المغرب يعين سفيراً بفرنسا بعد 10 أشهر من شغور المنصب

المغرب يعين سفيراً بفرنسا بعد 10 أشهر من شغور المنصب

20 أكتوبر 2023
توالت مؤشرات التوتر في العلاقات بين المغرب وفرنسا خلال الأيام الماضية (Getty)
+ الخط -

عيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الخميس، سفيراً جديداً للمملكة لدى الجمهورية الفرنسية، وذلك بعد أشهر على شغور المنصب إثر إنهاء الرباط مهام السفير محمد بنشعبون في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو نفس يوم تصويت البرلمان الأوروبي على قرار بخصوص حرية الصحافة، اُعتبر معادياً للمغرب، بمبادرة ودعم من نواب من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون

وأعلن الديوان الملكي، في بيان صدر عقب اجتماع المجلس الوزاري الذي ترأسه العاهل المغربي مساء الخميس، عن تعيين الصحافية ومديرة الأخبار بالقناة الثانية المغربية سابقاً، سميرة سيطايل، سفيراً لدى الجمهورية الفرنسية.

ويأتي تعيين سيطايل في وقت توالت فيه مؤشرات التوتر خلال الأيام القليلة الماضية، كان من أبرزها رفض السلطات المغربية للمساعدات الفرنسية الموجهة لضحايا زلزال الثامن من سبتمبر/ أيلول الماضي، ما أثار حفيظة الإعلام الفرنسي الذي شن حملات ضد المغرب ومؤسساته، وعكس حجم الأزمة "الصامتة" التي تلقي بظلالها على علاقات الرباط وباريس منذ أكثر من سنتين، وكان من أبرز مظاهرها تجميد زيارات مسؤولي البلدين، وغياب أي اتصال بين العاهل المغربي والرئيس الفرنسي، وحدوث فراغ دبلوماسي.

تقارير عربية
التحديثات الحية

كما بدا لافتاً أن العلاقات بين البلدين تمر بأسوأ حالاتها بعدما سارعت السلطات المغربية، في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى انتقاد ونفي إعلان وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، معتبرة أن الزيارة "ليست مدرجة في جدول الأعمال ولا مبرمجة".

بالمقابل، يبدو لافتاً للانتباه أن تعيين سيطايل يأتي بعد أيام قليلة على استقبال العاهل المغربي للسفير الفرنسي كريستوف لوكورتيي، الذي قدم أوراق اعتماده بصفته سفيراً مفوضاً فوق العادة  للجمهورية الفرنسية لدى المملكة، وذلك بعد أن كان قد وصل إلى العاصمة المغربية الرباط في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلفاً للسفيرة هيلين لوغال. وفي 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي قدم نسخاً رمزية من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. 

وبحسب مراقبين مغاربة، فإن تعيين سفير جديد للرباط بباريس بعد شغور المنصب لأكثر من 10 أشهر، قد يكون مؤشراً على بداية دخول العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منعطفاً جديداً في اتجاه طي صفحة التوتر بين البلدين الحليفين.

وتوترت العلاقات بين الطرفين على خلفية قرار باريس تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، وموقفها من ملف الصحراء، ورهان الرئيس الفرنسي على الجزائر، وتوصية البرلمان الأوروبي بخصوص وضع حرية الصحافة في المغرب، إضافة إلى قضية التجسس باستعمال برنامج "بيغاسوس"، التي ترى الرباط أن "تورط وسائل الإعلام وبعض الدوائر الفرنسية في نشأتها والترويج لها لا يمكن أن يحصل دون تدخل السلطات الفرنسية".

المساهمون