة" في الهجوم على درعا، مشيرة إلى أن أكثر من عشرة عناصر من هذه القوات قتلوا في المعارك الدائرة منذ أيام.
من جهته، أكد المتحدث باسم "الجبهة الجنوبية" في الجيش السوري الحر الرائد عصام الريس، لـ"العربي الجديد"، أنه "تم سحق قوات النظام التي حاولت التقدّم أمس على مخيم درعا"، مشيراً إلى مقتل العشرات من هذه القوات ومن المليشيات الإيرانية وحزب الله واستعادة كل النقاط التي تقدّموا إليها. وأوضح الريس أن قوات النظام "تتبع سياسة الأرض المحروقة بالطيران وصواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة في حملة شرسة غير مسبوقة بسبب جنون النظام لفشله في استعادة المنشية"، وفق الريس.
وتتصدى الفصائل المعارضة المنضوية ضمن غرفة عمليات "البنيان المرصوص" للهجوم الذي يأتي قبيل أيام فقط من انعقاد جولة خامسة من مؤتمر أستانة التفاوضي، ومن المتوقع أن توضع خلالها الخرائط لترسيم مناطق "تخفيف التوتر" في سورية.
ويحاول النظام وحلفاؤه استباق هذه الجولة والسيطرة على حي المنشية الاستراتيجي في درعا الذي يقع فيه معبر درعا الرمثا الحدودي مع الأردن، في محاولة من النظام لإعادة فتح هذا المعبر المهم لأسباب إعلامية واقتصادية. وكانت فصائل المعارضة السورية قد سيطرت بشكل شبه كامل على حي المنشية في بداية إبريل/نيسان الماضي بعد أكثر من خمسين يوماً من إطلاق معركة "الموت ولا المذلة" تمكّنت خلالها الفصائل من السيطرة على مقار الأمن الجوي والعسكري والسياسي في الحي، وهو ما اعتُبر ضربة قوية للنظام في درعا.
وتهدد التطورات العسكرية في درعا مسار أستانة برمته، إذ جاءت دليلاً جديداً على عدم جدوى اتفاقيات بضمانة روسيا وإيران. وفي هذا الصدد، قال الرائد عصام الريس لـ"العربي الجديد" إن "النظام لم يتوقف لا قبل أستانة، ولا بعده، عن الانتهاكات والقتل واستهداف المدنيين الأبرياء ولا ساعة واحدة"، معتبراً أن ما يحدث في درعا "استمرار لسياسة الكذب والتسويف ومساندة المجرم التي تقودها روسيا، وتدعمها إيران ومليشياتها".
كما أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" أن "الفصائل العسكرية في الجيش السوري الحر لم تتلق أي دعوة حتى الآن بشأن حضور اجتماع أستانة"، والمقرر في الثاني عشر من يونيو/حزيران الحالي.
في موازاة ذلك، تواصل "قوات سورية الديمقراطية" التقدّم في ريف الرقة الغربي في مسعى لـ"عزل" أبرز معاقل تنظيم "داعش" في سورية، وفرضت الأحد سيطرتها المطلقة على ثالث أهم السدود المائية في سورية وهو سد "البعث" على نهر الفرات والواقع غربي الرقة بنحو 30 كيلومتراً.
في السياق، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن الرائد جوش جاكس، المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط، أن "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف العربي السوري قادران على تحقيق النجاح في تحرير مدينة الرقة في القريب العاجل.
في مجال آخر، تحاول قوات النظام ومليشيات تساندها، توسيع نطاق سيطرتها في محيط مدينة مسكنة والتي سيطرت عليها الأحد، وكانت من أهم معاقل تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي. وسيطرت قوات النظام والمليشيات على قرية فخيخة في ظل مؤشرات على نيّتها التقدّم نحو قريتي دبسي فرج، ودبسي عفنان التابعتين إدارياً لمحافظة الرقة. وبذلك خسر التنظيم مناطق سيطرته على طول الطريق الدولي من مدينة حلب، إلى الغرب من الرقة بنحو 20 كيلومتراً.