نعت رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء السوفييتي في أعوام 1985-1991 نيقولاي ريجكوف عن عمر يناهز 95 عاماً، ليرحل بذلك عن الدنيا آخر رئيس وزراء سوفييتي ظل على قيد الحياة.
وكتبت ماتفيينكو على قناتها على "تليغرام" أن ريجكوف كان رمزاً لعهده، واصفة إياه بأنه "إنسان ذو مصير فريد من نوعه، وشخصية دولة ذات نطاق فريد وروح كبيرة. كان يتجلى ذلك في كل شيء عمل عليه نيقولاي إيفانوفيتش ولامسه. كان دائما يقلق بصدق وعمق على القضية والنتيجة والناس والدول. كان كل شيء يمر عبر روحه".
وما يعزز دور ريجكوف في تاريخ روسيا الحديث هو شغله منصب رئيس الوزراء في عهد إصلاحات البيريسترويكا التي أطلقها آخر زعماء الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، وكان بذلك شاهداً على السنوات الأخيرة من عمر الدولة السوفييتية من داخل أروقة صنع القرار.
وكان ريجكوف، في فترة رئاسته للحكومة السوفييتية، عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي، وكان يدعم نهج غورباتشوف نحو إقامة "اشتراكية السوق" مع الحفاظ على الإدارة الموجهة للاقتصاد، وترأس مقر إزالة تداعيات كارثة محطة تشيرنوبيل النووية في جمهورية أوكرانيا السوفييتية عام 1986، وكان ينسق أعمال إزالة تداعيات الزلزال المدمر في مدينة سبيتاك الأرمينية عام 1988.
وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، توجه ريجكوف نحو العمل البرلماني، إذ انتخب في عامي 1995 و1999 نائبا بمجلس الدوما (النواب) بتشكيلتيه الثانية والثالثة.
وفي القرن الجديد، أصبح ريجكوف عضواً بمجلس الشيوخ عن مقاطعة بيلغورود من عام 2003 وحتى عام 2023. وخلال فترة عضويته في المجلس، ترأس ريجكوف لجنة الاحتكارات الطبيعية، وكان عضوا بلجنة النظام الفدرالي والسياسات الإقليمية والإدارة المحلية وشؤون الشمال.
وأدرج اسم ريجكوف ضمن قوائم العقوبات في أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استقال ريجكوف من مجلس الاتحاد مبكرا، مرجعا قراره إلى تقدمه في العمر، قائلا: "نظرت إلى أوراق هويتي وقلت (يكفي)".
وبعد وفاة غورباتشوف عام 2022، اعتبر ريجكوف أن آخر زعماء الاتحاد السوفييتي أساء تقدير قدراته على إجراء الإصلاحات و"هدم بلاده في نهاية المطاف".
ولد ريجكوف في مقاطعة دونيتسك في جمهورية أوكرانيا السوفييتية حينها في العام 1929، وتخرج في معهد أورال "كيروف" التقني في تخصص الهندسة الميكانيكية. وفي أعوام 1950 - 1975، عمل بمصنع "أورال ماش زافود"، قبل أن يشغل منصب نائب وزير صناعات الآلات الثقيلة ووسائل النقل في الاتحاد السوفييتي، ثم منصب النائب الأول لرئيس خطة الدولة، فأمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي فرئيس الوزراء.